في المثل الأول، قالت نملة سليمان «حتى إذا أتوا على وادي النّمل قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون»، (النمل: 18).
وفي المثل الثاني، قول رب العزة: «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعلُ فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونُقدّس لك قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون» (البقرة: 30).
وهذان المثلان هما من أمثلة المعارضة الايجابية، وذكرهما الله في قرآنه الكريم ليصل الدرس لبني البشر في الدنيا علّهم يستوعبوه جيداً من قصة ملائكة ونمل. ولكم أن تتصوروا كيف يمكن السماح لنملة، أنطقها الله، كي تعترض وليس لتصمت، فنراها تنتقد النبي سليمان (ع) وجيشه وتصفهم بعدم الشعور بمن تحتهم من الكائنات وهم يمشون في الأرض. في هذا المثل ذكر الله الانتقاد من نملةٍ لنبي من أنبيائه ولم يخفه عن خلقه.
وفي المثل الثاني، نجد رب العباد هو من فتح باب «الحوار» مع الملائكة وبالتالي صار من حق الملائكة أن تسأل كما أراد لها الله، وقد سألت بدهشة عن «من يُفسد فيها ويسفك الدماء»، فبيّن الله لهم قصر معرفتهم مجيباً لهم عن السؤال: «قال إنّي أعلمُ ما لا تعلمون». أي هو أعلم بالمصلحة في خلق هذا الصنف مقابل المفاسد التي ذكرتها الملائكة لأنه سيجعل فيهم الأنبياء، ويرسل فيهم الرسل، ويوجد فيهم الصديقون والشهداء والصالحون، وغيرهم.
فمن هنا نرى كيف أجاب الله ملائكته ورعاياه، فتأملوا يا بني البشر، لم يعاقبهم ولم يأمر بحبسهم أو يُفنِهم من الوجود، وهو القادر قولاً وفعلاً، لمجرد أنهم قدّموا شيئاً من السؤال المشروع والذي لم يفهمه ربنا منهم على أنه اعتراض لمجرد المعارضة، بل هو اعتراض استفهامي يتمنى الصلاح وليس الإفساد والخراب في الأرض ومن فيها.
ولأن الله عادل في كل شيء فلم يُهمل أمامنا ذكر المعارضة السلبية وموقفه منها. ومن أهم أمثلة المعارضة السلبية، أي النقيض للمعارضة الايجابية، فهي في المثل الثالث حيث نجد أكبر أنواع المعارضة لمشيئة الله تعالى في قصة إبليس، بقوله عز وجل: «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه». فلم يأمر ربنا بإفنائه من الوجود بل طرد إبليس من رحمته فقط، وعندما طلب منه إبليس أن يُنظره إلى يوم القيامة وقد توعد آدم وذريته «قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال فإنك من المنظَرين إلى يوم الوقت المعلوم، قال رب بما أغويتني لأزينَنّ لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين» (الحجر: 36 - 39).
كما عارض قوم نوح نبيهم، وكذلك قوم لوط حين أمرهم أن يتركوا ما هم عليه من ضلال وارتكاب الفاحشة بأبشع صورها. كما كانت هناك معارضة سلبية ضد النبي إبراهيم (ع) حين نهى قومه عن عبادة الأصنام وترك المنكرات.
ولو أراد الله سبحانه أن يجعل الإنسان في خطى الإيمان والاستقامة مجبراً لسلبه حرية الاختيار كالملائكة مثلاً ولم يعلمه كيفية المعارضة الايجابية والسلبية، لأن الله خلق الإنسان ليكون حراً مختاراً بذاته: «لو شاء ربُّك لآمن من في الأَرض كُلُّهُم جميعاً أَفأَنت تُكرهُ النَّاس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس: 99). وبالتالي كيف يمكن أن نُكرِهَ كل الناس ليكونوا موالين وإذا كانوا معارضين فلا يستحقون الحياة؟ والله سبحانه لم يُفنِ إبليس من الوجود بل استجاب لطلبه، كمعارضٍ لمشيئة الله وحكمته في خلق آدم، وأمهله إلى يوم يبعثون، بينما مجرد بشر لا يستجيبون لاخوتهم من جنس البشر نفسه؟ بل يتهمونهم بأفظع وأقسى ألوان التهم ويضطهدونهم بحرمانهم من لقمة العيش والعمل والحرية والحياة لمجرد أنهم طالبوا بحقوق دنيوية لن تدوم لا للممتنع عن منحها للآخرين ولا لمن طلبها بصفتها حقاً من حقوقه التي أمر الله أن تُمنح له.
