مع تأكيد فرنسا والولايات المتحدة أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة استمرار خلافهما بشأن العراق... والانتقادات العنيفة التي وجهها الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى الولايات المتحدة لشنها حربا من جانب واحد لأنه «لا يمكن لأيٍّ كان التحرك وحيدا باسم الجميع». وتأكيد شيراك مجددا خطته القاضية بانتقال السيادة والمسئوليات إلى العراقيين وفق جدول زمني «واقعي» وبرعاية الأمم المتحدة. الأمر الذي رفضه من على المنبر نفسه الرئيس الأميركي جورج بوش الذي دعا إلى عدم التسرع في هذا الشأن. وبروز خلافات بين قوات الاحتلال الأميركية ومجلس الحكم الانتقالي الذي طالب بالإسراع بتسليم السلطة إلى العراقيين. علقت الصحف الغربية على المواقف المتأتية عن اجتماعات الدورة العادية للجمعية العمومية في الأمم المتحدة.
ولاحظت جميعها الاختلاف بين خطابه هذه المرة إذ انه جاء أقل حدة من خطابه في العام الماضي، فقد بدا بوش رئيسا أنهكه انخفاض تأييد الأميركيين له وتفاقم الوضع الأمني في العراق وظهور بوادر ثورة داخل مجلس الحكم الانتقالي العراقي ضد الجدول الزمني للإدارة الأميركية في العراق، بحسب ما جاء في افتتاحية «نيويورك تايمز». وانتقدت الصحف الأميركية بوش الذي تمحور معظم خطابه حول مشكلة الاتّجار بالبشر أكثر منه حول إعادة إعمار العراق. لكنها أجمعت أيضا على ان اقتراح الرئيس الفرنسي بتسريع نقل السلطة إلى العراقيين اقتراح غير عملي.. فيما لاحظت الصحف الفرنسية ان بوش على رغم دعوته المجتمع الدولي إلى المساهمة في العراق لم يقدم تنازلا في المسألة السيادية العراقية. وكتبت «لو فيغارو» (الفرنسية) في إحدى افتتاحياتها، «ساعدوا الأميركيين ولكن عن بُعد» وفي مقال أخرى لاحظت ان الرئيس الفرنسي شيراك يعتمد استراتيجية ذات وجهين: استراتيجية تبدو من حيث الشكل رقيقة ودبلوماسية وتدعو إلى المصالحة في حين انها في العمق لاتزال تعبّر عن الموقف الفرنسي الذي ظهر قبل الحرب. وعنونت «لوموند» (الفرنسية) «بوش يجهد لإقناع الأمم المتحدة» ملاحظة ان الرئيس الأميركي لم يبدِ أية نية في نقل السيادة بشكل سريع إلى العراقيين. لكن «ديلي تلغراف» (البريطانية) التي علقت في مقال افتتاحي على تصريحات جاك شيراك، اعتبرت ان الرئيس الفرنسي انحنى أمام جبروت الولايات المتحدة. وإذ شددت «الغارديان» (البريطانية) على ان بناء العراق يحتاج إلى أموال، قالت ساخرة، انه بفضل بوش وسياسته التي يمكن تلخيصها في عبارة «أميركا وحدها» من المستحيل تأمين هذه الأموال هذه من الأصدقاء أو الحلفاء الذين همشتهم واشنطن.
