العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ

«الرموز» يشهدون بمعاملتي لهم والمظاهرات المطالبة بمحاكمتي «سخافة»

عادل فليفل يتحدث عن التعذيب والمحاكمة وأموال الناس (2)

المنامة - عبدالجليل عبدالله، خالد أبوأحمد 

27 سبتمبر 2003

في الحلقة الثانية من لقائنا مع عادل فليفل، أثار جملة من القضايا التي يراها الشارع البحريني المتابع لهذه القضية من البديهيات، إلا أن «ضيف الحوار» قلب الطاولة عليها، وقال إن مثوله أمام القضاء يعني رجوع جميع من تمتعوا بالعفو الملكي في فبراير/شباط 1002 إلى السجن، بمن فيهم المحكوم عليهم بالمؤبد والإعدام، وأشار إلى أن المرسوم «سطران»، ولا يجوز تثبيت «سطر» العفو عن المشاركين والمتهمين في «حوادث» التسعينات، ومحو «سطر» آخر ليحاكم رجال الأمن فقط، أو من تتهمهم المعارضة والجهات الحقوقية بانتهاك حقوق الإنسان، واصفا المظاهرات التي تطالب بتقديمه للمحاكمة بأنها «قلة أدب وسخافة».

يواصل فليفل نفيه قيامه أو إصدار أوامره بتعذيب المعتقلين، و«يتمنى» لو تمت مواجهته برموز تلك الفترة ليشهدهم على معاملته الجيدة لهم، والتي وصفها بأنها كانت «ضيافة»، ويؤكد الدور الذي أداه رجال الأمن الذين يُنظر إليهم عادة على أنهم أداة للتعذيب فقط بأنهم حموا البلاد وصانوا الأعراض في الشدة والضيق.

ارتبط اسم عادل فليفل في البحرين بقانون أمن الدولة، وقضايا التعذيب في السجون، إلى أي مدى ترى أن هذا الارتباط صحيح؟

- غير صحيح أبدا، أنا أنفي هذا الأمر نفيا قاطعا.

إذا، هل تشعر أن الناس ظلموك؟

- طبعا ظلموني، ليس الناس فقط، بل حتى الصحف والإعلام ظلمني ظلما كبيرا، وأنا لن أسامح الإعلام، لا أقول إنني سأتخذ أي موقف، ولكنني أكلُ كل من ظلمني إلى الله سبحانه وتعالى، وهو يأخذ حقي منهم في الدنيا والآخرة.

وماذا تقول في شأن الذين تقدموا ضدك بشكاوى في جمعيات حقوق الإنسان محليا وخارجيا... هل هم جميعا مبالغون وأنهم جميعا على خطأ؟

- طبعا كلهم مبالغون وعلى خطأ، وذلك لأنهم لم يذهبوا إلى الجهة الصحيحة ولم يطرقوا الباب الصحيح، فقد طرقوا كل الأبواب إلا باب القضاء وهو الباب الصحيح، هذا لأنهم لا يملكون ملفات متكاملة، فقضاياهم الناقصة دفعتهم إلى اصطناع التشويش الإعلامي للحصول على المكاسب السياسية، وكذلك أرادوا من هذا كله تشويه صورة وسمعة البحرين، وهذا عيب وخطأ، والله يهدي الجميع.

الترقيات السريعة

تفيد سيرتك الذاتية بأنك خدمت في سلك الشرطة 62 سنة، هل تراها مدة كافية لكي تترقى إلى منصب عقيد، بينما يوجد ضباط كثيرون قضوا في الخدمة مدة أطول ولم يصلوا إلى هذا المنصب بعد؟

- هذا السؤال من الواجب طرحه على المسئولين... لماذا رقيتم عادل فليفل بهذه السرعة؟ هل لأنه يستحق الترقية؟ ما هي جدارته في العمل؟ لأن هناك تقارير ترفع إلى المسئولين، ولكنني لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال.

أكدت زوجتك حصولك على وسام من السفارة الأميركية...

- (مقاطعا) تحدثت عن هذا الموضوع من قبل ولا شيء جديد أضيفه.

ما حقيقة أمر الوسام؟

- ذكرت أنها ميدالية تقدير، ولا أريد أن أقول أكثر مما قلته سابقا.

في هذا السياق، هل أنت مطمئن إلى أنك أديت خدمات جليلة للوطن في فترة عملك في جهاز الأمن؟

- طبعا والحمد لله، خدمت في مجال الداخلية، وإن شاء الله أخدم في أي مجال فيه مصلحة الوطن.

هل من أسماء أخرى؟

هل صحيح أن محاكمة عادل فليفل كانت ستجر وراءها أسماء كبيرة، ولذلك تم إغلاق الملف وتعطل إعلان نتيجة لجنة التحقيق في وزارة الداخلية؟

- كلام غير صحيح، ليست هناك أية أسماء أو أشخاص يمكن أن «أجرّهم» أو يجرهم أي شخص آخر غيري.

ولكنك ذكرت سابقا أنك أصبحت فريسة وشماعة...

- أنا ركزت على بيان وزارة الداخلية، البيان هو الذي جعلني فريسة، وما كان على الناس والمعارضة استغلال هذا الأمر بالشكل الكبير وتضخيم القضية.

عندما كنت عقيدا، هل كنت تتلقى الأوامر من إيان هندرسون شخصيا أم من شخص آخر؟

- نحن موظفون ولدينا مسئولون، وهذا تراتب ليس في وزارة الداخلية وحدها، بل في كل أجهزة الدولة.