فالألطاف الربانية تترك مساحة مفتوحة للاختيار دون قسر أو إجبار، ليختار الإنسان بملء الإرادة ما يؤمن به من فكر وما يروق له من نظام. ولم يذكر المولى قط أن على الرسول (ص) استخدام العنف ضد من يختلف معه في الرأي سلمياً، بضربهم أو قتلهم أو كسر عظامهم وتعذيبهم بالقهر والبطش. فالمعارضة واختلاف الرأي أمران ذاتيان قلبيان طبيعيان في أطر المسئولية بين الحالة الإيمانية وغيرها.
وليكن الهدف من الاختلاف والمعارضة في أجواء ما أراد الله لنا في هذه الحياة لا كما يريد من يطمع لاحتكار الحياة له وحده فقط دون الآخرين من بني جنسه ووطنه. ألا يعلم هؤلاء أن سلب المعارضة حرية اختيارها يخلق الضعف والخسارة والتقهقر لأي وطن.
وألا يتعلم هؤلاء، وهم بشرٌ من خلق الله، من كيفية تعامل رب العباد مع كل أنواع المعارضة في القرآن، والحكمة التي اقتضتها العناية الإلهية من ذكر تلك المعارضة بشكل واضح في كتابه العزيز وهو القادر على عدم ذكرها أساساً وجعل كل قصص القرآن ذات وجه واحد فقط دون ترك أي مساحة لمناقشة المعارضة والمعارضين، وكيفية الحوار معهم وإقناعهم أو تحقيق مطالبهم؟ «أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالُها»؟ (محمد: 24).
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3909 - الإثنين 20 مايو 2013م الموافق 10 رجب 1434هـ
مناطق الفقه وفقه المناطق المحضوره
ليس جديد في قوله تعالى لا تقتلوا النفس التي حرم .. قتلوا وما أطاعوا ...لا تتبعوا اليهود ولا النصارى .. ما أطاعوا وصاروا أتباع لهم ويتابعونهم خطوه بخطوه... لا تتبعوا خطوات الشيطان .. أضاعوا الطريق فأطاعوا الشيطان وإتبعوا عن ما نهوا عنه. يعني يا معمهون يا مسحورون.. وساحرهم دولار محول من البترول الى دنانير فأنساهم الشيطان أنفسهم لا لشيء وإنما لمخالفاتهم وعصيانهم. فهل طبع الله أم ختم على قلوبهم فهم لا يفقهون ولم يرو لم ضعت خطوط حمراء لونها كلون الدم؟
قال الله: وما تغني الآيات والنذر
القرآن قول الله الذي قال: (وما تغني الآيات والنذر) اذا اصبح الغالب هو هوى الانسان ومصلحته الآنية الضيّقة فلا فائدة ولا طائل من ضرب الأمثال التي يعقلها
فقط اولي الالباب واصحاب العقول والفهم النير.
كم من الامثال والقصص والعبر في القرآن واكثر الناس ضربا بها عرض الحائط هم المسلمون اخلاقيات الاسلام تلقاها لدى الغرب
الحمد لله على حلمه بعد علمه
الناس لو تخاف تحترم ما حرم الله. فالدم لم يحلل، كما السمعه (عرضه، وطوله وارتفاعه) ، والنفس لا تخوفها أوتضن فالضن أثم، وأي شيء يتعلق بالانسان ... تجدها في كلمات مثل لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتين.. وهذا الكمال والتمام بيان مطلق تما ما ولا يقبل الترحيل أو الترجيح أو المراوغه. فكتب ابراهيم وموسى ذكرت وفي الانجيل، بينما الناس معمهون ويدورون لهم أحاديث وروايات وقولون فلان وعلان وفلتان أمني وثلوث أخلاقي وفكري وبيئ.. وطمع زايد في الناس وحسد. أ يوم الحساب ينتضرون وجعلوا الكتاب وراء ظهورهم؟
ونعم بالله
البارئ يرشدنى الى طريق الصواب والسعادة والمخلوق يبحث في شقاءه وشقاء غيره فقط من سار على نهج الهدايه اهتدى
نعم الحديث
وعندنا شالوا الدوار وألغوا العملة من فئة الخمسمائة فلس فقط ليمحوا الثورة من أذهان الأجيال وكأنهم يبقون لأخر الدهر.
نعم الكاتب ونعم المقال ونعم الاسترشاد ولكن
على قلوب اقفالها فلا ينفع خطاب راق مثل هذا ولا حتى لو نزلت الملائكة لحاربوها واودعوها السجن ولفقوا لها تهم الارهاب
مصالح هؤلاء أهم من شرع الله
وكيف تريد من برر هدم المساجد وحرق القرآن الكريم بالاعتراف بآت الله؟ هم لا يعترفون بقول القرآن الكريم فيما لا يتناسب مع لمصالحهم.
؟؟؟
هل من قارئ رشيد