العدد 388 - الأحد 28 سبتمبر 2003م الموافق 02 شعبان 1424هـ

اللعبة الاميركية

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

ما أكثر المساعي العربية والاجتماعات العربية التي تريد من خلالها أن تثبت دورها الحضاري أمام العالم لكن مساعيها في الغالب خائبة.

وخوفي أن هذه المساعي هي لملء الفراغ الذي يجب أن تملأه حقيقة لتخرج نفسها من مأزقها الذي أغرقت نفسها في بحره وهو المصالحة الشعبية ورفع حال الشك عن مطالب شعوبها.

لقد فشلت الأنظمة العربية لا لأن هذا قدرها، بل لأنها كتبت هي على نفسها هذا الوضع المأسوي.

إن فشلها في مسعاها لإنهاء طغيان شارون وتجاوزاته على رغم أنه كان بإمكانها استخدام سلاح النفط للضغط على الولايات المتحدة، ورفض مضايقة حركات المقاومة الإسلامية مثل حماس والجهاد في الأراضي المحتلة.

آخر إعلان للبلاد العربية في مساعيها لإثبات براءتها ورغبتها في التعاون في الحرب على الإرهاب كان في تجميد أرصدة هذه الحركات.

استنكر الشعب العربي على أوروبا هذا الموقف حين قررت تجميد أرصدة حركات كل ذنبها أنها تقاوم محتلا على أرضها فكيف بالبلاد العربية.

إن ما يحدث مرة في هذا البلد العربي وتارة في آخر وثالث في غيره، كلها عملية جس نبض للشارع العربي وردود فعله فيما لو حدث ذلك فعلا، إذ تعلن ثم تتراجع إلى أن يتحول ذلك إلى حقيقة كما يبدو.

وآخر هذه التقليعة هو أن هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال في مصرف لبنان المركزي طلبت حديثا من المصارف اللبنانية أن تكشف للهيئة عن حسابات مصرفية لستة من قادة حركة حماس ومنظمات أخرى.

إن الولايات المتحدة إن فعلت ذلك فهي تعمل لحساب «إسرائيل»، فهل صار بعض أنظمتنا يعمل هو الآخر لحسابها؟

ويكفي إدارة بوش ووصيفاتها في أوروبا إمعانا للشعب الفلسطيني في هذا التعذيب. فالجوع كما يقولون كافر. إن هذا الأسلوب سيحول الأمة العربية كلها إلى إرهابيين، والأنظمة العربية ستكون أقرب الضحايا. لذلك عليها ان تبذل جهودها لتوقف الولايات المتحدة و«اسرائيل» عن الاستمرار في هذه اللعبة، لأن الفلسطينيين يعيشون على هذه المساعدات

العدد 388 - الأحد 28 سبتمبر 2003م الموافق 02 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً