يعدُّ مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) واحداً من أخطر الأمراض الوراثية المنتشرة على مستوى العالم التي تودي بحياة الإنسان.

ولذا قامت الأمم المتحدة بتحديد يوم 19 يونيو/ حزيران من كل عام بوصفه يوماً عالمياً لفقر الدم المنجلي؛ بهدف تنمية الوعي بهذا المرض الخطير والعمل على تصحيح المفاهيم الضبابية أو المغلوطة عنه.

منذ تأسيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر ـ وهي واحدة من أكثر الجمعيات الأهلية نشاطاً وفاعلية وحضوراً في المشهد الصحي البحريني ـ نرى بين الفينة والأخرى أفكاراً شبابية جميلة تنطلق من رؤية واضحة لدى أعضاء الجمعية ومنتسبيها، وتحويلها إلى برامج وفعاليات مجتمعية تلفت أنظار كبار المسئولين في الدولة إلى ضرورة إيجاد الحلول العملية المناسبة لمعاناة فئة مرضى السكلر، ووضعهم على رأس أولويات وزارة الصحة وضرورة إشراكهم في كل ما يعنيهم كجمعية، وخصوصاً عمل اللجنة الوطنية لوضع سياسات مرض السكلر التي قرأنا عنها الشهر الماضي.

تلقيتُ يوم الخميس دعوةً كريمةً لحضور المؤتمر الصحافي بمقر جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر للإعلان عن إطلاق فعاليات بمناسبة اليوم العالمي لفقر الدم المنجلي تحت شعار «السكلر لون حياتي» والتي ستقام بإذن الله في الفترة من 1 ولغاية 19 يونيو 2013 برعاية رئيس مجلس النواب والرئيس الفخري للجمعية خليفة الظهراني.

في بداية المؤتمر الصحافي، تحدثت أمين سر الجمعية مناهل منصور وهي صاحبة مشروع «السكلر لون حياتي» عن فلسفة الألوان ورمزيتها في الحياة، فهي التي تزيّن حياتنا وتملأها بالفرحة والبهجة، وما توصلت إليه بعض الدراسات الحديثة بأن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها؛ لتحسين أدائه الذهني والجسدي، وأنه يتوجّه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته.

وظّفت مناهل ثقافة الألوان بشكل ذكي في إعداد جدول يتضمن جميع فعاليات الجمعية على مدى تسعة عشر يوماً.

ففي الأيام الثلاثة الأولى يمثَّل (اللون الأخضر) في فعالية «Cycle Cell» وهي عبارة عن جولة بالدراجات الهوائية في جزر أمواج، تليها فعالية «مبعث حياة»، بغرس أشجار لأشخاص توفوا بالسكلر، وذلك في حديقة البديع النباتية، ومِن ثَمَّ فعالية «كلوروفيل» وهي مسابقةٌ لأفضل طبق صحي يحتوى على الخضراوات والفواكه الخضراء فقط بأحد المجمعات التجارية.

اللون البنفسجي سيكون رمزاً لفعاليات «جنين يتكلم»، في محاضرة طبية حول السكلر والحمل، و»رحلة روحانية» في آفاق التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى والانفتاح عليه، والإيمان بالقدر وتحقيق الذات مع الله من خلال التصالح مع نعمة المرض، و»فرح» كيومٍ ترفيهي شعبي للأطفال المصابين بالسكلر في مركز كانو الصحي.

ربطت مناهل اللون الأزرق بفعاليات ثلاث: «براءة ألم» من خلال الإعداد لزيارة أطفال السكلر في مستشفى السلمانية، و»ريكي» حيث جلسة العلاج بالريكي في مركز البحرين للريكي، و»يوغا» على البحر كجلسة لطرد الطاقة السلبية باستخدام طاقة الأمواج.

يتناول اللون الأصفر البعد الحقوقي لمرضى السكلر، حيث ستقام ورشة عمل حول حقوق الطفل المريض بالسكلر في مركز جدحفص الثقافي، و»كن قدوة» وهي عبارة عن ورشتين، أولهما عن مرضى السكلر حول إساءة استعمال الدواء، وآخرهما حول سلوكيات المريض والضغوط النفسية.

يتضمن اللون الأحمر فعالية «شكراً» لتكريم كل من ساعد مريض السكلر، حيث سيختار المريض نفسه من يريد شكره، و»أنقِذ منجلي» وهي حملة تبرّع بالدم ستقام في مركز عالي الصحي، و»Mind Heart» وهي ورشة عمل حول التحكّم بالعقل قبل القلب في اختيار شريك الحياة بإحدى المقاهي الشبابية.

سيخصص اللون البرتقالي لفعالية دورة كرم قدم مصغرة بعنوان «كرة منجلية».

وأخيراً، اللون الأبيض، إذ ستنظم فعالية بعنوان «لون حياتي» كيومٍ ترفيهي وتثقيفي وعائلي مفتوح بمركز سترة الصحي.

تمنياتنا للقائمين على هذا المشروع المتميّز والمتنوّع كل التوفيق والسداد.