ولاحظت «واشنطن بوست» في افتتاحيتها ان خطاب بوش لم يكن يشبه في شيء خطابه قبل سنة تقريبا حين كان يتحدث عن خطر نظام صدام حسين وعن وجوب إسقاطه. وأوضحت ان خطابه كان أقل حماسا وعزما ووضوحا، فدفاعه عن اجتياح العراق من دون موافقة مجلس الأمن بدا باهتا وسطحيا مثله مثل حديثه عن معارضة دول كثيرة للحرب على العراق. ولاحظت الصحيفة الأميركية ان بوش، ذكر جملة واحدة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ولم يقدم أي معلومات إلى جمهور كان يستمع إليه العام الماضي وهو يصف الخطر الكبير الذي تشكله تلك الأسلحة. أما اللافت برأي الصحيفة الأميركية، فهو ان بوش، لم يقدم أي جديد على صعيد النضال من أجل استقرار العراق وتشكيل حكومة جديدة، فقد كان معظم خطابه يتمحور حول مشكلة الاتّجار بالبشر أكثر منه حول إعادة إعمار العراق. وأضافت انه في حال كان بوش، ينوي حشد الدعم الدولي لإنجاح المشروع الأميركي الحيوي في العراق، فإنه قد أضاع فرصة ذهبية لتحقيق ذلك. على صعيد آخر، لاحظت «واشنطن بوست»، ان الرئيس الفرنسي، أعاد إحياء الائتلاف المعارض للحرب على العراق من خلال مطالبته بنقل السيادة فورا إلى مجلس الحكم الانتقالي العراقي تحت مظلة الأمم المتحدة. وعلقت بالقول: «ان اقتراح شيراك، غير عملي بتاتا وهو قام به فقط من أجل تعقيد مهمة الولايات المتحدة في العراق، ومن أجل دفع أجندته الخاصة التي تقضي بمنع الولايات المتحدة من القيام بأية خطوة في العراق من دون موافقة الأمم المتحدة». ولاحظت ان اقتراح شيراك، أثمر مطالبة، من جانب عدد من المنفيين العراقيين الأعضاء في مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذين لطالما دعمهم البنتاغون، بتسلم زمام الحكم من دون موافقة العراقيين على ذلك. وأوضحت ان اقتراح شيراك، أعاد إحياء المشروع السياسي الذي دعمه صقور الإدارة الأميركية والذي أسقطوه بعد وقت لأنهم أدركوا انه لن يعمل.
وتطرقت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها، إلى خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش، أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. ورأت أنه للوهلة الأولى، يبدو الخطاب كما لو أنه مؤشر على سير الأمور على نحو جيد في العراق، مع تشديد بسيط على أهمية المساعدة الدولية التي يحتاج إليها الأميركيون فعلا. لكنها أكدت انه لدى التدقيق في ما وراء كلمات الخطاب، يمكن التنبه إلى ان ثمة توافقا دوليا ضمنيا على الأهداف التي لا بد من أن يتم تحقيقها في العراق. موضحة ان المجتمع الدولي والرئيس بوش، وحلفاءه يريدون جميعا أن يتمكن العراقيون من حكم أنفسهم في أقرب وقت ممكن كما يريدون أن يتمكن العراقيون أنفسهم من الاهتمام بالوضع الأمني العراقي. ولاحظت الصحيفة الأميركية، خلال قراءتها أبعاد خطاب بوش، ان ثمة اتفاقا ضمنيا على أن تبقى الولايات المتحدة مسئولة عن قيادة التحركات العسكرية في العراق. واعتبرت «نيويورك تايمز»، ان هذه بداية جيدة. لكنها أكدت وجود اختلافات على كيفية تحقيق سيادة العراق. لافتة إلى ان فرنسا، تريد أن يعطى مجلس الحكم الانتقالي السلطة بشكل مباشر ومن ثم يترك لمجلس الأمن أن يهتم بسير الحوادث، في حين ان الرئيس بوش، يريد أن تكون الولايات المتحدة، هي من يهتم بعملية انتقال السلطة وليس قبل سنة على الأقل. واعتبرت «نيويورك تايمز»، ان بوش محق في اعتباره ان الجدول الزمني الفرنسي متسرّع، لكنها شددت على ضرورة أن تكون الأمم المتحدة، هي من يهتم بعملية الانتقال السياسي على أن تترك للولايات المتحدة السيطرة على الأمور العسكرية. وشددت على ان ما من سلطة أو قوة دولية قادرة على القيام بهذه المهمة. ولاحظت الصحيفة الأميركية، ان الفرنسيين قد يرددون ان الخطة الأميركية المتبعة في العراق بطيئة وهي لا تساعد مجلس الحكم الانتقالي على أن يواجه التحديات، لكنها أكدت ان الخطة الفرنسية الراهنة، أي نقل الحكم بسرعة إلى المجلس العراقي، هي أشبه بسيناريو يقوم على أن تتخلى واشنطن عن مسئولياتها التي تعهدت الالتزام بها عندما غزت العراق. وأسفت «نيويورك تايمز»، في نهاية افتتاحيتها لأن الرئيس بوش، لم يتحدث عن هذا الأمر في خطابه. ولاحظت ان الخطاب كان كما لو انه موجه إلى مستمعين أميركيين وليس إلى مجتمع دولي. وختمت بالقول: «ان الولايات المتحدة، تخشى من أن تسوء الأوضاع في العراق في حال سيطرت الأمم المتحدة». وشددت على ضرورة وضع خطة دولية للتعامل مع هذه المسألة المهمة.
