استضاف المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية صباح اليوم الاثنين (22 أبريل / نيسان 2013) شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة.
وعقد الجانبان جلسة ترحيبية ولتبادل الخبرات والآراء ترأس الجانب البحريني فيها رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بحضور نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز الشيخ خليفة بن راشد آل خليفة، ووزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ومستشار جلالة الملك لشؤون السلطة التشريعية نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد علي منصور الستري، وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعدد من العلماء والقضاة.
وفي مستهل الجلسة، رحَّب سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بفضيلة شيخ الأزهر وبالوفد المرافق لفضيلته، منوِّهًا سموُّه بالدور الحيوي والمهم الذي يضطلع به الأزهر الشريف في العناية بالثقافة الإسلامية الأصيلة وإعلاء قيم التسامح والفضيلة والخير.
واستعرض سموُّه العلاقة التاريخيَّة بين مملكة البحرين وبين الأزهر الشريف، لافتًا إلى عمق الصلات الدينيَّة والثقافية التي تربط المؤسسات الرسمية والأهلية في البلاد بالأزهر الشريف الذي تخرَّج واستفاد منه ومن إنتاجه الثقافي الكبير علماء البحرين وقضاتها.
وأشاد سموُّه بمواقف شيخ الأزهر الداعمة والمساندة لمملكة البحرين، مؤكدًا سموُّه أنَّ تلك المواقف ليست غريبة على الأزهر الشريف الذي عُرف بالوسطية والاعتدال والحكمة والانتصار للحق.
وأعرب سموُّه عن تمنِّيه أنْ تطول مدة إقامة فضيلة شيخ الأزهر والوفد المرافق في بلدهم الثاني مملكة البحرين، مقدِّرًا في الوقت نفسه الأعباء والمسؤوليات الملقاة على الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء، مؤكدًا ترحيب البحرين دائمًا بفضيلتهم، مؤملاً سموُّه في أنْ يتجدَّد اللقاء بزيارة ثانية قريبة إن شاء الله.
ثمَّ ألقى شيخ الأزهر أحمد الطيب كلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة بوجوده في البحرين، مؤكدًا فضيلته أن مملكة البحرين هي "وجه الشرق العربي السمح، وهمزة الوصل الرابطة بينه وبين بقية العالم الإسلامي في وسط آسيا وشرقها"، لافتًا إلى أنها "الوطن الأصيل الذي كان من قديمٍ ملتقى الثقافات والحضارات على مر التاريخ، والذي عاشت فيه المذاهب والعقائد والأفكار المختلفة دون صدام أو صراع، وتعلَّم فيه الإنسان ثقافة التعاون والتسامح والعيش المشترك، برغم تفاوت الأفكار واختلاف المذاهب والآراء، وتَعوَّد أن يصولَ ويجول في مجاهل الدنيا وبحارها، ويغوص في أعماق الماء، ويتعامل مع أجناس البشر، ويستمد من ذلك كله ثقافة الإخاء الإنساني، والوحدة الوطنية، والآمال والآلام المشتركة".
وأضاف فضيلته: "البحرين الوطنُ الذي استقبل منذ الصدر الأول رسالة الإسلام الحنيف، الذي يجمعنا جميعًا في رحابه، ويضمُّنا في جَنابه".
واعتبر فضيلته أنَّ تجربة البحرين "تشبه فيما يبدو لي -مع الفوارق التي لا تخفى- تجربة الشعب المصري في الارتباط بالوطن ارتباطًا حميمًا، والضرب في مناكب الأرض، ومجاهل البحر، وتطوير ثقافة النسيج الوطني الواحد، مع سماحة الفكر وسعة الصدر عند الاختلاف أو تنوع الفكر، أو تعدد مذاهب النظر والترجيح".
ودعا فضيلته إلى التشبُّث والاعتصام بـ"ثقافة النسيج الوطني الواحد، والوفاء للآباء والأجداد بحفظ تراثهم، والتمسك بمنهجهم في الوحدة والتفاهم، والحوار والتناغم"، لافتًا إلى أنَّه السبيل الأوحد إلى الاستقرار والسلامة، والأمن والكرامة.
ونبَّه فضيلة الإمام الأكبر إلى أنَّ الوحدة تقوم على أسس ثلاثة راسخة: الأخوة في الإيمان، والولاء الوطني المستمد من الإسلام، والعدل والمساواة بين جميع المواطنين على أساس المواطنة ذاتها دون تفرقة أو تمييز. معتبرًا هذه الأسس "الضمان الذي يَقِينا زوابع الفرقة والاختلاف، ويجمعنا في رحاب الوطن إخوةً متساوين متحابِّين".
وحذَّر فضيلته من "التفريط في أخوتنا الدينية ووَحدة نسيجنا الوطنيِّ لأي سبب من الأسباب؛ لأنهما قاعدة الحياة المشتركة، وعصمة الحقوق، وأساس الوجود الوطني نفسه في وقت معًا".
وأشار فضيلته إلى قول رسول الله (ص): "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا"، لافتًا فضيلته إلى أنَّ الرسول (ص) "قال ذلك حين رَوَّع أحد الصحابة أخاه بحبل"، متسائلاً: "فكيف بمن يرفع أدوات التدمير في وجه جموع إخوته في الوطن والدين".
