العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ

زيادة الرواتب... خط أحمر أم أحمر شفاه؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

خلال الذكرى الثانية لتجمع الفاتح، وبعد أن ألقت قيادات الفاتح الخطابات النارية في الأمة ورسمت الخطوط الحمراء العصية، ووعدت القيادات العتيدة الناس بزوال الغمّة ووضع حدٍّ لحياتهم المرّة، وبشّرتهم بالنعم والأيام الجميلة الحلوة... استفاق العباد وأدركوا بأنها مجرد أحلام اليقظة.

ويسأل الشعب البحريني قيادات الفاتح بمشروعية وبحرقة: أين خطكم الأحمر العتيد الذي قيل عنه بأنه يستحيل تجاوزه والذي هو كما روّج له بأنه أكثر صلابةً من خط بارليف الذي حطّمه الجيش المصري البطل! هل أصبح خطكم الأحمر هو مجرد خط أحمر شفاه! يتم إزالته بمجرد انتهاء مفعوله كما تزيل المرأة أحمر الشفاه! هل هذا هو بالفعل ما فعلته الحكومة معكم؟ أفيدوا الشعب البحريني أفادكم الله!

هل بمقدوركم أن تثبتوا لأهل البحرين بأن خطكم الأحمر ليس بأحمر شفاه؟ وذلك من خلال النزول إلى الشارع وحشد الحشود كما فعلتم في الذكرى الثانية، للمطالبة بتحقيق وعودكم للمواطن البحريني بالعيش الكريم! أم إن التظاهر ضد الحكومة من أجل الضغط عليها لتحقيق مطالب الشعب البحريني محرّم شرعاً في قاموسكم؟ وهو الخط الأحمر الحقيقي الذي لا تستطيعون أنتم -أجل أنتم- تجاوزه؟ وإن وعودكم يا قيادات الفاتح بتحقيق مطالب الشعب في العيش الكريم هي في الحقيقة الخط الأخضر الذي تستطيع الحكومة تجاوزه متى شاءت وكيفما شاءت! وننصحكم مخلصين قبل أن يفوتكم «الفوت» وعلى قاعدة «الدين النصيحة»، هكذا تتعامل الحكومات مع الذي يجعل نفسه «سبوساً».

وللعلم يا قيادات الفاتح، هناك أحمر شفاه الذي نطلق عليه بالعامية (حمره) ضد الماء، «ووتربروف»، ما يطير بسهولة كما طار خطكم الأحمر، وتستطيعون أن تستعينوا به لرسم خطوطكم الحمراء الجديدة، أو إعادة رسم الخطوط التي أصبحت هباءً منثوراً. فأين خطكم الأحمر من عدم الدخول مع المعارضة التي قلتم عنها إرهابية وخائنة ومتآمرة في أي حوار، قبل أن تخرج ببيان تدين فيه العنف؟ أين خطكم الأحمر من الفساد الإداري والمالي والأخلاقي الذي ينخر كسوس النخيل في بنية المجتمع؟ ألم تقرأوا الفضائح في تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية التسعة العتيدة؟ أين خطكم الأحمر... في حقيقة الأمر خطوطكم الحمراء هي من الكثرة يصعب حصرها وتحتاج إلى (كراني) لعدّها!

يا من يعنيه الأمر، إن كان يعنيه من الأمر شيء... يعيش المواطنون البحرينيون من أصحاب الدخل المحدود والذين تتجاوز نسبتهم الـ 75% هذه الأيام، حالةً غير مسبوقة من اليأس والإحباط، بعد أن ذهبت زوابع ووعود قيادات الفاتح للمواطن البحريني في العيش الكريم، والتي أطلقوها في الذكرى الأولى والثانية أدراج الرياح أمام تعنت الحكومة وضربها عرض الحائط وعود قيادات الفاتح لأهل البحرين من جهة، وعدم مبالاتها -أي الحكومة- بالوضع المعيشي البائس الذي يعيشه المواطن من أصحاب الدخل المحدود من جهة أخرى.

حيث لم يشفع لقيادات الفاتح ومن لف لفها أمام الحكومة كل ما قاموا به من جهود جبارة ومستمرة حتى الآن، على طاولة الحوار وقبلها لتعطيل عجلة الإصلاح الدستوري الجذري الذي يطالب به الشعب منذ خمسينيات القرن الماضي، والذي إن تحقّق سوف يجعل الشعب البحريني شريكاً حقيقياً في الحكم، وليس شكلياً كما هو عليه الآن. وبالتالي يتحقق له العيش الكريم. أجل كل ذلك لم يشفع لقيادات الفاتح! أتعلمون لماذا؟ لأن هذه القيادات أصبحت ريموتاً! بالله عليكم من منا يخشي ريموتاً؟ حتى الوليد في اللفة لا يخشاه!

