شدد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على أن الجمعيات المعارضة تهدف من خلال حراكها إلى إيجاد «وطن للجميع»، يكون مبنيّاً على أساس «المساواة بين كل المواطنين»، مؤكداً السلمية في الحراك الشعبي، ورفض العنف في العمل السياسي.

جاء ذلك خلال تجمع للجمعيات المعارضة يوم أمس الجمعة (14 يونيو/ حزيران 2013)، تحت عنوان: «وطن للجميع 3»، بمناسبة الذكرى الثالثة لأول فعالية أقامتها المعارضة بعد رفع حالة السلامة الوطنية إبان الأحداث التي شهدتها البحرين في العام 2011.

دعا خلال تجمع «المعارضة» لإطلاق حملة وطنية للإفراج عن المعتقلين...

سلمان: هدفنا وطن للجميع أساسه المساواة... ونتمسك بالسلمية ورفض العنف

سار - علي الموسوي

شدد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على أن الجمعيات المعارضة تهدف من خلال حراكها إلى إيجاد «وطن للجميع»، يكون مبنيّاً على أساس «المساواة بين كل المواطنين»، مؤكداً السلمية في الحراك الشعبي، ورفض العنف في العمل السياسي.

وأوضح سلمان أن الحل المطلوب للبحرين، «حل سياسي يرتكز على أساس المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، لا فرق بينهم؛ إذ لا يجوز قيام أي نظام سياسي في العام 2013 على أساس التمييز بين الناس».

جاء ذلك خلال تجمع للجمعيات المعارضة يوم أمس الجمعة (14 يونيو/ حزيران 2013)، تحت عنوان: «وطن للجميع 3»، بمناسبة الذكرى الثالثة لأول فعالية تقيمها المعارضة بعد رفع حالة السلامة الوطنية إبان الأحداث التي شهدتها البحرين في العام 2011.

وقال: «تعالوا إلى حل سياسي قاعدته المساواة بين الجميع، أما التغييرات الشكلية التي تبقي الاستبداد السياسي، وأي مشاريع تقوم على أساس التمييز والعنصرية القبلية أو الطائفية، فهي مشاريع تنهك الوطن، وتستنزف الطاقات التي تعتقل وتحاكم».

ودعا الأمين العام لجمعية الوفاق إلى إطلاق حملة وطنية للمطالبة بالإفراج عن القيادات السياسية والحقوقية، وأن «لا تتوقف الحملة حتى يتم الإفراج عنهم، وإننا نطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين، ولكن ليكون شعار الحملة هو القيادات السياسية والحقوقية»، مطالباً القوى السياسية والشبابية بإطلاق هذه الحملة.

وفي الكلمة التي ألقاها خلال تجمع المعارضة، أكد أن «رؤيتنا وطن للجميع وهكذا نرى الأمور، لا نراه وطناً للشيعة على حساب السنة، ولا وطناً للسنة على حساب الشيعة، ولا وطناً للمسلمين على حساب الأقلية. نراه للجميع من دون تمييز أو تفريق بين الجميع».

وأضاف «وطن للجميع ليس شعاراً للسنة الأولى فقط، وإنما للسنة الثانية والثالثة والرابعة، نريد النصر للكل البحرينيين، ونريد الوطن للجميع؛ لأن أي نصر مدعاه لطائفة على طائفة هو خسران، ولأي قبيلة على قبيلة هو خسران. نصر للجميع، ونتائجه لجميع البحرين».

وتابع «من يدعو إلى حرب الطائفية في هذا البلد أو خارج هذا البلد، فهذا لا مكان له في المجتمعات الإسلامية الراقية المتحضرة، وهذه جريمة إنسانية وإسلامية ستأتي أمام الله سبحانه وتعالى».

كما شدد سلمان على الأخوة والوحدة الوطنية، قائلاً: «نحن على رغم كل ما نتعرض له من معاناة، سنبقى أوفياء لإخوَّتنا الإسلامية والوطنية، ولن نفرط فيها أبداً، ولهذا صغنا مطالبنا صياغة إنسانية وطنية».

ورأى أن الشعب بوعيه استطاع أن يُفشل «الحرب الطائفية»، التي لو نجحت لكان من الصعب التعايش بين الطوائف لعشرات السنين.

وواصل «نقول لمن أساء لنا: لن نفرط فيك كأخ للوطن، ولا في مصالحك، فنحن هكذا تجاوزنا الأزمة».

وتطرق الأمين العام لجمعية الوفاق في كلمته، إلى زيارة وفد من المعارضة لجنوب إفريقيا أخيراً، مؤكداً أن «كل من التقيناهم من البيض والسود والملونين، قالوا لنا إن الوضع في البحرين يشبه وضعهم».

وذكر أن جميع من التقوهم «يتعاطفون تعاطفاً صادقاً إنسانيّاً؛ لأنهم أصحاب تجربة إنسانية، وعاشوا المحنة كما نعيش، ويبدون استعدادهم للتعاون مع الشعب، للانتقال إلى نظام ديمقراطي».