هل بدر منك تصرف أثناء فترة عملك من دون الرجوع إلى من هم أعلى منك رتبة؟

- لا يجوز لي التصرف أو اتخاذ أي إجراء من دون الرجوع إلى المسئول أو القائد، وهذه الأمور العسكرية معروفة في جميع أنحاء العالم، وليس في البحرين فقط.

هل ترى أن الرموز السياسية تكذب بشأن قضايا التعذيب؟

- نعم، ونصيحتي للمعارضة أن تتجه لمشروعات أخرى غير مشروع عادل فليفل، لأن هذا المشروع لن يؤدي إلى التطور، ولن تكون له النتائج التي يريدونها، فالمعارضة لم تستفد شيئا من هذا المشروع... هناك مشروعات تنموية وإصلاحية، وهناك مشكلات تمر بها البلاد، وأتمنى على المعارضة أن تلتفت إليها وأن تسعى إلى مصلحة البلاد والتنمية الاقتصادية، وكذلك مصلحة المواطنين وسمعة البحرين، فهذا النوع من المشروعات التي يمكن بل يجب على المعارضة الدخول فيها... أما مشروع عادل فليفل فلن يقدم أو يؤخر، ولن يعود بالفائدة على الوطن والمواطنين، المعارضة ليست لديها إلا رؤى ضيقة، ولا يجب على الناس أن ينظروا إلى أجهزة المخابرات ورجال الأمن بنظرة واحدة على أنهم جهاز تعذيب وضرب واعتقال، لابد أن ينظر إليه على أنه الذي حافظ على الأمن والأعراض والأموال في كل الأوقات، في الشدة والرخاء، فرجال الأمن أدوا ومازالوا يؤدون واجبهم الوطني، ونحن لابد أن نقدر لهم هذا الدور.

هل ترى أن رموز المعارضة تبالغ وتكذب بادعائها أنك عذبت وقتلت؟

- بالعكس، لا أعتقد أن علي سلمان أو عبدالوهاب حسين يقولان ذلك، أنا سمعت أن عبدالوهاب له رسائل تثني على معاملتي له، وإذا أردتم اسألوه وسيقول لكم كيف كانت معاملتي له، ولا أذكر أن سلمان أو حسين أو حتى عبدالأمير الجمري ذكر أنني شخص معذب وأنني أسأت معاملتهم، بل أثنوا على طريقة تعاملي معهم.

هل تريد إقناعنا بأنك بريء تماما من ادعاءات التعذيب، وأنك لم تمارس أبشع صنوفه داخل المعتقلات؟

- (مقاطعا) ليتهم يضعوني أمام الجمري وعبدالوهاب ومشيمع لأواجههم، وأبيّن لهم كيف تعامل عادل فليفل والمخابرات معهم.

ماذا تقصد بذلك؟

- أقصد أنهم كانوا ضيوفا على «الداخلية»... معاملة طيبة، سكن جيد، ورعاية صحية ومقابلات، هؤلاء وجدوا في السجن أفضل معاملة.

ماذا تقول عن المظاهرات التي تخرج مطالبة بتقديمك إلى المحكمة؟ لقد ذكرت أكثر من مرة أنك مستعد للمحاكمة، وهناك أعداد كبيرة من الناس يطالبون بذلك...

- ليس لدي أي مانع من أن أقف أمام القضاء، وأن أحاكم محاكمة عادلة، ولكن القرار سياسي بالدرجة الأولى، ولكن هذا الأمر مخالف للمرسوم (65)، وإذا مثلت أنا أمام القضاء هذا يعني إلغاء المرسوم، وإلغاء المرسوم يعني عودة جميع السجناء ومنهم الذين حكموا بالسجن المؤبد والإعدام إلى وضعهم السابق... المرسوم سطران، لا يجوز إلغاء سطر والإبقاء على سطر.

لست قلقا من المظاهرات

هل تسبب لك المظاهرات المطالبة بمحاكمتك أي قلق؟

- بتاتا، إنني أنظر إليها على أنها قلة أدب وسخافة واعتراض على الإرادة الملكية، والشعارات التي تطلقها هذه المظاهرات لا تعكس طبيعة الشعب البحريني المتميز بالطيبة والتسامح، راضٍ بما أعطاه الله، راضٍ بمن ولي الأمر، بل هذه الشعارات تنم عن الحقد والكراهية، هذه الشعارات البذيئة لا تعكس الصورة الحضارية للبحرين أبدا... أنا ضد هذه الأمور كلها ولا تسبب لي قلقا، ورحم الله امرئا عرف قدر نفسه، وأنا أعرف قدر نفسي.

من خلال عملك الطويل في سلك الأمن، كيف تصنف تعامل أجهزة أمن الدولة سابقا مع المعتقلين والمشتبه بهم؟

- ممتازة، ولم يظلم أحد، صحيح أن هناك معتقلين تعرضوا للاستجواب والتحقيق، ولكن لم يُظلم أحد، فالمجرم نال عقابه والبريء استحق البراءة.

لو كنت لاتزال على رأس عملك في جهاز الأمن، هل ستتغير طريقتك في التعامل مع المشتبه بهم؟

- هناك قوانين جديدة صدرت ومراسيم، ومهما كان نوعها أو طبيعتها فنحن ننفذ الأوامر... لا تتصور أن رجال السلطة التنفيذية سيقفون ضد القوانين أو الأنظمة أو المراسيم، بالعكس، سينفذونها بحذافيرها، ويحترمونها احتراما كبيرا.

العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً