العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ

الغنوشي والصدام مع خوارج العصر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد كان الصدام متوقعاً بين الإخوان المسلمين الذين وصلوا الى الحكم مؤخراً في ثلاثة بلدان عربية، وبين القوى السلفية المتشددة، وكانت المسألة مسألة وقت.

الاخوان حركة قديمة، تعود جذورها إلى العشرينيات، ولم تكن تخفي تطلعها إلى الحكم، ولا مشروعها في استعادة الخلافة. وكان الاخوان يمثلون فكراً، انتشر في العالم العربي والاسلامي، من طنجة إلى جاكرتا. وهي حركة قوبلت في بعض البلدان بالقمع والتصفيات، وقوبلت بالحضن والاحتضان في بلدان أخرى، وخصوصاً بعدما تعرضت للحرب في بلد المنشأ (مصر) في الخمسينيات.

في تلك الفترة كان هناك انفتاحٌ على المذاهب الأخرى، ومع وجود شيوخ منفتحين على رأس الأزهر الشريف، أثمرت تلك الأجواء عن تجربة «التقريب بين المذاهب»، وصدور فتوى الشيخ محمود شلتوت (رحمه الله) بالاعتراف بجواز التعبد بالمذهب الشيعي، ضمن سبعة مذاهب إسلامية أخرى. كانت تلك الفتوى علامة فاصلة في التعامل الداخلي بين المسلمين، لتنهي قروناً من التباعد وعدم الاعتراف بوجود مذاهب أخرى غير المذاهب الأربعة التي أقرها رسمياً أحد الخلفاء العباسيين قبل عشرة قرون.

الإخوان كانت دعوة وسطية منفتحة، ولا تجد عالماً ولا مثقفاً شيعياً لم يطلع على كتب هذه الحركة وصحفها ومنشوراتها. وكان الوضع كذلك حتى نشوب الحرب العراقية الايرانية حيث بدأت أول لحظات المفاصلة، بعدما تبنى الإعلام العربي الرسمي أطروحة النظام العراقي عن «حرب القادسية»، وتقديمها كحربٍ بين العرب والفرس المجوس، في نسفٍ كاملٍ لتاريخ هذا الشعب الذي قدّم للمذاهب الاسلامية أكبر فقهائها وأئمتها ومحدّثيها. في هذه المصيدة سقط قسمٌ من الاخوان المسلمين.

في تلك الفترة، بداية الثمانينيات، شهد العالم العربي صعود تيار آخر لقتال الجيش السوفياتي في أفغانستان، انتهت بوصول زعماء «المجاهدين» إلى الحكم لتبدأ سنوات أخرى من الاضطراب والتقاتل الداخلي، حتى دخلت حركة طالبان المعركة وطردتهم جميعاً عن الحكم. وهؤلاء كانوا من طلبة المدارس الدينية التقليدية، الذين كانت تملؤهم الحماسة الدينية، ولم يكن لديهم مشروعٌ فكري ولا أفق سياسي، غير تطبيق الحدود... وانتهى الأمر بهجمات نيويورك وإعلان الحرب الأميركية على الإرهاب.

الربيع العربي الذي فاجأ الجميع، لم يكن لهذين التيارين (الاخوان والسلف) ناقة فيه ولا جمل، ولكن بسبب الفراغ في السلطة بعد سقوط تلك الأنظمة القمعية، تقدّم الاخوان إلى سدة الخلافة، فيما أطلّ السلفيون برؤوسهم في ظل الانفتاح الذي وفّرته ثورات القوى الشبابية الجديدة.

الصدام الأخير كان متوقعاً ومحتماً، فبعد هدنة أشهر معدودة، فرضتها لعبة التحالفات الانتخابية، في مصر وتونس، برزت الخلافات الحادة على السطح، بين قوةٍ وصلت للحكم وتفكّر بالبقاء طويلاً فيه، وبين قوةٍ لا تمتلك مشروعاً سياسياً بالمرة، غير الشعارات الفضفاضة عن الحدود وتطبيق الشريعة. وهي قوى لا تمتلك مفكرين ولا فقهاء كباراً قادرين على مجاراة المرحلة ومتطلباتها، ولا تملك غير جحافل من الشباب الذي لا يمتلك عمقاً فكرياً. من هنا كان هذا الاصطدام العنيف بين المدرستين، بدأ مع «الحكومات الحركية الاسلامية» وسرعان ما سيمتد إلى الاصطدام بالشعوب.

