العدد 3848 - الأربعاء 20 مارس 2013م الموافق 08 جمادى الأولى 1434هـ

الأردن... الرسالة وصلت للجميع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن أكثر الدول العربية تضرراً ومعاناةً من أحداث الربيع العربي المملكة الأردنية الشقيقة، بعد سقوط منظومة الأمن العربي التي استقرت أربعين عاماً.

فالأردن فقد خلال عامين أقرب أصدقائه (مصر)، وبدأ بالابتعاد عنه أقرب حلفائه (الخليج)، بينما أخذ الإخوان المسلمين في الأردن يسخنون اللعب، بعد أن أخذتهم حماسة وصول إخوانهم المصريين إلى الحكم، بينما بدأت الحدود الشمالية مع سورية تنبئ بانفجار ترتد على إثره الحمم البركانية إلى داخل الأردن. وهذا ما يفسر القلق الأردني العميق، الذي عكسته تصريحات الملك عبدالله الثاني في الأشهر الأخيرة، وآخرها ما نشرته مجلة «ذا اتلانتيك» الأميركية.

هذا اللقاء الذي اعتبر الأكثر صراحةً وجرأةً، سيُنشر في وقت لاحق، لكن وسائل الإعلام العربية والأجنبية تلقت باهتمام بالغ، ما نشر منه من مقتطفات، تناولت تلك القضايا الحساسة، أردنيّاً وعربيّاً وأميركيّاً. ومع أن مصدراً مطلعاً في الديوان الملكي الأردني سارع إلى القول بأن المقال احتوى العديد من المغالطات، وأخرجت الأمور من سياقها الصحيح، وتأكيد اعتزاز الملك بالأردنيين جميعاً، إلا أن الرسالة الأردنية قد وصلت إلى الجميع.

اللقاء، ومن الوهلة الأولى، يبدو حلقةً ساخنةً من توجيه الانتقادات إلى الداخل والخارج، بدءًا بالأقربين: فـ «عصر الملكيات بدأ ينقضي، لكن عائلتي لا تدرك هذا الأمر، ولم تفهم بعد الدروس المستفادة من الربيع العربي، وإن الشعوب لن تتحمل الفساد». وقال إنه مستعد لمعاقبة ولده لو تجاوز القانون أو أخطأ، «ولا يوجد أحد في العائلة المالكة لا يمكن استبداله، والربيع العربي يطرح السؤال: أين ستكون الملكيات بعد 50 عاماً». وأكّد أنه منع أفراد العائلة المالكة من وضع الأضواء الصفراء على مواكبهم، ويحاول إجبارهم على عدم قطع الإشارة الحمراء.

الملك عبدالله انتقد جهاز مخابراته بعرقلة جهوده في الإصلاح، وشنّ هجوماً عنيفاً على «إخوان الأردن»، لوجود قناعة بأن قيادة التنظيم العليا في مصر تعمل على إثارة الاضطرابات في بلاده، وأنهم «ذئاب في ثياب حملان»، و«طائفة ماسونية»، وسخر من «سذاجة» بعض الدبلوماسيين الأميركان الذين يعتقدون أن الإخوان هم بوابة الديمقراطية في المنطقة.

كما هاجم الرئيس المصري محمد مرسي، ووصفه بالسطحية والتسرع في فرض سلطته المطلقة، كما انتقد بحذرٍ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتعجله، على رغم أنه يتبنى نهجاً أكثر عقلانية وتحفظاً. وسبق أن حذّر قبل شهرين من بروز محور متطرف تقوده تركيا وبلدان خليجيان آخران.

الملك أكّد في حواره المثير أن معركته الأساسية هي منع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة في المنطقة، وهي معركة عكس التيار كما يبدو في هذه المرحلة. كما انتقد الملك بعض زعماء العشائر وأسماهم «الديناصورات»، لتحالفهم مع المؤسسة الأمنية والتيار المحافظ، وقال الصحافي الأميركي الذي أجرى معه اللقاء، إن الملك اصطحبه في جولة خاصة بالمروحية في مدينة الكرك، وسخر خلالها من العشائر وانتماءاتها.

عند الحديث عن النظام السوري، وصف بشّار الأسد بأنه «شخص جلف تعوزه الكياسة»، وحين عرض على عائلته اللجوء إلى الأردن وتعهد بحمايتها، أجابوه: «شكراً جزيلاً، لماذا تبدي قلقك علينا وبلدك أولى بأن تقلق عليها أكثر منا؟».

