تحدثت عن ضرورة أن يمثل المواطن وطنه بأجمل ما يمثله وأن يكون واجهة مشّرفة له فإن حضر مؤتمرا أو زار بلدا للسياحة أو للعلاج وجب عليه أن يتصرف كما أنه يمثل شعبا بأكمله لا فردا لأن الآخرين يرون في هذا الزائر أو الحاضر للمشاركة في الاجتماع أو المؤتمر ان هذه الدولة بأكملها موجودة معهم وحين يخطئ أو يسيء التصرف فإنهم يرون أن هذا البلد لا يملك من الطاقات القديرة المشّرفة وإلا لما بعثت بهذا النموذج لتمثيله.
ومن هنا فإن من واجب الدولة أن تسند عضوية هذه المؤتمرات والاجتماعات لعناصر قديرة ومدركة وواعية ولديها من الثقافة والنضج ونزاهة الطرح ما يجعل كل من يراه وهو يتحدث أن يقول (كَفُو والنِعِم به) فالبحرين التي اختارته للمشاركة تملك من القدرات والطاقات ما يجعلها مملكة أكبر من حجمها.
لكن من المؤسف أن نجد بعض الذين يمثلون البلاد في مثل هذه الملتقيات الحساسة والمؤتمرات الجادة والمهمة عناصر على رغم إمكاناتها العلمية فإنها تتسم بالمجاملة وإعطاء صورة لا تتماشى مع الصدقية المطلوبة، لقد كشف أحد هذه المؤتمرات المهمة الذي أقيم أخيرا في بلادنا أن هناك بعض العناصر تمدح حتى قانون أمن الدولة وكل ما هو موجود بهذا البلد أكثر من شعراء بني أمية وبني العباس الذين كانوا يقفون على أبواب الملوك والأمراء ليستجدوا عطاياهم من خلال ذبح قصائدهم على صخرة النفاق والدجل والتقرب إلى المسئولين وكأنهم بذلك يتقربون للقيادة اعتقادا منهم أن هذا التقرب سيرفع من مقامهم مع ما تسبب هذه المحاولات وهذا الأسلوب من الحوار في المؤتمرات من حرج للدولة التي آلت على نفسها أن تقيم مؤتمرا ناجحا جادا تتسم أطروحاته وأوراق العمل فيه بالجدية والصدقية المطلوبة، لا أن يتحولوا إلى عناصر تقول كلاما يقلل من شأن الدولة التي تكفلت وتحملت عبء إقامة مؤتمر كبير كهذا حتى بلغ بأحد المشاركين الأجانب أن يقول متهكما لماذا دعوتمونا للحضور والمناقشة وتقديم الأفكار مادام كل شيء في بلادكم على ما يرام وكل شيء (آخر ألَسْطَه يا بيه، وما فيش بعد كده)؟!
إن هناك من العناصر التي تسند إليها عضوية الوفد أو تمثيل المملكة خصوصا من المواطنين الجدد الذين يغالون في امتداح ما هو موجود إلى درجة الإسراف ما أساء للمملكة وصاحب المؤتمر أكثر من أن يفيدها أو يبرز وجهها الحضاري.
إن خير من يشرف هذا الوطن هو ذلك المواطن الأصيل الذي يطرح الحقائق أمام المؤتمر دون أن يخاف لومة لائم أو يتطلع إلى التقرب من القيادة.
العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