وأضاف: "ديننا دين التسامح والسلامة والسلام، لا ضرر فيه ولا ضرار، يكرم النفس الإنسانية، ويعصم الدماء البريئة، ويجعل العدوان على نفس واحدة عدوانًا على الإنسانية كلها"، مشددًا على أنه "من الظلم لهذا الدين العظيم أن يُنسب إليه إهدار الدم البريء، أو تعريضه لذلك بأي وسيلة كانت"، مؤكدًا أن "الحياة الإنسانية أقدس عند الله من كل ما قد نتخيله من أغراض أو أهواء".
ونبه فضيلته إلى أن "العنف والعدوان أمران غيرُ واردين على الإطلاق في علاقة المسلم بأخيه المسلم، المبنية على الأخوة والتناصح والتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان".
واختتم فضيلته كلمته بدعوة أهل البحرين إلى المضيِّ في مسيرتهم الوطنية الواحدة، وبناء وطنهم الذي كان دومًا نموذجًا للتعايش والتماسك والاستقرار، مع التفتح على الآخرين والتعاون معهم دون مساس بالكرامة الوطنية والاستقلال التام، داعيًا الله أن يجمع الشمل ويرد الفتن عن الجميع ويحفظ البحرين وأهلها.
بعد ذلك تحدث فضيلة الشيخ الأحمدي أبو النور، منوِّهًا بقيم التعايش والأخوة بين أهل البحرين، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية رص الصف ونبذ التفرقة، ومذكرًا بالقيم الإيجابية التي ينبغي أنْ يتحلى بها أبناء الدين الواحد والوطن الواحد، داعيًا إلى جعل كلمة الحق هي الغاية في السلوك والحوار.
ثم تكلَّم عضو هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة فضيلة الشيخ حسن الشافعي، واستعرض التجارب التي مرَّت على الأزهر الشريف خصوصًا وعلى جمهورية مصر عمومًا، مؤكدًا فضيلته أن البحرين قريبة إلى قلبه، وتحتلُّ مكانة كبيرة في نفوس المصريِّين، منوهًا في الوقت نفسه بقوة العلاقة وصلابة الجوامع المشتركة بين شعبي مصر والبحرين، متمنيًا الاطلاع والاستفادة من تجارب مملكة البحرين في التعايش والعيش المشترك.
ومن جهته، أكد مستشار جلالة الملك لشؤون السلطة التشريعية نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد علي منصور الستري أنَّ أهل البحرين عُرفوا بتعايشهم وتآخيهم منذ القدم، لافتًا سعادته إلى أنَّ اختلاف المناهج والمذاهب لم يكن أبدًا عامل إضرارٍ أو تصدُّعٍ في النسيج الوطني، مشيرًا إلى ثقته في قدرة البحرينيين على العبور من الأزمة التي مرَّت بالبلاد من دون أن تتأثَّر سمة الأخوة والتعايش التي ميَّزت هذا الشعب طوال قرون من الزمن، معربًا عن ارتياحه من أنَّ الأزمة لم تكتنفها روافد مذهبية.
واعتبر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية نموذجًا فريدًا ومميزًا يعكس روح الأخوة والتعاضد في البناء ولا يوجد له مثيل في المنطقة؛ إذ يجتمع علماء البحرين من جميع المذاهب والمدارس ليتباحثوا بعقل واحد وبرؤية جامعة حول ما يُصلح شؤونهم.
إلى ذلك، ثمَّن وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة كلمة أحمد الطيب، مؤيدًا ما ذهب إليه فضيلته من أنَّ الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية والعدل هي قواعد التقدم والرخاء، مؤملاً في الوقت نفسه في تعاون الجميع على نبذ العنف، ومحاربة الطائفية، ومحاربة بث الكراهية لدفع الخوف وتعزيز الشعور بالأمن الاجتماعي.
واعتبر زيارة شيخ الأزهر مصدر سعادة واعتزاز للجميع، منوهًا بالأزهر الشريف ومخرجاته وإسهاماته الحضارية والثقافية.
وفي مداخلة لعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبداللطيف المحمود، تكلم فضيلته عن تجربة البحرين في التعايش، واستعرض محطات تاريخية من علاقة حكام البحرين مع علمائها، مرورًا بالتأسيس الإداري الحديث، لافتًا إلى أنَّ مملكة البحرين أنشأت المراكز والمؤسسات والجهات والإدارات التي تستوعب جميع الطوائف والمذاهب والأديان لترسيخ قواعد التعايش، وتكريس قيمه. معربًا عن ثقته في قدرة أهل البحرين على تجاوز الأزمة، مؤكدًا أنها سحابة صيف عابرة.
واختتم الاجتماع بكلمة ختامية لسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة جدَّد فيها ترحيبه بفضيلة شيخ الأزهر والوفد المرافق، معربًا عن أمله في زيارة أخرى قريبة.
الأخوة الإيمانية..!!
هل الوشاية وقطع الأرزاق وأخذ لقمة الشريك في الوطن من فمه هي من الأخوة الإيمانية؟؟
لقد حدث الكثير من هذه في البحرين بلادي (وطن أجدادي وأحفادي)..
ولد البلد
بس وينه العدل؟
ما هو راي شيخ الازهر عن هدم مساجد المسلمين ؟؟
وهل يعلم انه هدمت في البحرين اكثر من خمسة وثلاثون مسجدا ولماذا ؟؟