من جهته، غلين كيسلر في «واشنطن بوست»، رأى ان بوش مشى خلال خطابه على خط رفيع جدا بين الدفاع عن الحرب على العراق وبين طلب المساعدة من الدول التي عارضت الحرب من أجل إعادة إعمار العراق... وأضاف ان خطاب بوش، ترك الدبلوماسيين والمشرعين في حيرة حول نوايا الرئيس النهائية بشأن العراق. وأوضح كيسلر، ان بوش، تجنب إعطاء إجابات واضحة ومباشرة، على الأسئلة الكثيرة التي بدأت تطرح منذ اليوم الذي أصدرت الإدارة الأميركية فيه مشروع قرار بشأنه توسيع دور الأمم المتحدة في العراق وحث الدول على إرسال قواتها إلى العراق. ومن بين هذه الأسئلة: كم سيستغرق منح الأمم المتحدة السيادة للعراقيين؟ وهل ستتخذ الإدارة قرارا بتوسيع دور الأمم المتحدة من دون مقابل؟ واستطرد كيسلر نقلا عن مسئولين أميركيين وأمميين، أن السبب الرئيسي لغموض الإجابات على تلك الأسئلة هو ان الدبلوماسيين الأميركيين اكتشفوا في الأسابيع الماضية ان قليلا من المساعدة في طريقه إلى الولايات المتحدة في العراق، ولا سيما ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، قرر إعادة النظر في دور الأمم المتحدة في العراق، وان عدد الدول التي ترغب في مساعدة الولايات المتحدة، في العراق انخفض إن على صعيد إرسال قوات إلى العراق أو على الصعيد المالي حتى ان اليابان أعلنت انها غير قادرة على المساهمة في المشروع الأميركي في العراق. على جانب آخر، أشار كيسلر، إلى ان الديمقراطيين في الكونغرس، استنتجوا من خطاب بوش في الجمعية العامة، ان هذا الأخير لا يريد إعطاء تفاصيل عن خطة الإدارة الأميركية في العراق، ونقل عن السيناتور توماس داشل، قوله ان بوش كان قادرا على المطالبة بإرسال المزيد من القوات إلى العراق والمزيد من المساهمات المادية، إلاّ أنه لم يقم بشيء من هذا القبيل، حتى انه لم يقدم خطة للمشروع الأميركي في العراق، مضيفا ان بوش، أضاع فرصة ذهبية للحصول على المساعدة في العراق.
