العدد 3855 - الأربعاء 27 مارس 2013م الموافق 15 جمادى الأولى 1434هـ

عملاء وشرفاء!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

أسفٌ ما بعده أسف، أن تصير قمة العمالة في بلادنا أن يقول المظلوم أنه مظلوم، وذلك المضحك المبكي. فأنت خائنٌ إذا قلت أريد حقي، وتلك جريمة لا تغتفر، وذنب لا تمحوه توبة، وعار تهتز له الجبال فلا أواب له ولا رجعة عنه.

أنت خائن، لأنك تريد أن تعيش بمساواةٍ مع غيرك، ولا تريد أن يكون هناك مواطنون من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة العاشرة... ولأنك تجرأت وطالبت بالعدل والحرية والكرامة في وطنك ووطن آبائك وأجدادك.

أنت مرتهَنٌ للخارج، إذا تحدّثت عن التمييز الذي ينخر في البلاد نخراً. نعم، فمن أنتم لتتكلّموا عن التمييز؟ ألا يكفي ما أنتم فيه من نعيم مقيم؟ ألا يكفي أنكم تحصلون على بيوت أحلامكم بعد 20 عاماً على قائمة الانتظار؟ ألا يكفي أن طوابيركم العاطلة تحصل على بدل التعطل لستة أشهر، لكن لا يحقّ لكم أن تتحدّثوا عن التمييز الفاقع في الوظائف الحكومية والترقيات والمناصب والبعثات، وفي الدوائر الانتخابية وفي المشاريع الإسكانية والخدمات... وإلا أصبحتم عملاء وخونة!

أجندتك خارجية، إذا كنت تحلم بوطنٍ للجميع، وطن لا يرجف فيه الأمل، وطن يأمن فيه كل بحريني على نفسه وماله وعرضه. وطن لا وجود لزوار الليل أو الفجر فيه، وطن لا يفصل فيه المواطنون من أعمالهم وتقطع أرزاقهم لأنهم عبّروا عن آرائهم بشكل سلمي!.

أنت موتور، إذا تحدّثت عن الفساد الذي لم يتوقف يوماً، الفساد الذي التهم اليابسة والبحر معاً، الفساد الذي ينخر في البلاد نخراً على مدى عقود، أو إذا اعترضت على إزهاق النفس التي حرّم الله قتلها، لمجرد أن صاحبها عبّر عن آرائه، وطالب بقليلٍ من الحرية والكرامة والعدالة، أو يزجّ في المعتقلات بلا حسيب أو رقيب.

أنت عميلٌ إذا طالبت بإنهاء الحل الأمني والقمع ووقف الانتهاكات، وتزداد عمالتك إذا طالبت بالاستفتاء الشعبي على الحوار، أو طالبت بدوائر انتخابية عادلة، أو دعوت لتحقيق العدالة الاجتماعية.

ولكن في المقابل، أنت من الشرفاء إذا ساندت حملات الكراهية التي اشتدت في أرضنا للتفريق بين أبناء الوطن الواحد، وتزداد شرفاً ورفعةً إذا كنت ممن ساهم في قطع الأرزاق أو أبديت شماتتك على المفصولين.

أنت من الشرفاء إذا كنت تؤمن أن الحل الأمني هو الطريق الأوحد للتعامل مع البحرينيين. وأنت وطني بامتياز إذا وقفت مع التمييز ووجدت أنه يجب أن يستمر قدراً لا نهاية له في البحرين، وآمنت أن هذا الشعب لا يستحق حتى القليل من جرعات الحرية والديمقراطية.

نعم، هذا ما يراه البعض في بلادنا، ويؤمنون به، بل ويعتبرونه منهجاً مقدّساً للتعامل مع البحرينيين. الأسف الكبير حقاً أن يتحوّل الحق إلى باطل، والباطل إلى حق، وأن يتم تزييف الوعي وتقسيم المواطنين بهذا المنوال وهذه الأفكار العنصرية اللاإنسانية، بين عملاء وشرفاء!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3855 - الأربعاء 27 مارس 2013م الموافق 15 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:24 ص

      بلا تجني رجاء

      غريب أمر هذه المقالة. أين التفرقة؟ منذ إنطلاقة البحرين نحو التقدم و لم تتخذ الحكومة أي تفرقة كانت تعين سني وزير و شيعي وزير و سني مدير و شيعي مدير هناك رجال أعمال شيعة و رجال أعمال سنة هناك شباب عاطلين عن العمل من سنة كما كان هناك عاطلون من الشيعة. بل أكثر من ذلك هناك تزاوج و تقارب بين الطائفتين حتى أصبحت البحرين المدينة الفاضلة التي يحسدنا عليها الآخرين بل توغر البحرين صدورهم. أخي الكريم كاتب المقال أي التفرقة في التعليم و التوظيف و الترقية؟؟ إتق الله فالبحرين لا تحتمل أكثر مما هو موجود.

    • زائر 5 | 8:07 ص

      مسعورين

      حملة شعواء منذ قديم الزمان واستمرت واستعرت بشكل بغيض لا هوادة فيه

    • زائر 3 | 3:06 ص

      نحن لسنا في الدرجة العاشرة بل في الدرجة 32

      نعم هو كذلك ومن يستغرب اثبت له اننا فعلا في الدرجة 32 لأن اكثر من 16,000 ناخب ينتخبون نائبا بينما 500 شخص فقط ينتخبون نائبا.
      هل هذه قسمة ضيزا ام لا؟
      انظروا الفرق الشاسع وهل يوجد في العالم تقسيم مثل هذا؟
      من لديه معلومات عن اي بلد لديه تقسيم للمواطنين مثل هذا التقسيم فليخبرنا

    • زائر 2 | 2:57 ص

      ابو سيد رضا

      اليوم وقبل الساعه الخامسه فجرا زوار الليل كانو موجودين في قريتي وعلي باب منزلنا واقتحمو اكثر من منزل ولا نعلم من الذي خولهم بدخول بيوت الامنين وهم نيام

      وبعدها يقولون بلد القانون ولا نعلم اي قانون عنه يتكلمون

    • زائر 1 | 12:34 ص

      كلام صحيح بو علي

      والله يا بو علي أن هالديرة كل شي اعوج هو الصح والدنيا مقلوبة

اقرأ ايضاً