وأضاف «وجدنا وصية موحدة في ألسنتهم جميعاً، أنتم أيها الشعب على حق، وعليكم بالصبر والمواصلة، وعدم التراجع، فهذا الطريق الذي سيوصلكم حتماً إلى الاستجابة لمطالبكم؛ لأنها مطالب إنسانية، وستنتصرون وفقاً للمطالب التي تطالبون بها».

وأشار إلى أنهم جميعاً يوصون بالانفتاح على الآخرين، والتعاون معهم، لكن بشرط عدم التنازل عن المبادئ، «ونحن في البحرين نلتزم بهذا الأمر، ننفتح ونتحاور ونتواصل سرّاً وعلناً، لكن دون أن نتنازل عن أن يكون كل بحريني وبحرينية على قدم المساواة».

وأعاد بذاكرته إلى العام 1992، وفترة العريضة النخبوية، وذلك بقوله: «منذ العام 1992، كان لنا تواصل مع أطراف بحرينية مختلفة، وكلهم يقولون لي نحن نؤمن بما تؤمن، وبعد أن عدت إلى البحرين في العام 2001، سمعت الكلام نفسه من مئات الناس، وعندما دخلنا البرلمان سمعنا الكلام نفسه، ويقولون إنهم يعرفون أن القضية التي أطالب بها، وهي الديمقراطية قضية محقة، لكنهم لا يستطيعون الجهر بذلك».

وعلق على ذلك بالقول: «رأيت أناساً بيضاً يعارضون حكاماً بيضاً مثلهم، ويقولون ذلك علناً وليس سرّاً، ويتلقون الرصاص مقابل ذلك، كونوا مثلهم من أجل البحرين، أنا أحترمكم وأقدركم، اجهروا ذلك سرّاً وعلانية، فخلاف ذلك يضر بالبحرين».

وتحت عنوان حماقات تدمي الوطن، أوضح سلمان أن «في الماضي كانت السياسة تقتل شخصاً أو تعتقل شخصاً، فيخاف الناس، أو تداهم بيتاً، فينتشر الخوف لدى الناس، أما عندما تقتل وتسجن وتداهم البيوت وتنتهك كل الحرمات ويكون الشعب في الشارع، ويزداد إصرار الشعب على المواصلة، فما تفعله ليس أكثر من حماقات تشفي بها الصدور المريضة، ولا تجدي نفعاً».

وفي هذا السياق، عبر عن تمسكه بالقيادات السياسية والحقوقية الموجودين في السجن، ومن بينهم الشيخ محمد حبيب المقداد، حسن مشيمع، عبدالوهاب حسين، الشيخ محمد علي المحفوظ، وقال: «إذا كان بيني وبين هؤلاء الإخوة اختلاف بسيط، فأنا أضع هذا الاختلاف تحت قدمي، وأضعهم فوق رأسي».

وشدد الأمين العام لجمعة الوفاق على السلمية في الحراك الشعبي، وفي كل الفعاليات التي تطالب بالديمقراطية.

الحاج مجيد: سنواصل الدرب حتى تحقيق المطالب

وألقى الحاج مجيد عبدالله المعروف بـ «صمود»، كلمة خلال فعالية أمس، وقبل إلقائه الكلمة قدم له الطفل أحمد النهام، الذي فقد عينه بسبب إصابة بالرصاص الانشطاري «الشوزن»، علم البحرين، وذلك إعادة لأحد مشاهد أوبريت «موطني» الذي أنتجته جمعية الوفاق قبل أشهر، وشارك فيه عدد من النشطاء والحقوقيين من البحرين وبعض الدول العربية، وكان من بينهم الحاج مجيد والطفل النهام.

ووجه الحاج مجيد كلمة قال فيها: «تحية فخر واعتزاز بكم رجالاً ونساء، شباباً وشيوخاً وأطفالاً على الصمود الأسطوري، الذي تسجلونه يوماً بعد آخر، وتحية إجلال لأرواح الشهداء، والجرحى والمعذبين».

وأضاف «رسالة السجناء والمعتقلين من داخل السجن، أقول فيها إننا على الدرب سائرون، وعلى العهد باقون، وعلى المعاناة والعذابات صامدون، حتى تتحقق مطالبنا المحقة، واليوم إذ يمر أكثر من عامين على الحراك السلمي الثابت، فإننا نشعر بعدالة قضيتنا، ونصرنا السياسي يزداد قرباً كلما جاء يوم جديد، ولا فرق عندنا بين أن نكون في السجن أو خارجه؛ لأننا في داخله نشعر بالعزة ونتفرغ فيه إلى عبادة الواحد الأحد، وفي خارجه نكون مشاركين في ميادين المطالبة بالحرية والحق»، مؤكداً أن «إرادة الشعب لن تنكسر، وما النصر إلا من عند الله».