كلما ازدادت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط سوءاً، لجأت الحكومات وأبواقها الإعلامية إلى الهروب من الواقع وما يتطلبه من حكمة في معالجة تلك الأوضاع. وبدلاً من اجتياز أي أزمة أو اضطراب داخلي، تسعى بعض الأطراف إلى التحذير من جلب أزمات هناك في المحيط الإقليمي، إلى المحيط الداخلي!
هو أمر مضحك للغاية، أن تتخذ الحكومات العربية والإسلامية مواقف تظهرها في مظهر «البوق المخيف» وهي تصرخ وتحذر من انتقال الصدام الطائفي المتحرك في بعض البلدان إلى «بيتها»! وهي حين تقف عاجزة عن أن يكون لها دور إقليمي، تكتفي بالتحذير من مغبة وصول الصدام والتناحر والاقتتال الطائفي إلى محيطها الداخلي، في حين تنسى كثيراً أنها هي ذاتها، لديها آلتها الإعلامية الرسمية ومحركاتها الدينية الموغلة في الطائفية والفتنة، تشحن وتدير وتدمر ليل نهار بخطابات وبيانات واجراءات وممارسات طائفية هي تعلم – قبل غيرها – أنها مجرد ألاعيب خطيرة ستنعكس عليها يوماً ما.
ومن المضحك أيضاً أن تدعي حكومات وشخصيات وساسة ورموز كأمين عام منظمة التضامن الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الذي تحدث في حوار عبر قناة «الحرة» يوم الأربعاء الماضي مكثفاً مخاوفه من انتقال صور الصراع الطائفي المدعوم من الغرب ومن الشرق.. في سورية، لبنان، العراق، باكستان، ميانمار وبضع بؤر هنا وهناك.. تدعي تخوفها من اجتياح مد طائفي – وفقاً للصراعات الممولة والمشجعة والمدعومة من الغرب والشرق كما أشرت – فيما لا ينبس ببنت شفة عن ممارسات الكثير من الدول الإسلامية القائمة على تأجيج الصراع الطائفي إعلامياً.
ذلك التهاون من جانب الحكومات ليس أمراً طارئاً أو جاء على حين غفلة، بل هو ممنهج وفق خطة لكل دولة ترعى الطائفية. ولعلني تناولت بشكل متعمق «حملات الشحن الطائفي» في الإعلام العربي في أبريل/ نيسان 2009. وقتها اختلفت مع مجموعة من الإعلاميين الخليجيين والعرب في شأن أسلوب ومنهج وخطاب بعض القنوات الفضائية الدينية في منتدىً إلكتروني، فهم، وأنا أحترم وجهة نظرهم قطعاً، يعتبرون ازدياد تلك القنوات فائدة للأمة، أما أنا، فلا أرى في غالبها إلا منطلقاً لشن حملات العداء المشحونة بالكراهية، ورأيت أنه من الجيد أن أعيد بعض ما كتبته في هذا الشأن آنذاك، ومنه أنه ليس من الضرورة بمكان إجراء استطلاع ميداني لتثبيت الفكرة، فيكفي أن تقرأ لمدة ساعة زمن الشريط الذي يتحرك في أسفل الشاشة لتعلم أن هناك مشاركة فاعلة من قبل مجموعات من المتشددين، من الطائفتين، كل يدعي حاكميته على الأمة.
ذلك الخطاب هو الأسوأ على الإطلاق، ولعل الكثير من الناس لا يعلمون أن مثل هذه النزاعات تصبح أجمل وأروع عندما يزداد عدد المشاركين فيها عبر خدمة الرسائل التي تدر مالاً وفيراً يملأ بطون القائمين على القناة، ممن يدعون «صدق الدعوة لله والدفاع عن الدين الإسلامي»، واليوم اتسعت لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الجديد.
كثيرة هي الصور القاسية التي تسود المجتمعات الإسلامية اليوم، في مقدمتها الظلم والتخلف والأمراض السياسية والثقافية والاجتماعية، ونزعات التعصب الطائفي والعرقي المقيتة، وتطغى عليها مشاكل وصراعات متعددة في مختلف ميادينه ومجالاته بما في ذلك ميدان الثقافة والفنون، وتبرز صورها المؤسفة في التضييق على حرية الفكر والنشر ومحاصرة الثقافة ومصادرة الرأي الآخر، وشن الحملات العدائية المشحونة بالكراهية والحقد الطائفي.
لا يمكن أبداً التغاضي عن تهاون الحكومات، وفي أغلب حالات تلك التهاون، يظهر الاتهام واضحاً بلا تبطين في أن بعض الدول تغذي هذا النوع من الحملات لإشغال الناس، ولذلك، ليس عجيباً أن يتفرغ ذوو النزعات العدائية، سواءً كانوا مشايخ وعلماء أم برلمانيين أم وعاظ سلاطين، ومعهم أولياء نعمهم من المستبدين أرباب الرأي الواحد والنفوذ والمال، ليضيفوا إلى الأمراض الاجتماعية ما يسهم في مضاعفة الداء والمرض في جسد الأمة.
قلت عبارة وأكررها دائماً: «لا تنمو الطائفية ولا تكبر إلا في ظل دول وحكومات ترعاها... وتحافظ عليها».
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ
حرايق ونيران مستعره
لم يتفقوا مع الشيطان بعقد ولا بكلمه لكن وسوس ليهم وقال لهم أن الفتوه والافتاء جائز، كما أن قيادة المجتمعات بقياداة قديمة مشكله وبقيادات شابه بتحرق وبتخرب الذي خربته السياسة التي قادة العالم الى الهاويه. فاقتصاد هاويه وصلن الى زاويه الانفلات حسب حسابات الطرد المركزي بدل السلطه الواحده صارت سلطات والقانون صارت قوانين والدين بفضل أصحاب الفضيله العلماء. والدين عند الله الاسلام. ويش بعد علماء ويعلمون ولا يعلمون عدل أو موعدل ما يفقهون أو يفقهون؟
بالامس جحا وحمار وحش اليوم جحا وجنون البقر
ليس سر أن الدابة تدب مثل الدب والبقر والبغال والحمير، أي من الدواب. وفي محكم كتابه فصلها وقال ان هذه الدواب أمم أمثالكم مثل الطيور والانعام.. عاد جحا يتفكر الامم إتحدت مع الشيطان وخلوا البقر يستجنون ليش؟ فهل أمة محمد إختلفت عن قوم لوط أو عن النصارى أو كانت أمة واحدة وإختلفوا وتهاوشوا وتناوشوا وتناهبوا وتهاودوا والتقوا مع التجار وتعاونوا مثل ما سووا إبن مرجانه؟
علم وما تعلمو .. أما الجهل فلم يجهلوا ولكن الامر لله
إقرءوا .. ما يقرءون.. إسمعوا إمطنشين .. إنظروا .. عواينهم إمبققه ومن غير مبالغه مثل ما قال أبو صالح .. ما يسبحون لكن ... كلوا وإشربوا.. ما إيقصرون بس إيزيدون بدون مزايدات يسرفون .. وياكلون الطعام أكل اللم ويحبون المال حبا جم.. يعني ليش عايشين مو عشان الفقير يساعد الغني وبالعكس. حتى المساعدات الانسانيه صارت للدعايه والاعلان مولوجه الله ما يسونها الا إذا نظموا فعاليه واحد سبونسر يتبرع بشويه مقابل دعايه. ويش ها المجتمعات صارت مو أديه وبلاء ...