في الجولة الأخيرة، فتح زعيم حركة النهضة التونسية الحاكمة، راشد الغنوشي، النار على «أنصار الشريعة» السلفي، قائلاً: «أينما حلّ هؤلاء الجهاديون، وهم خوارج العصر، حل الدمار والخراب». وبعد أشهر من الصدامات في الشارع، تخلى الرجل عن فكرة التحاور معهم، ومحاولة إقناعهم، وانتهى إلى القول: «أتحداهم أن يعطوني دولة واحدة نجح فيها هؤلاء المتهورون. لقد أصبحت فئة كبيرة من الشعب تخاف منهم، ونحن لم نر من هؤلاء علماء في الاقتصاد أو العلوم أو القانون أو علم الاجتماع».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 8:59 ص

      المصلي

      ماوجد بلاء في العالم ولاوجد دمار في العالم ولاوجد خراب في العالم ولاوجدت حروب وتفخيخ سيارات وقتل على الهويه وطائفيه وحقد وكراهيه للآخر واقصاء وتمييز ومشاكل بين الشعب الواحد وغيرها الكثير الكثير مما لايعد ولا يحصى الا ووجد هذا المعتقد الفاسد الذي يطلق على نفسه الفكر السلفي الوها والسلف الصالح منهم ومن أعمالهم المشينه براء برآة الذئب من دم سيدنا النبي يوسف ع هذا الفكر التكفيري الحاقد على كل من يخالفه في عقائده المضله الفاسده يوجبون قتل النفس المحترمه ينبشون القبور ويليكون اكباد القتلى وغيرها

    • زائر 21 | 8:20 ص

      الى زائر رقم20

      لو تتعمق في التفكير بعيد عن العصبيه سوف ترى ان بلاد الذي ولد الشعراء والادباء والفلاسفه لم ولن تكن عدوة الشعوب وستظل مرتعا للعلم والعلماءوهاهياليومتناطح تكنولوجيا الغربيه على قد استطاعتها على رغم الحصار الاقتصادي لان الشعوب هي من تناضل وتوصل للقمم

    • زائر 19 | 4:18 ص

      هؤلاء

      علمهم الوحيد هو القتل والتفجير والارهاب والتمثيل بجثث القتلى واكل اجسادهم وتبضيعها
      وخذ هالمثل ياسيد من عندي
      اين ماحل السلف حل بالبلاد تلف

    • زائر 18 | 4:17 ص

      هؤلاء متخلفون

      اذا اردنا العكس نرى الدوله الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه شجعت رعاياها للعلم ولا العنف والوسطيه مع وجود حدود اسلاميه كانوا يقلدون الاسلام المحمدي الاصلي بلا نواقص او زوائد ليست لملتهم بل لجميع المسلمين ولمصلحة والخير للانسانيه سواء في الطب او التكنولوجيه اوالعلوم الاخرى

    • زائر 20 زائر 18 | 4:49 ص

      إيران غاسلة مخوخ.... ما في فايدة

      بس من المصطلحات اللي تطلقها .. (الإسلام المحمدي الأصيل) ... (مقارعة الإستكبار) ... (نصرة المستضعفين) ... على راديو طهران و على كتب حارة حريك....

    • زائر 17 | 3:03 ص

      الجهل المركب .... آفة

      لعلم سيادتك أن السلفية ليست تيارا واحدا وليس لها تأطير وتنظير كفكر الإخوان المنظم .. وأنت تعلم ذلك أن تجمعهم في سلة واحدة وتنعتهم بخوارج العصر .. ولله الحمد هذه أمة وسطية كتب الله عليها أن تحارب الخوارج في كل البقاع كما كتب الله عليها أن تحارب الباطنية في كل البقاء .. الخوارج والباطنية سرطان هذه الأمة

    • زائر 16 | 2:44 ص

      ابو حسين خلك منصف حبيبي !

      من قال ماطلعو علماء , طلعو فتاوي يعجز العلماء عنها فتوى جهاد المناكحه رضاع الكبير ! يعجز عنها كل عاقل !, السلفييون مجموعة منافقين من ايام الرسول وامتدو الى اليوم ,ويومهم قريب سوف يجتزون من الارض كما يجتز العشب الضار ! والاخوان الوجه الثاني للسلفين . تذكر عمله واحده بوجهين والاثنين يخدم مصالح اسرائيل وامريكا بالمنطقه والسبب في نزاعهم هو لان قطر تدعم الاخوان والسعوديه تدعم السلفيه وكل منهم يريد ان يسيطر على المنطقه عن طريق هؤلاء الرعاع.

    • زائر 15 | 2:37 ص

      وجوه لعمله واحده تقلبها تطلع هاود تعدله يطلعون مثل اليهود أو متبعينهم

      إسلام تجاري وإسلام سياسي وإسلام رأس مالي.. مرة باسم الحريه.. وأخرى باسم الديمقراطيه.. ومره باسم الدين .. وأسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان. ويش يبغى ليها فتوه من فتاويهم من الديار المصريه وإتصير حلال. ما حرم الله المن والسلوى لكن حرم الدم.. وهذا خط أحمر عريض وطويل ويقصر من عمر الطغاه وهذه مو بديهيه.. فهل طول الزمان أو قصر بهم وقد مدهم بأموال وبنين وجنات كان فيها عنب.. و راحة أشجار العنب من البحرين؟ وهل يتبعون الفجره أم تابعين الفجره يهود أعزكم وأذلهم..

