لا أعتقد أن أحداً لا يعي ما يقوم به المدافعون عن حقوق الناس من النشطاء الحقوقيين، من دور فعال ومهم في خدمة الانسانية في شتى المجتمعات الكونية المضطهدة أو المسلوبة حقوقها، من الشرق إلى الغرب، ومن الأدنى إلى الأقصى.
ولاشك أن هذا الدور عظيم وفعال أيضاً إذا ما امتلك ضميراً حياً، وإذا ما تجردت نفوسهم من كل الإغراءات، وكذلك عندما يعملون من غير كلل أوملل أو خوف، ليل نهار، لخدمة أبناء الشعوب بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية والعقائدية والمذهبية. وهذا فعلاً ما نلتمسه في حقوقيينا الأفاضل في بلدنا، الذين كانت لهم مواقف جليلة وعظيمة، منذ أحداث فبراير/ شباط 2001، فلا ينكرها إلا الجاحدون.
ومهما تحدثنا عن خدماتهم وسطرنا لهم مقالات المدح والثناء، فسوف لن نفي بحقهم، الذي يظهر من إصرارهم على تكريس حقوق الانسان وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين عموم الشعب، بسبب ما يشعرون به من ظلم واضطهاد للبشر والإنسانية، ضمن أطر لا يقبلها دين ولا تتطابق مع أية أعراف أو مبادئ أخلاقية، ولا أية قوانين حقوقية محلية أو دولية.
إننا نفخر حقيقة بدورهم الإنساني النبيل، وعملهم الدؤوب المتواصل مع درجة خطورته ليلاً ونهاراً، ومع الشوك الذي يعترض طريقهم من تلفيق التهم جزافاً لهم، أو ما يواجهون من مضايقات تهدد مستقبلهم وتؤثر على أوضاعهم المعيشية واستقرار أسرهم.
نعلم جيداً أن هناك بعض الجهات تضايقهم في عملهم وتقوم بملاحقتهم، وتحاسبهم على كل شاردة وواردة، وتخطط إلى تجريمهم بكل الطرق الممكنة لمنعهم من مواصلة هذا العمل غير المرغوب لديها، كونهم يفضحون تجاوزاتها وانتهاكاتها لحقوق الانسان، بدلاً من تكريمهم لجهودهم المبذولة، للوصول إلى الحقيقة، التي من المفترض ان تتطلع لها الجهات المسئولة.
إن استهداف المدافعين عن حقوق الانسان، لن يجدي نفعاً، فكلما زج شخص بالسجن بهدف إخفاء صوته وتغييب دوره الحقوقي، أو التعتيم على توثيقاته، بزغ عشرات من المدافعين الجدد عن حقوق شعبهم، الذي يعتبر من أنبل القيم وأفضل الأعمال في الدول الديمقراطية.
المشكلة تكمن لدينا، في أن الكثير من بلداننا العربية تزخر بالسوء للإنسانية، ومكرّسٌ فيها النفاق السياسي أكثر من النصائح الأخلاقية، وثقافة قلة الاعتبار للإنسان، والذي كرس شطراً أساسياً من وقته وجهده وحياته للدفاع عن قضايا حقوق الانسان، واتهامه بأنه تعدّى حدوده المعطاة له من أولياء الأمور.
إن التضامن والوقوف مع حقوق الناس ليس بالعمل الهيّن كما يعتقد البعض، وإنّما يحتاج إلى جهودٍ جبّارةٍ وصبرٍ وعملٍ متواصل، وهذا لن يلزمه شخص لا يشعر بأهمية الانسان.
نحن نعلم جيداً مهما سطرنا من مقالات الثناء، أو عبرنا بجمل التمجيد لهم، سوف لن نفيهم حقهم ولن نعطيهم ما يستحقون من تكريم، فهذا جزء يسير مقابل ما يقدمونه للإنسان، والذي ينعكس بالطبع على سمعة البلد في هذا المجال. بالتأكيد ان هؤلاء الحقوقيين لا يحتاجون لحملات تزيد من لمعانهم وبريقهم، ولا ينتظرون إثراءً أو حملات دعائية، فمحبتهم تكمن في قلوب الناس، وإنما وجب علينا كشعب أن نقدّر عملهم ونقف معهم لنشد من أزرهم ونقوّي عزيمتهم لمواصلة هذا الدرب الوعر. اللهم فسدّد خطاهم لما تحب وترضى ووفقهم لخدمة قضية الإنسان.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3903 - الثلثاء 14 مايو 2013م الموافق 04 رجب 1434هـ
الله يفرج عنهم
الله يفرج عن الحقوقيين ،، وكل حق سنأخذه ( ما ضاع حقُ ورائه مطالب )
بارك الله فيك دكتور
أصل ونعم التربية ومن صغرك مع الحق وضد الظلم نعرفك جيدا من الصغر ( ابو حسن )
مبدع ولد العنيسي
شكرا لكم على التنويع في المقالات الحضارية والعلمية والثقافية
شكرا لكل من اهتم
شكرا لكم يا مدافعين
المدافعين عن حقوق الانسان مصيرهم السجون في البحرين
معظم الحقوقيين نالهم العقاب الجماعي الذي نال هذا الشعب وهذه الايام تشهد المزيد من التضييق على الحقوقيين لأنهم المرآة التي تنقل حقيقة الصورة للعالم لذلك هم يستهدفوا
حتى يتعلموا و يتعودوا
مسألة حقوق الإنسان جديدة على البشرية. فى كل العالم كان الإنسان عبدا و رعية و كذلك الحال فى كثير من البلدان. حتى يتغير الوضع ، هناك مسافة طويلة لربما تطول أجيالا. فلا عجبا، أن يكون القائمين على هذا الأمر مجهولين أو غير مكرمين. حتى الآن لم يستوعب العقل الباطن للعامة أعمال هذه الفئة.