هناك مثل شعبي دائماً يردده علي والدي رحمة الله عليه، عن أحوال الفقراء المعسرين مقارنة بأحوال الأغنياء الميسرين، حيث كان يقول ياولدي: «الشبعان على اليوعان بطي»، والمعنى هنا هو أن من أعماه العيش في الأبراج العاجية والقصور ولديه المناصب والخدم والحشم كيف يتأتّى له أن يشعر بمعاناة الناس وهمومهم وعوزهم، وماذا يلبسون؟ وأين ينامون؟ وماذا يأكلون؟ لذلك تكون استجابة الشبعى لمطالب الجوعى بالعدالة والعيش الكريم بطيئةً، اعتقاداً منهم -أي الشبعى- بأن الجوعى يبالغون في طلباتهم، أو ربما يُتهمون بالحاقدين والخونة والمتآمرين لأنهم يتلقون أوامرهم من الخارج. ألم يتهمهم بذلك كل من بن علي ومبارك وعلي صالح والقذافي وحالياً الأسد... وغيرهم من القادة العرب! فقط لأنهم -أي الجوعى- قالوا للشبعى المتنفذين بأننا نريد أن نعيش بكرامتنا، وأن نتمتع بخيرات بلدنا، التي هي خيراتنا.

ما الذي حصل لألسنتكم يا قيادات الفاتح؟ هل أكلتها (الحوته)؟ هل التصقت بلهاتكم؟ الشعب البحريني يقول أين أنتم! لماذا اختفيتم وتركتم الحكومة تلعب وحدها في الملعب مع نواب فاقدين للأهلية، واتهمتهم وزيرة الثقافة بفقدان الرجولة أيضاً! إن لم تقدّموا ما يشفع لكم سوف يتجاوزكم الشعب البحريني وكذلك الزمن، وسوف يخرج أهل البحرين للدفاع عن حقوقهم المشروعة والتي كفلها لهم ميثاق العمل الوطني والدستور دون الحاجة إلى قيادات أصيبت مفاصلها بالتكلس والوهن، وارتضت لنفسها طوعاً أن تكون «ريموتاً»... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3881 - الإثنين 22 أبريل 2013م الموافق 11 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 8:10 ص

      شوط

      المثل يقول شوط الشبعان على اليوعان بطي

    • زائر 27 | 3:46 م

      الله يعين هالمواطن

      مره بحريني لقى كهف فبغى يسمع صدى صوته قام يصارخ داخل الكهف ((زياده الرواتب)) رجع له الصدى يقول (( مش بوزك ))

    • زائر 25 | 3:31 م

      مشاخيل

      موضوعك يعبر عن واقع الحال المؤلم للمواطنين المحرومين من أبسط الحقوق في وطنهم ، وأنا من ابناء القرى وعشت وترعرت في فريج البنعلي مع ابناء الجودر وبوعلاي وغيرهم ومازالت علاقتنا قوية ومتينة وهمومنا مشتركة ومطالبنا واضحة وجلية .

    • زائر 24 | 2:19 م

      المصلي

      هؤلاء ليسوا ريموتا كما تقول هؤلاء ومنذ امد بعيدا يعرفهم الشرفاء من هذا الشعب نفعيون متملقون متسلقون على اكتاف الضعفاء صدقني أخي عيسى لو أن شعب البحرين كلمته واحده لتحقق اليه ما يصبوا اليه ولكن السلطه عرفت من أين تأكل الكتف وعملت على معزوفه في غاية الخبث وساعدها على ذلك الوضع الأقليمي في العراق وسوريا ( فرق تسد ) ونجحت بهذه المعزوفه وتحق لها ماارادت وطارت لطيور بأرزاقها وصار الشعب في مهب الريح حيث رجعنا الى المربع الأول نحقد على بعضنا البعض وحينها افترستنا واحد تلو الآخر وطائفه تلو الطائفه

    • زائر 22 | 8:43 ص

      يا نايم أصحى

      من قال لم يتحقق شي بل تحقق الشيء الكثير من مطالبهم عدم الافراج عن الخونه (الرموز)والاعدام للخونه ليكون هناك عفى الله عما سلف وغيره من المطالب الظالمة

    • زائر 21 | 7:16 ص

      صدى الصوت

      مره بحريني لقى كهف فبغى يسمع يسمع صدى صوته قام يصارخ داخل الكهف ((زياده الرواتب)) رجع له الصدى يقول (( مش بوزك ))

    • زائر 20 | 6:08 ص

      لم يتم الضغط على ازرار الريموت

      مشكله ان تطلب من سخص لا يملك سلطه على نفسه ((ريموت كنترول)) ان يتخذ موقف جدي بدون الضغط على ازرار الريموت .. صدعوا راسنا نريد زياده نريد زياده و يوم قالوا لهم مافي زياده ما سمعنا و لا شفنا منهم تمسك بهالطلب مع العلم ان هذا المطلب هو اللي كانوا يحشدون به انصارهم

    • زائر 18 | 5:18 ص

      ابداع بكل المقاييس

      بوريك فيك وفي قلمك الفذ (بس هل من مذكر)

    • زائر 17 | 4:14 ص

      حق اليقين

      ايه والله مقال في الصميم بس ان شاء الله في احد يسمعه منهم

    • زائر 16 | 4:11 ص

      دعهم مع وعودهم اللماعه واحلامهم الهلاميه

      وكما يقول المثل الهندي. الحداء الجديد له لمعه ولكنها تزول ليس لها بقاء. بعكس الذهب فلمعته ليست طارئه ولا زائله بل هي من مدلولات جودته و صفه ملازمه له.وهذا هو الفرق بين المعارضه ومعارضة المعارضه.

