افتتح صباح أمس (السبت) الملتقى الخليجي الرابع للصم في نادي الخريجين، بحضور أكثر من 160 مشاركاً ومتحدثاً من مختلف دول الخليج العربي، حيث تستمر فعالياته حتى يوم غدٍ (الإثنين).

وقد بدأت أعمال الملتقى عند التاسعة والنصف صباحاً، بعقد الجلسة الأولى تحت عنوان «التدخل المبكر ووسائل التأهيل بين الواقع والطموح»، وترأسها فيصل الناصر، حيث قدم الاختصاصي أحمد جمال ورقة عن «أهمية زراعة القوقعة في إعادة السمع والنطق»، والنتائج التي تم تحقيقها في تجربة البحرين، ووجود إمكانية أكبر لنجاح العملية في سن الطفولة.

وقدم فؤاد شهاب ورقة عن دور الأسرة في الدمج التربوي والاجتماعي للأطفال المعاقين سمعياً، من واقع تجربته الشخصية كأب لابنة كانت تعاني من الإعاقة السمعية، حيث أكّد على ضرورة تبني طريقة المشافهة لتعليم ذوي الاعاقات السمعية، بدل التركيز على لغة الاشارة الوصفية، بما يتيح فرصة أكبر لرعاية وتعليم الصم.

وفي الورقة الثالثة قدّم أستاذ علم النفس المشارك في جامعة البحرين أحمد سعد جلال، عرضاً علمياً عن تنمية المواهب والإبداع لدى الصم، والطرق الحديثة والنظريات المتبعة في ذلك، وبعد ذلك تم فتح باب النقاش مع المشاركين والحضور من أولياء الأمور والمهتمين.

وعند الساعة الثانية عشرة والنصف افتتحت راعية الحفل وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، الملتقى رسمياً، حيث ألقت كلمةً حيّت فيها جمعية الصم البحرينية على دورها الذي التزمت به منذ تأسيسها في العام 2007، وما تتحمّله من مسئولية اجتماعية، ومبادرتها للقيام بمختلف المشاريع والبرامج والفعاليات التي تخدم فئة الصم وتسهم في الارتقاء بهم في المجتمع.

وقامت الوزيرة بافتتاح المعرض الفني، الذي يقام على هامش الملتقي ويستمر مفتوحاً للجمهور اليوم وغداً، وهو يتضمن مجموعةً من الأعمال الفنية التي أنتجها أعضاء الصم وأصدقائهم في دورةٍ تدريبيةٍ على أعمال الخزف، كما تم عرض مجموعة مختارة من الصور المتنوعة، التي التقطها المشاركون في دورة تخصصية للتصوير الفوتوغرافي نظمتها الجمعية خلال شهر مارس/ آذار الماضي، وشارك فيها أربعة عشر عضواً من الجنسين، وهو المشروع الحائز على منحة وزارة التنمية للعام 2012.

وخلال الافتتاح تم عرض فيلم من تمثيل الصم، تم إنتاجه وتصوير لقطاته حديثاً بمناسبة عقد الملتقى بالبحرين، كما تم تكريم الداعمين، وفي مقدمتهم صحيفة «الوسط» الراعي الإعلامي للملتقى، وفي المساء تم تنظيم زيارةٍ للضيوف إلى متحف البحرين الوطني.

وسشتمل برنامج اليوم (الأحد) عقد ثلاث جلسات، الأولى عن الفنون الجميلة ويديرها منير المبارك، حيث سيطرح الباحث منصور محمد زيد ورقة عن «العلاج بالموسيقى بين حلم التحقيق وواقع التجربة»، ويتحدث الفنان البحريني محسن التيتون عن تجربته العملية كرئيس للجنة الفنية بجمعية الصم البحرينية، بعنوان «الصم يتحدثون»، من واقع تجربته في تنفيذ عدد من البرامج التدريبية في مجالات الرسم والتشكيل وأعمال الخزف، كما ستتحدث ميسم موسى بدر من دولة قطر، عن تجربة المسرح الداعم للصم، رؤية وطموح.

وستتناول الجلسة الثانية محور التعليم والثقافة وأساليب التواصل مع الغير، حيث تترأسها الشيخة مشاعل آل خليفة، ويستعرض فيها سلطان اليحيائي من سلطنة عمان، تجربة بلاده في مجال دعم الصم في المدارس العمانية، ثم يتناول محمد الرامزي من دولة الكويت دور الإدارة المدرسية في تنمية المهارات التدريبية لمعلمي مدارس الأمل لتطوير المهارات القرائية والكتابية لدى الصم، كما سيتناول رئيس الجمعية البحرينية مهدي النعيمي، مشروع مركز الاتصال المرئي، الحائز على جائزة التميز من هيئة الحكومة الإلكترونية مطلع هذا الشهر.

وفي الجلسة الثالثة سيتم عرض عدد من التجارب، في جلسة تترأسها دنيا أحمد، ويستهلها محمد البنعلي من دولة قطر، بالحديث عن أثر دعم المؤسسات في دمج الصم اجتماعياً، من واقع تجربته الشخصية، كما سيستعرض سعيد القحطاني من السعودية، الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة وتطبيقاتها في الدول العربية، فيما ستستعرض فاطمة المناعي من الإمارات، تجربة محاكم دبي في هذا المجال.

وفي مساء اليوم سيقيم نادي الصم البحريني حفل عشاء على شرف الوفود المشاركة في الملتقى.

يذكر أن المشاركين في الملتقى من داخل البحرين بلغ 110 أشخاص، ومن السعودية 22 مشاركاً، و7 مشاركين من كل من قطر وعمان، وستة من الإمارات، وثلاثة من الكويت.