    • زائر 14 | 2:28 ص

      بالبحريني جفره وبالعربي حفره

      قلها القدافي .. شيلوا قشكم .. لكن ما سمعوه .. وطريقهم واحد
      من حفر لأخيه حفره وقع فيها.. يبدو أن بعض الاتراك ما تعلموا من تاريخ الدوله العثمانيه وسبب السقوط كان شوية تجار يهود وها هم اليوم تهاود أردغان إياهم وما بيتهنا.. بعد الاتراك والاكراد وما ندري دور من بعد؟

    • زائر 13 | 2:26 ص

      مغضوب عليهم أو ما صبروا وإستعجلوا

      مكروا ودمروا وعمرو الأرض عماير وسكنوا ناس الله ما يحبهم غاضب عليهم من زمان ويسمونهم يهود. تجار ذهب تجار الماص وحتى بالبشر لا بأس يمكن نربح فيهم بعد. يعني نهاية طغات ومغضوب عليهم وغاصبين ومغتصبين فلسطين جابينهم البحرين تباركونها كما باراك بدون إعمامه يساعدهم.. خل ينفعنوكم اليوم اليهود. في أحد يستخير ويستشير ظالم؟ سمعنا يستشيرون عالم بس ظالم بضلهم ويغويهم شنه شيطان رجيم . أليس كذلك بالهندي؟ ويش العجله من الشيطان أو لا؟

    • زائر 12 | 2:08 ص

      .

      بدأت تأكل أولادها

    • زائر 11 | 1:30 ص

      ماذا يعني بالسلف

      السلف هم كما يقال عنهم الصحابة الذين عاصروا النبي والذي يتأسى بهم المسلمون جميعا ولكن هناك امور يجب الوقوف عندها: هؤلاء السلف هم بشر كما نحن بشر وان عاشوا مع النبي لأن رؤية النبي وحدها لا تعطي عصمة لأحد ومن يقل ذلك فحتما مخطي فقد تقاتل الصحابة مع بعضهم ولا بد ان يكون احد طرفي القتال مخطيء.
      إذا هل يجب الاخذ بكل ما لدى الصحابة ام علينا الانتقاء واي عقل يقول تقبلوا كل افعال الصحابة بالعصمة واذا كان ذلك فلماذا يعاب على اتباع اهل البيت الاخذ ما توارد عنهم ع هناك جائز وهنا لا يجوز كيف

    • زائر 10 | 1:03 ص

      خوارج العصر

      هؤلاء المتعصبون المتشددون لا يرون الا الدمار والخراب وسمتهم القتل والتنكيل والتكفير لكل من خالفهم فكريا أو عقائديا فهؤلاء لا يرتجى منهم خير أبدا فهم ضيقي الأفق وخاويي التفكير والتدبير وأكبر إنجازاتهم تشويه الدين الحنيف..

    • زائر 9 | 1:02 ص

      المذاهب ليست أديان والأديان ليست عصبيات ‏

      شوف يا سيد المذاهب ليست أديان والأديان ليست عصبيات بس الناس هم الذين يصنعون الفرقة والتعصب في ما بينهم والإخوان المسلمين أكثر إعتدال من السلفيين ‏

    • زائر 8 | 1:01 ص

      مشكلة

      للاسف اغلب الناس في العالم العربي يمشون خلف الذي يطلق لحيته وهذا خطء كبير جدا.

    • زائر 7 | 12:55 ص

      وجهان لعملة واحدة

      الاخوان والسلف وجهان لعملة واحدة الاخوان هم الوجه الناعم والسلف هم الوجه الخشن بل ان السلف هم يد الاخوان الضاربة الم تشاهدوا دورهم في مصر ومساعدتهم للاخوان في قمع المعارضين وحصار مدينة الاعلام ونادي القضاة ولكن قد يختلف اللصوص حين تقاسم الغنائم

    • زائر 6 | 12:52 ص

      السبب بسيط جدا

      لا يمكن التعايش مع الفكر التكفيري المتشدد و هو يقتل و يفجر

    • زائر 5 | 12:40 ص

      سيد كن ما تكون بس لا تكن شعيا

      فتوى الشيخ محمود شلتوت (رحمه الله) بالاعتراف بجواز التعبد بالمذهب الشيعي،
      للاسف غير سارية المفعول الان كن ما تكن بس لا تكن شعيا

    • زائر 4 | 12:22 ص

      فقهاء

      هم فقهاء في القتل والدبح

    • زائر 3 | 12:08 ص

      بلاء العصر وليسوا خوارجه...

      هؤلاء بلاء العصر وليسوا خوارج العصر لأنَّ الخوارج ـ على مساوئهم ـ كانوا طلاّب حق أخطؤوا طريقه أما هؤلاء فهم طلاّب باطل أصابوا طريقه...

    • زائر 2 | 11:46 م

      ياناس تصرف من هذا وعلى ماذا يدل

      بيوت شيعيه ومنطقه شيعيه وأحياء وقريه شيعه والمساحه نطالب بها لمسجد ليش الاصرار على أن تكون مسجد للس؟؟؟ في منطقه اللوزي ؟؟؟

    • زائر 1 | 10:21 م

      هذي هي النقطة

      هؤلاء يجب أن لا يكونوا علماء. نفس الشغب لازم ما في فكر. أول سوي بعدين فكر

اقرأ ايضاً