    • زائر 15 | 3:09 ص

      أترى سقيتي دمي فخضب لونه شفتيك؟

      صبغ اللون الاحمر على الشفاة له مدلولات كثيرة ولا مزيد من التعليق

    • زائر 19 زائر 15 | 5:40 ص

      المدلولات

      من مدلولاتها أنها تعطي مزيدا من الأنوثة ولا يوجد محل في المعترك السياسي للأنوثة الزائدة بل الأنوثة الزائدة محلها عش الزوجية.
      وللكاتب أرفع التحايا.

    • زائر 14 | 2:58 ص

      الحمره

      حته حمرة الشفاه وتربروووف في حقها مزيل المكياج

    • زائر 13 | 2:30 ص

      هذه الطبقة التي اعتلت المنصة التي أسست لها المصالح العليا

      هناك فئة من المجتمع خلقت وانشئت لأمر واحد وهو استغفال واستغلال بسطاء الناس وجرّهم الى حيث تريد الحكومة من حيث يظنون انهم هم المحبوبون.
      هؤلاء لا يعون انهم استحمروا واستغلوا كسلاح يلعب به الكبار ويهلك فيه الصغار.
      العتب على من وقف وصفق وساند وساهم في ظلم اخيه الذي يعلم علم اليقين
      بأحقية مطالبه.
      عندما نقبل على انفسنا ان نكون شعوبا مستحمرة فهذا جزاؤنا

    • زائر 12 | 1:53 ص

      سنابسيون

      تعجبني مقالاتك جدا جدا واقرأها كل مره وقد لا أعلق عليها في كل مره لكن الحقيقة التي لا استطيع نكرانها أنني من اشد المعجبين باسلوبك الرائع فأنت تقول في الوجه هذا اسود وهذا ابيض لا تجامل لا تنافق وهذا ما يعجبني فيك ،في فترة من الفترات انقطعت فن الكتابه وقد آلمني ذلك ولكنك عندما عدت عدت وبقوة ،بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك

    • زائر 11 | 1:15 ص

      لا حياة لمن تنادي

      يجب على قيادات الفاتح ان تثبت للشعب كل الشعب بأن لها تأثير وثقل لا فقط في التجمع السني يخرج الصوت العالي كزوبعة في فنجان ثم ماتلبث ان تصمت الى السنه التي تليها لتنتهي بعد عدة سنين وتصبح من الماضي .

    • زائر 9 | 1:08 ص

      هل ما زلت تصدقهم

      هي الكرامة وعزة النفس يا عزيزي إن فقدتهما فقدت كل شيئ في حياتك ، وقيادات الفاتح فقدت هذين العنصرين وبذلك لا تطلب منهما التحرك لأنهما ببساطة أخذا كل شيئ ولا يهمهم بقية الشعب إن مات أو عاش ، اعترفوا في تقريريهم بأن الحكومة سخرتهم لضرب المكون الآخر واليوم تضربهم الحكومة في مقتل بعدم تنفيذ وعودها لهم بزيادة الرواتب رغم الاجتماعات الكثيرة حول هذا الموضوع ولكن كانك يابوزيد ماغزيت. على العموم نحن تعودنا على مهاتراتهم ولم يعد يعنينا ما يقولون أو يوعدون الناس به. سلمت يداك وعساك على القوة.

    • زائر 8 | 1:04 ص

      تشبيه بليغ

      والله عجبني التشبيه ((احمر شفاه)) خط احمر لا بد ان يكون بالدم اذا لم تتحقق الوعود

    • زائر 7 | 12:51 ص

      الثانية صح

      ستمرر الموازنه بدون زيادة وافق النواب ام لم يوافقون

    • زائر 6 | 12:49 ص

      صراحة اليوم استاذ عيسى ابداع

      احسن تشبيه لقيادات الفاتح خط الشفاه الاحمر ههههه
      استاذي هذيلا سمهم ماشئت يصلح لهم ريموت احمر شفاه عبيد تجار سياسة

    • زائر 5 | 12:33 ص

      سلمت يداك

      سلمت يداك يا أستاذ ... محد عارف ليهم الا انت وبعض الكتاب الشرفاء

    • زائر 3 | 10:32 م

      بورك هذا القلم

      مقال في الصميم فهل نحصل على إجابات من الطرف الثاني؟

    • زائر 1 | 10:31 م

      لا شرف إلا الشرف الحقيقي

      نعم كلمة تخرج من فم شريف لا بدان تكون تكتب بدمه الشريف
      شكرا لكم ايها الشرفاء فهذا شعوركم لا ينم إلا عن صفاء قلوبكم وخوفكم على هذا البلد الغالي الذي تربى على ترابه ابائكم واجدادكم فانتم الاصليون ايها اكاتب العزيز.

اقرأ ايضاً