استمر تقرير منظمة «فريدوم هاوس»، السنوي لحرية الصحافة، بتصنيف البحرين ضمن الدول «غير الحرة» في مؤشر حرية الصحافة للعام 2012، كما اعتبر التقرير البحرين ضمن أسوأ عشر دول في العالم على صعيد حرية الصحافة؛ إذ جاءت في الترتيب 188 عالمياً و16 عربياً، والأخيرة على مستوى دول الخليج.

كما أنها جاءت ضمن أكثر عشر دول تراجعت في المؤشر خلال خمسة أعوام (2008 - 2012)، إذ خسرت 15 نقطة من النقاط التي يعتمد عليها المؤشر.

وصدر التقرير بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم الجمعة (3 مايو/ أيار 2013).

جاءت في الترتيب 188 عالميّاً... 16 عربيّاً... الأخيرة خليجيّاً

«فريدوم هاوس»: البحرين «غير حرة» في الصحافة... وضمن أكثر دول تراجعت خلال 5 أعوام

الوسط - أماني المسقطي

استمر تقرير منظمة «فريدوم هاوس» السنوي لحرية الصحافة، بتصنيف البحرين ضمن الدول «غير الحرة» في مؤشر حرية الصحافة للعام 2012، كما اعتبر التقرير البحرين ضمن أكثر عشر دول تراجعت في المؤشر خلال خمسة أعوام (2008 – 2012)، إذ خسرت 15 نقطة من النقاط التي يعتمد عليها المؤشر. وجاءت البحرين في الترتيب 188 عالميّاً والـ16 عربيّاً والأخيرة على مستوى دول الخليج.

وأشار التقرير، الذي يصدر سنويّاً بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة ويصادف (3 مايو/ أيار) من كل عام، إلى أنه بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته حرية الصحافة في البحرين في العام 2011؛ فإنها استمرت في التدهور في العام 2012، وانخفضت نقطتين إضافيتين عن العام الماضي، لتحصل على 86 نقطة، وهو ما أرجعته المنظمة إلى تكثيف الحكومة رقابتها وتخويفها للصحافيين، وفقاً لما ورد في التقرير.

ويمنح التقرير الذي جاء هذا العام تحت عنوان: «حرية الصحافة: تباين في الشرق الأوسط وتفاقم الانخفاض العالمي»، (0 - 30 نقطة) للدول التي تتمتع بالحرية الصحافية، و(31 - 60 نقطة) للدول التي لديها حرية جزئية، و(61 - 100 نقطة) للدول غير الحرة.

وتصدرت كل من: النرويج والسويد وبلجيكا وفنلندا وهولندا، مؤشر حرية الصحافة لهذا العام، فيما جاءت كل من: تركمنستان وكوريا الشمالية وأوزبكستان وأرتيريا وبيلاروسيا، في ذيل قائمة دول العالم بمؤشر «فريدوم هاوس» لحرية الصحافة.

وبحسب التقرير، فإن نسبة سكان العالم الذين يعيشون في ظل صحافة حرة انخفضت تماماً إلى أدنى مستوى لها على مدى عشر سنوات، وأنه لوحظ التدهور العام الذى لحق بحرية الصحافة العالمية في دول مثل مالي واليونان، وزيادة القيود المفروضة على الصحافة في أميركا اللاتينية.

كما أشار التقرير إلى تفاوت القيود المفروضة على حرية الصحافة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ احتفظت كل من تونس وليبيا بالتقدم الذي حققتاه في العام 2011 فى الوقت الذى شهدت فيه مصر تدهوراً كبيراً.

وقال رئيس منظمة «فريدوم هاوس» ديفيد كريمر: «بعد عامين من الانتفاضات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، لا نزال نرى جهوداً مكثفة من قبل الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم لتضييق الخناق على الحوار السياسي المفتوح، سواء على الانترنت أو خارج الانترنت».

وأضاف «إن هذا التدهور العام يعتبر مؤشراً مقلقاً لحال الديمقراطية على الصعيد العالمي، ويعكس الحاجة الماسة إلى اليقظة والتنبه لتعزيز وحماية الصحافة المستقلة».