وفي افتتاحية أيضا علق ستيفن وينزمان في «نيويورك تايمز»، على خطاب الرئيس بوش، في الجمعية العامة، فرأى بداية ان الرئيس الذي قاد قواته للانتصار في العراق، نيابة عن الأمم المتحدة ظاهريا كان يستحق نظريا استقبال الأبطال، غير انه لاحظ ان بوش، لاقى استقبالا باردا في الجمعية العامة بعد خمسة أشهر من إعلانه انتهاء العمليات العسكرية في العراق. وتابع وينزمان، بالقول ان بوش، أعلن ومن دون أن يتقدم بأي اعتذار أن مجلس الأمن كان محقا حين طلب من العراق إتلاف أسلحته المحظورة وتقديم البرهان على انه قام فعلا بذلك، وان مجلس الأمن كان محقا في تحذير العراق من عواقب وخيمة في حال رفض الاستجابة لطلب المجلس. فرأى وينزمان، ان الولايات المتحدة لم تقم فقط بإسقاط صدام حسين بل دافعت عن صدقية الأمم المتحدة، بالقول ان الآخرين بدءا من كوفي عنان وصولا إلى الرئيس الفرنسي، لا يرون الأمور كما يراها بوش، فبالنسبة إليهم كان اجتياح العراق ولايزال خطوة خطيرة أحادية الجانب أدت اليوم إلى مشكلات يصعب حلها. وأضاف الصحافي الأميركي، ان زعماء العالم الذين كانوا يستمعون إلى خطاب بوش، في الجمعية العامة، رأوا في بوش، رئيسا أنهكه انخفاض تأييد الأميركيين له في الداخل، وتفاقم الوضع الأمني في العراق إذ يموت الجنود الأميركيون كل أسبوع، بالإضافة إلى ظهور بوادر على ثورة داخل مجلس الحكم الانتقالي العراقي ضد الجدول الزمني للإدارة الأميركية في العراق. كما لاحظ وينزمان، ان زعماء العالم بدوا أكثر تشكيكا في كل ما يقوله بوش، ولا سيما حين أعلن استعداد بلاده الكامل للكشف عن أسلحة العراق المحظورة. وتابع بالقول انه على رغم أدائه الإيجابي في الجمعية العامة، فإن بوش، لم يظهر وكأنه يقوم بحشد دعم أعضاء مجلس الأمن لمشروع القرار الأميركي بشأن توسيع دور الأمم المتحدة في العراق، وبشأن إرسال قوات متعددة الجنسيات إلى العراق إضافة إلى إرسال المساعدات المالية. في هذا السياق نقل عن دبلوماسي أجنبي لم يذكر اسمه، ان خطاب بوش كان صادقا جدا إلاّ انه لم يضف أي جديد.
وعلقت «ديلي تلغراف» (البريطانية) في مقال افتتاحية على ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «نيويورك تايمز» (الأميركية) معتبرة ان الرئيس الفرنسي انحنى أمام جبروت الولايات المتحدة، عندما وعد بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأميركي المطروح على مجلس الأمن حول العراق. وأضافت الصحيفة البريطانية، ان المبادرة التي قدمها شيراك تأتي في ظل ميل حليفيه الرئيسيين أي ألمانيا وروسيا إلى التصالح مع الولايات المتحدة. ونقلت عن مسئولين بريطانيين أن اقتراح شيراك، نقْل السيادة إلى العراقيين في مدة أقصاها تسعة أشهر، هو اقتراح غير عملي بتاتا. وتحدثت «الغارديان» (البريطانية)عن الشأن الاقتصادي العراقي. ففي مقال تحت عنوان «قولوا لا للخصخصة»، رأت ان خطة أميركا لخصخصة الاقتصاد العراقي خاطئة ولا بد من تصحيحها قبل أن يتم تطبيقها. وأشارت «الغارديان»، إلى ان الهدف المعلن من الخطة التي ستشمل إعفاءات ضريبية وإلغاء الجمارك وبيع المؤسسات الحكومية يتمثل في جذب الاستثمارات، لكن الدلائل الواردة من العراق تفيد بأن هذا الهدف لن يتحقق. وإذ شددت «الغارديان»، على ان بناء العراق يحتاج إلى أموال، قالت ساخرة، انه بفضل بوش وسياسته التي يمكن تلخيصها في عبارة «أميركا وحدها»، من المستحيل تأمين هذه الأموال هذه من الأصدقاء أو الحلفاء الذين همشتهم واشنطن». وبعد أن أشارت إلى ان عائدات النفط العراقي لم تتحقق بعدُ بفضل فشل أميركا في حفظ السلام، لفتت إلى ان دافعي الضرائب الأميركيين الذين وافقوا على الذهاب إلى الحرب ضد العراق، لا يفضلون تحمل العبء الأكبر من فاتورة الـ 051 مليار دولار المطلوبة. وسخرت قائلة انه لم يبقَ أمام الولايات المتحدة إلاّ أن تضع على العراق لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة «للبيع» كي تجذب رؤوس أموال المستثمرين للقطاع الخاص.
