استلم مرزوق طلب التحاق بجمعية من لا برج لهم من إحدى فتيات البحرين العاملات في أحد مصانع الألبسة. تقول الرسالة:

«أود ان انضم إلى جمعية من لا برج لهم أنا وجميع العاملات معي في جميع مصانع البحرين، فبعد ان ضاقت بنا السبل لم نجد بدا من العمل في هذه المصانع التي ينظر إلينا اصحابها على اننا والآلات سواء. فلا يكفي طول الدوام ومشقة العمل والراتب الضئيل وسوء بيئة العمل وما إلى ذلك من مشكلات نفسية وغيرها مما لا يعد ولا يحصى، لا بل ان الجميع ينظر إلينا على اننا دون المستوى واننا اقل من الآخرين شأنا... وعلى هذا الاساس اود ان اطلب منك يا مرزوق ان تقبل عضويتي في جمعية من لا برج لهم من فتاة لا برج ولا حظ لها».

ومرزوق تأثر كثيرا لحال الطبقة العاملة المنسية في البحرين، فلقد سمع كثيرا عن سوء معاملة المسئولين الاجانب، وان بعضهم يستغل طيبة بعض الفتيات ولا يرتدع عن امر مخالف للقانون أو للشرع او للشرف الانساني. وتساءل مرزوق: اين الاتحاد العام لعمال البحرين؟ اين جمعية حقوق الانسان البحرينية؟ اين مركز البحرين لحقوق الانسان؟ اين جمعية الدفاع عن الحريات؟ اين الجمعيات السياسية من كل ما يحدث لهذه الطبقة العاملة المستضعفة؟

وعندما سأل مرزوق أحد المختصين قال له: ان المرة الوحيدة التي طرأ فيه تحسن على وضع هذه الطبقة المحرومة، كان في نهاية الثمانينات عندما احتجت النقابات العمالية في الولايات المتحدة على استيراد الثياب من البحرين ما لم يثبت لهم بأن الذين يعملون في هذه المصانع يعاملون بطريقة انسانية. وكانت النقابات الاميركية قد استلمت شكاوى من عدة اطراف عن هذا الامر، وبالفعل تم تعديل بعض الاوضاع ولذا استمر لاحقا تصدير الثياب إلى الولايات المتحدة.

ونحن الآن في عصر الانفتاح وفي عصر النقابات ولذلك فإن لجوء العاملات في المصانع إلى جمعية من لا برج لهم هو انتقاد مباشر إلى الاتحاد العام لعمال البحرين لأن ذلك يعني ان الاتحاد فشل في خدمة الطبقة العاملة المحتاجة إليه... ويتمنى مرزوق ان يكون تحليله خاطئا، ولكن مع عدم ما يدلل على خطئه قرر الموافقة على عضوية جميع العاملات في مصانع الألبسة