مرة أخرى يفاجئنا أصحاب الفتاوى والدعوات الغريبة بجديدهم، عبر أجهزة الاتصال الحديثة، وفي أحاديثهم ومحاضراتهم التي لا تخلو من عجب وطرافة في الوقت نفسه. فبعد تحريم جلوس المرأة منفردةً أمام جهاز الكمبيوتر من دون مُحرم خوفاً من الفتنة، وكأن النساء فقط وحدهم من كتبت عليهم الفتنة في هذا العالم! وعدم اختلاء الرجل الناضج جداً بالشاب الوسيم، وتحريم إهداء الورد للمرضى في المستشفيات وعند التهاني والزواج لأنها بدعة شيطانية غربية (بس مو صهيونية). لتأتي هذه المرة فكرة أخرى تمخضت عنها عقول هؤلاء الذين هم في قلق حقيقي، ما شاء الله عليهم، ليل ونهار على حال الإسلام والمسلمين في كل مكان. فجاء تحريم قولنا (جمعتك مباركة، وجمعة طيبة) لأنها، كما يصرحون، من بدع إبليس الرجيم والغرب الشيطاني، مع أن الغرب ليس لديه جمعة مباركة بل (سبتية أو أحدية) مباركة، أو فصح مبارك، أو عيد الشكر.
أما آخر صيحات تلك التحريمات والاستهزاء بما يقوم به الناس في ثورات الوطن الربيع العربي؛ هو تحريم حركة الأصبعين بعلامة النصر! وقد قام أحد هؤلاء المحرِمين لها، خوفاً من أن تصبح أيقونةً عربيةً تهدّد الباقين الذي لم تصل إليهم رياح التغيير بعد، بنسبة هذه العلامة لجذورها التاريخية البغيضة في خلافات سحيقة حدثت بين المسلمين في سالف العصر والزمان. ولم يفسّروا لنا كيف اتخذها الغرب الكافر كما يدعون، علامة نصر منذ القدم، وكل الدول بل كل الأفراد في العالم يستخدمونها في شتى المناسبات وبكل الطرق تعبيراً عن النصر كما تستخدمها الحركات الإسلامية المسلحة وغيرها، بل والجيوش النظامية وإن كانت غازيةً، دلالةً على تحقيق أو تمني تحقيق نصر ما.
وفي سياق التماهي مع هذه التحريمات الإصبعية الجديدة جداً، نلفت النظر لمن بعد لم يتدبر، بأن حركات الأصابع مختلفة عند بعض الشعوب في معانيها على مر التاريخ البشري ومازالت تتشكل حتى اليوم. فحركة الإبهام والسبابة الدائرية تعني في الغرب (ممتاز) بينما تعني في بعض دول الخليج (أقسم بالله لأوريك شغلك). وحركة علامة النصر بإصبعي السبابة والوسطي مفتوحتين تعني عند البعض هنا (لو سمحت سيجارة)، أما حركة السبابة والوسطي مضمومتين بشكل مستقيم إلى الأمام تعني في الغرب مسدس أو قتل بينما تعني هنا سلام على الجميع عند البعض أو (معزومين عندي على العشا)! وحركة الإبهام المعقوفة للخلف تعني في الغرب (توصيلة لقدام في الشارع)، وعندنا احتقار للمراجعين في الدوائر الحكومية بأن الأمر انتهى فيكون معناها (كلّم المدير)!
واستعمال الإبهام مرفوعةً لوحدها للأعلى مع ضم بقية الأصابع لداخل راحة اليد تعني الموافقة على ما نقول أو (أوكي)، وكثيراً ما تستخدم الآن في رسائل (الواتس آب الصامتة). وضع اليد مبسوطة على القلب تكون عندما يتوجس الإنسان من شيء ما ويخاف حدوثه، أو عند المفاجأة. واستخدام اليد اليمنى في الثقافة الإسلامية يأتي عند في المصافحة وأيضاً في الأكل، ويفضل تجنب استخدام اليد اليسرى. وأيضاَ تستخدم للتحية والسلام، وهكذا عديد من حركات اليدين والأصابع.
