جاء صعود فريق سترة لكرة القدم لدوري الدرجة الأولى كبطل لدوري الدرجة الثانية بجدارة واستحقاق؛ كونه الفريق الأكثر جمعاً للنقاط بكل تأكيد، وهو الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة من المباريات الـ15 التي خاضها في الدوري إلى الآن، على اعتبار أن له لقاءً أخيراً في يوم التتويج مع الاتحاد، ولا أعتقد أن (البحارة) سيفرطون في فرصة تحقيق الدوري بدون هزيمة يومها وإكمال مسلسل الأفراح التي عاشتها (الجزيرة القروية) بعد أن (تناست) أمورها الداخلية مؤقتاً، إذ ارتسمت الفرحة (العفوية) على الستراويين إثر تأكد الصعود بالتعادل مع الأهلي، ليعود الفريق لمصارعة الكبار بعد غياب 6 مواسم، كون آخر موسم لعب فيه سترة بدوري الدرجة الأولى كان 2006-2007، ونحن نُبارك للستراويين صعودهم من جديد.

ويتفق الكثيرون على أن عودة الفريق الستراوي للعب بين الكبار ستكون من صالح (دورينا)، وخصوصاً أن الفرق القروية دائماً ما تكون مبارياتها مثيرة وحماسية؛ نظراً للحضور الجماهيري الكبير الذي يدعمها، وهذا الوضع ينطبق على فريق سترة والذي سيشكل تواجده علامة مميزة، وكلنا نتذكر ما فعله الفريق الستراوي من (ألم) للكبار في الموسم قبل الأخير له بالدرجة الأولى ويومها احتل المركز الخامس وكان قريباً من الصعود لكأس ولي العهد، وفي ذلك الموسم شهدت مبارياته حضوراً جماهيرياً لافتاً.

ومن هذا الباب، فإننا نُطالب الاتحاد البحريني لكرة القدم بضرورة استغلال وجود مثل هذه الفرق الجماهيرية في دورينا من أجل إنعاش المسابقات وخصوصاً دوري الدرجة الأولى الذي بات في السنوات الأخيرة وصولاً لآخر موسم بمثابة (الجثة الهامدة)، لأننا وصلنا لمراحل (نخجل) فيها أن نطلق مسمى دوري على مبارياتنا لعدة أسباب من ضمنها عدم الاستقرار في الملاعب والجداول، بالإضافة إلى أن بعضها تُقام بمعزل عن العالم، فلا نقل تلفزيوني أو إذاعي ولا حتى تصوير من جانب الاتحاد ليحتفظ بها في أرشيفه أو لكي يستفيد منها في حالة وجود أي أحداث أو طارئ باللقاء.

دورينا بحاجة لإنعاش الحضور الجماهيري أولاً من خلال تحفيز الجماهير عبر عدة وسائل وأهمها أن يكون للراعي دور في ذلك من خلال توفير العديد من الأمور مثل الجوائز المالية المناسبة، وتوفير كافة وسائل الراحة للجماهير بدل جلوس بعضها على مقاعد (متسخة) أحياناً في بعض المباريات التي نشاهد فيها نسبة معينة من الجماهير، وإن سارت الأمور في مسابقتنا بمثل هذه الرتابة فإننا لن نشاهد سوى رجال الصحافة والإعلام ورجال الأمن فقط في المباريات، بعد أن خسرنا نسبة كبيرة من جماهير (شيخ) الأندية الخليجية فريق المحرق هذا الموسم، فإن ابتعدت الجماهير المحرقاوية بشكل كامل فسنقوم بدفن (الجثة) التي ذكرناها في منتصف حديثنا، بينما في الوقت نفسه نحن نتوق لمشاهدة مدرجاتنا مليئة بالجماهير في مباريات الرفاع والمحرق وسترة والمالكية مثلاً، مع ازدياد أعداد جماهير الحد هذا الموسم بسبب تطور الفريق، سننتظر وسنرى إن كنا سنعيش من جديد جزءًا من ذكريات الزمن الجميل!.