ولفت التقرير، إلى أنه من بين البلدان والأقاليم الـ197 التي تم تقييمها خلال العام 2012، تم تصنيف 63 دولة (32 في المئة) من الدول التي تتميز بالحرية في الصحافة، و70 دولة (36 في المئة) صنفت حرة جزئيّاً، و64 دولة (32 في المئة) صنفت غير حرة، وأنه تبين من التحليل أن أقل من 14 في المئة من سكان العالم يعيشون في البلدان التي تتمتع بصحافة حرة، في حين أن 43 في المئة من السكان يتمتعون بصحافة حرة جزئيّاً، بينما يعيش 43 في المئة في بيئة غير حرة.

وبيّن التقرير أنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ظل مستوى حرية الإعلام في تلك المنطقة الأسوأ في العالم في العام 2012، وأنه لوحظ ركود أو تراجع في الغالبية العظمى من بلدان تلك المنطقة، باستثناء اليمن، وأنه في حين أن اثنتين من بلدان الربيع العربي هما ليبيا وتونس نجحتا في الحفاظ على مستواهما عن العام السابق، عادت مصر مرة أخرى إلى فئة الدول غير الحرة، أما بالنسبة إلى دول الخليج العربية، فإن التقرير كشف عن تدهور حرية الصحافة في البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن أيّاً من دول الشرق الأوسط لم تكن في فئة البلدان الحرة، فيما صنف التقرير 5 دول (26 في المئة) من الدول الحرة جزئيّاً، و14 (74 في المئة) من الدول غير حرة.

وجاء في التقرير: إنه «على رغم من أن وسائل الإعلام الاجتماعي كـ «تويتر» و«الفيسبوك»، والهواتف الذكية، كان لها أثر إيجابي، فإن وسائل الإعلام التقليدية في جزء كبير من دول المنطقة لاتزال مقيدة بقوانين الطوارئ، وملكية الدولة وتقييد التحرير فيها، والتشريعات القاسية، والقوانين التي تمنع انتقاد رؤساء الدول والشخصيات العامة».

وتابع «كثفت السلطات الرسمية في دول المنطقة جهودها للسيطرة على وسائل الإعلام الجديدة باستخدام تدابير مماثلة لتلك التي تتعامل بها مع الصحافة التقليدية، فضلاً عن الرقابة عليها».

وأشار إلى عدد من الاتجاهات الرئيسية لحرية الصحافة في العام 2012، بما في ذلك التزايد المستمر في استخدام أدوات الإعلام الجديد، والتي تتضمن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت والهواتف النقالة وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى توسيع تدفق الأخبار الأمر الذى دفع الحكومات إلى اتخاذ بعض التدابير القمعية لتقييد وسائل الاعلام الجديد، وإن تلك التدابير تضمنت إصدار العديد من القوانين التي تتعلق بالجرائم الإلكترونية، وسجن المدونين وغلق مواقع الإنترنت وخدمات الرسائل النصية أثناء فترات الاضطرابات السياسية.

وقال مدير مشروع حرية الصحافة في «فريدوم هاوس» كارين كارليكار: «إن القمع القانوني والمادي الذي تمارسه الحكومه ضد الصحافيين غالباً مّا يتصدر عناوين الصحف. ومع ذلك، هناك عدد من القضايا الأقل شهرة لكن لها تأثير سيئ أدى إلى تآكل حرية الصحافة، وخصوصاً الصحافة المستقلة. وتتضمن تلك الآثار المدمرة انكماش الاقتصاد العالمي والأطراف غير الرسمية التي لها مصلحة قوية فى تكميم الصحافة، مثل مهربىي المخدرات والجماعات الإرهابية» .

ويقيس مؤشر حرية الصحافة السنوي لـ «فريدوم هاوس»، مستوى الحرية التي تتمتع بها وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة والإلكترونية في كل بلد في العالم، ويعتمد المؤشر على تحليل الأحداث والتطورات التي تمر بها وسائل الإعلام في كل بلد، بالاعتماد على البيئة التشريعية التي يمكن أن تؤثر على محتوى الإعلام، ومدى استخدام الحكومة لهذه الأدوات لتقييد وسائل الإعلام، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على الإعلام.