حتى عندما كنا صغاراً، كنا نرى الأمهات يستخدمن حركة عد أصابع اليد الواحدة وثني كل إصبع لداخل راحة اليد، بينما تردد الأم بصوت حنون مع كل حركة إصبع: هذي الماما، هذي البابا، هذي الدادا، هذي «الكاكا» أو الأخ (مع أنها لفظة كردية)، وهكذا ربما العمة أو الخال وغيرهم بحسب عدد العائلة المناسب للأصبع. ثم تدحرج الأم أصابعها الرقيقة بحركة المشي لأعلى اليد حتى تصل إلى الرقبة وهي تقول (جت النملة تمشى تمشى وراحت أهنيه)، فيضحك الطفل. فهل هذه كلها ببراءتها واستخداماتها الإنسانية الراقية ستصبح من المحرمات من الآن وصاعداً في زمن الفتاوى الطائرة فضائياً؟
ورحم الله من قال من علماء النفس والمجتمع بأن معظم حركات اليد تعطي معانٍ رمزيةً يفهمها الإنسان، غير أن المعنى قد يختلف من شخص لآخر لأسباب متعددة منها الثقافات، وهنا المشكلة مع أصحاب التحريم المقفلة عقولهم وثقافتهم التي حيّروا العالم وهو يبحث من أين جاءوا بها. ويضيف العلماء، فبعض معاني حركات اليد والأصابع يكون إيجابياً في حين أن البعض الآخر يكون سلبياً، لذا يجب الانتباه لثقافة الطرف الآخر لكي لا يفهم الإشارة بطريقة خاطئة، وهذا ما فهمه أصحاب تلك التحريمات في حدود ثقافتهم للأسف.
لذا، نحن في حاجةٍ ماسةٍ فعلاً للعلماء من ذوي التنوير والعقلانية الحضارية العالية وباسم الإسلام أن يقولوا كلمتهم حتى لا تصبح أمة الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، تحت سياط عقول وثقافة هؤلاء، ضحايا وشهداء فتاوى الأصابع وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ
ان الشخص الذي يتصدى للفتوى يجب ان لايخضع للانفعالات والتسطيح الفكري
يجب ان يكون مجتهد ويطلع على كل المذاهب الاسلامية ومبانيها الاصولية والفقيه
وان يتضلع في فهم الكتاب والسنة
وفهم روح النص وليس فقط معناه
والذين نجده عند الاكثرية انهم غير مجتهدين ولايفهمون معنى النص فضلا عن روحه وجوهره
لذلك تجدهم شواذ
فهم كما قال القران
الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) التوبة
لا تطمئن على نفسك يا صاحب المقال .. قد وهبت لنفسك ثقة تامة .
ازيدك من البطيخ مراره
حرام استخدام الزوجه المكيف بمعنى اخر لا اتشغلى المكيف ادا كنتى لوحدك فى البيت سيكون ثالثكما ابليس حينئدأ يتعرف الغريب انكى لوحدك فستقعين فى الفاحشه ما اجتمعا اثنين الئ ابليس او الشيطان ثالثهما
لانهم لا يملكون عقول ثقيله
عقول خفيفه وتعيش في عصور الوسطى ومظلمه تاخذ الانتقام سبيلها لمن يخالفها الراي
اسد من اسود الفاتح
نعم نحن ضد الفتاوي التي لاتقبلها الفطره الانسانيه ليت الانتقاد يكون لفتاوي المذهبين الرئيسين في بعضها لا يقبله عقل ولا دين
ضع خط تحت
رفع علامة النصر لجيوش نظاميه حتى وإن كانت غازيه
اصم وابكم
ماذا يفعل ذوي الاعاقه /الصم والبكم مع هذه الفتاوى حيث ان لديهم حركات شتى حتى في بعضها يقومون بنفخ الفم وحركات كثيره . كان الله في عوننا .
لا ننسى الغواصين
هناك إشارات الغوص والمرور وتوقيف الطائرات وكلها بأطراف جسم الإنسان. ومعظمها بدأ من خارج ديار الإسلام.