منذ أن وعيت أنا شخصياً على كرة القدم في البحرين كنت أجد أن الأندية المتواجدة في دوري الدرجة الأولى هي أندية معروفة لا تتغير إلا قليلاً من خلال هبوط البعض منها وصعود البعض الآخر، وربما هذه الأندية (الصاعدة – هابطة) معروفة لدى الجميع بسبب تكرار وجودها في هذا الموقف منذ الثمانينات إلى الآن، وأيضاً الأندية التي تُنافس على إحراز الألقاب معروفة مع وجود تغييرات محدودة، والأندية التي ارتضت التواجد فقط في دوري الدرجة الثانية هي الأخرى معروفة مع وجود اجتهادات مؤقتة لدى البعض منها في سنوات معينة ثم ما لبثت أن عادت إلى موطنها الأصلي!.

لكن ما نشاهده اليوم ان الآية قد انقلبت وبشكل كبير في مسابقاتنا المحلية الكروية وبوضوح، وخصوصاً في هذا الموسم الكروي الذي انتهى رسمياً قبل 12 يوماً وكذلك بالنسبة للموسم الرياضي القادم 2013-2014، فنادي البسيتين حقق دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه والحد أيضاً لأول مرة يُحقق المركز الثالث، وأيضاً من الأمور نادرة الحدوث هو أن المحرق يغيب عن تحقيق لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، وكذلك هنالك أمر نادر هو الآخر ويتمثل في تراجع الرفاع للمركز الرابع والذي يُعتبر مركزاً متأخراً بالتأكيد للكرة الرفاعية، حتى أن رئيس النادي عبدالله بن خالد وصف هذا الموسم بالأسوأ له على كرسي الرئاسة.

بينما في المقابل، نجد أن دوري الدرجة الثانية في الموسم القادم سيشهد تواجد 3 أندية عريقة للغاية ولها سمعتها ومكانتها في الكرة البحرينية وهي الأهلي والبحرين والرفاع الشرقي، وفي وضع مؤسف للغاية بالنسبة لعشاق هذه الأندية، والمتابعين يستغربون كيف كان وضع هذه الأندية قبل سنوات قليلة وكيف أصبح وضعهم الآن.

بالطبع وبكل تأكيد هذا الأمر بالنسبة لوجود أندية مُنافسة جديدة في القمة وتهاوي أندية معروفة للدرجة الثانية لم يأت من باب الصدفة، بل هذا الأمر جاء بناء ًعلى عدة معطيات وظروف قد حصلت وهي التي جعلت الأمور هكذا، ومن أهم ذلك هو اجتهاد بعض الأندية وعملها بالصورة الصحيحة حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن مع توافر السيولة المادية بالتأكيد مع أن المادة ليست كل شيء ولو كانت كذلك لما وجدنا الرفاع الذي صرف كثيراً هذا الموسم يتراجع للمركز الرابع، وأيضاً لوجدنا النجمة يتهاوى للدرجة الثانية وهو الذي عاش ظروفاً مادية صعبة للغاية هذا الموسم.

وبالعكس تهاوي الأندية الأخرى للدرجة الثانية يُعطينا مؤشراً بالتأكيد على وجود خلل فيها وهو ما أدى إلى وصولها لما هي فيه الآن، وربما تكون الأسباب إدارية وربما تكون مادية أو الاثنين معاً، مع عدم إلقاء اللوم فقط على الإدارات، فاللاعبون أيضاً من الممكن أن يكون لهم نصيب في ذلك.

ما أريد الوصول إليه هنا هو الأندية يجب أن تُفكر بإيجابية أكبر، فالبسيتين والحد لو بقيا على ما هم عليهم قبل سنوات فبالتأكيد لن يصلا إلى ما وصلا إليه، وكذلك الأندية التي سقطت للدرجة الثانية يجب عليها وضع خطة شاملة من أجل العودة من جديد لمصاف الكبار بدلاً من الاعتماد على الاجتهادات الشخصية وتحميل بعض الأفراد هذا الهم الكبير، فالخطة يجب أن تكون موجودة وتُنفذ كما وُضع لها حتى وإن تغيرت الأسماء، وأيضاً الرسالة يجب أن تصل إلى الأندية التي تتبوأ مراكز معينة فقط دون طموح للأمام سواء في الدرجة الثانية أو الأولى، فإلى متى سيظل الوضع على ماهو عليه دون أي تطور أو طموح؟.