ولم تغب الصحف الفرنسية عن الحدث فعلّقت «لوفيغارو» (الفرنسية) في عدد من المقالات على خطاب بوش، ولاحظت في إحدى مقالاتها ان ثمة مواجهة بين كل من الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأميركي جورج بوش على منبر المنظمة الدولية. وتحت صورة لبوش، وشيراك، كتبت الصحيفة الفرنسية، «الرئيس شيراك تمنى في الأمم المتحدة، إنشاء حلقة سياسية جديدة تمثل العالم بتنوعه... والرئيس الأميركي من جهته طلب من كل الدول الملتزمة بفعل الخير أن تتطوع بتقديم الدعم إلى قوات التحالف في العراق». وفي مقال آخر، تحت عنوان «ساعدوا الأميركيين ولكن عن بُعد»، قالت «لوفيغارو»، ان الرئيس شيراك يعتمد استراتيجية ذات وجهين: استراتيجية تبدو من حيث الشكل رقيقة ودبلوماسية وتدعو إلى المصالحة في حين انها في العمق لاتزال تعبّر عن الموقف الفرنسي الذي ظهر قبل الحرب. ولاحظت «لوموند» (الفرنسية) في مقال تحت عنوان «بوش يجهد لإقناع الأمم المتحدة» ان الرئيس بوش، حاول إقناع المجتمع الدولي - الذي يبدي ترددا في ذلك بالمساهمة في عملية إعادة إعمار العراق، من دون أن يعرب عن أية نية بنقل السيادة بشكل سريع إلى العراقيين.
الجلبي: نقل السلطات
قال الرئيس الدوري لمجلس الحكم أحمد الجلبي، في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، ان قوات الاحتلال الأميركية يجب أن تسلم مزيدا من السلطة إلى المجلس الآن بما في ذلك منحه سيطرة جزئية على الأقل على وزارتي المالية والأمن. وأوضح الجلبي، أن القوات الأميركية تستطيع البدء بمنح العراقيين سيطرة مشتركة مع التحالف على الأمور المالية. ورأى انه لا يمكن الحفاظ على الأمن الداخلي إلاّ إذا مُنح العراقيون مشاركة أكبر من تلك الممنوحة لهم (في مجال الأمن) في الوقت الحالي. مشددا، في رد على سؤال عن متى يرغب في نقل السلطة، بالقول: «في الحال». أما مساعدو الجلبي، فلفتوا بحسب الصحيفة الأميركية، إلى أن هذه الخطوة التي تهدف إلى التأثير على الدول الأخرى من أجل نقل السيادة إلى العراقيين لم تلقَ صدى إيجابيا في واشنطن. وأوردت الصحيفة الأميركية في هذا السياق ان الجلبي، أرسل ممثلين عن مجلس الحكم إلى فرنسا وألمانيا، من أجل بحث إعادة الحكم إلى العراقيين تحت مظلة الأمم المتحدة، ما يعني إنهاء السيطرة الأميركية على العراق، حتى لو بقيت القوات الأميركية في البلاد. ونقلت عن أحد مساعدي الجلبي، قوله: «ان المسئولين في واشنطن، يتهمون الجلبي، ومساعديه بأنهم متواطئون مع أعداء الولايات المتحدة». أما الجلبي، فشدد على انه لا يحاول الانحراف عن مساره الدبلوماسي موضحا انه لن يسقط في شرك فرنسا، مؤكدا ان استراتيجيته لا تؤسس لإنهاء الاحتلال الأميركي للعراق.
العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