الديوان الملكي شكك بدقة ما جاء في اللقاء، أما الصحافي (جيفري جولدبيرغ) الذي فجّر القنبلة، فقال أن اللقاء هو الحلقة الأولى من سلسلة حلقات ستنشر تباعاً. وهل بقيت رسائل أخرى؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3848 - الأربعاء 20 مارس 2013م الموافق 08 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 7:17 ص

      ها

      الم يشتكى من الهلال الشيعى ؟
      ام نظرته لم تكن ثاقبة
      ام الحلفاء بدؤا ينفظون من حولة؟

    • زائر 22 | 7:01 ص

      كلام خطير

      ننتظر الحلقات القادمة والله يستر.

    • زائر 21 | 5:33 ص

      محمد الاصغر محاسنه / الاردن / ناشط

      الكلاااام ليس له صحه ... ولا يوجد هناك رسائل .. والاردن للاردنيين وابناء الاردن اوعى من اي واحد يريد ان يثير اي فتنه .. الاردن بلد قوي باهله والايام ستثبت بعد 42 عاما

    • زائر 20 | 4:26 ص

      النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله

      من المسائل المطروحة هذه الايام فيها سؤال: هل خلق الله الشعوب والقبائل ليتعاركوا أم ليتعارفوا؟
      قد لا يعبد ولا يبعد ونجد سباق سلام وتسلح وجهاد ومسميات كثيرة لصقت نهايتها اسلامي أو ديني كما العلامات التجارية المشهورة المستخدمة للدعاية والاعلان.
      وهنا سؤال آخر اذا كان المسلمون أمة واحدة والمسلمون إخوة لا فرق بين عربي وغير عربي. اليوم الاخوان مسلمون يتنازعون؟ فهل التبس عليهم ابليس أم تشابهت حالتهم حالة هابيل وقابيل عند ما نزغ بينهم الشيطان؟

    • زائر 19 | 3:46 ص

      الربيع العربي

      الحبيب الي يسخر من تجمع الفاتح احب اقول لك ان هذا التجمع بفضل الله حفظ البحرين من المنزلق الخطير المرسوم لها والوقوع في حرب طائفيه لانه امسك العصا من الوسط عندما رفض اسقاط النظام وايد الاصلاحات والتغيير بعكس مايحدث الان في دول الربيع العربي والبحرين من فوضى وعنف وغياب الامن الذي هو اهم ركيزة للتعايش بسلام وتحقيق المطالب بعقلانية.

    • زائر 18 | 2:49 ص

      إذا شخّصت الداء فضع الدواء...أم انها صرعة من صرعات الملوك...

      أضحكني وصفه لشيوخ العشائر بالديناصورات ، وكأنَّ هذا الوصف سُبّة يتقاذفها الجميع فيتبرّأ منها الجميع وهي منطبقة على الجميع ... لكنَّ الملفت أنَّ تشاؤم الملك بزوال الملكيات في وطننا لم يبلغ ذروته (50) من الآن ليست قليلة...

    • زائر 14 | 2:12 ص

      خايفين شكلهم

      اشوف الكل خايف..... ويش سويت فيهم يا ربيع يا عربي؟

    • زائر 6 | 11:52 م

      الغني يخاف الفقر والفقير يعيش ألامل

      الخوف من الفقر هو ما يقلق الغني ويذهب النوم من عينيه
      أما الفقير فهو يعيش الغنى لانه يعيش الامل في تغير الاحوال وتبدلها
      وكل تغيير هو مصدر خوف للاول وأمل للثاني
      وترى الاغنياء يلودون ببعضهم أو يلومون بعضهم وقت المحن وكلما اقتربت
      ساعة التغيير وكل يبحث عما ينجو به
      اذن الاعنياء يعيشون الفقر والفقراء يعيشون الغنى والقادم مصدر قلق وأمل

    • زائر 3 | 10:40 م

      منذ ان فجرها أبا أحمد انتهت الملكيات في المنطقة

      حاولوا المقاومة ولكن لن تكون الملكيات موجودة بعد 50 سنة . حتى من باع دينه سيكون أول المناهضين لهذه الأنظمة عند انتفاء المصلحة ندعوا الأردن لتكوين تجمع فاتح الأردن للحفاظ على الملكية ويمكنهم الاستعانة ببعض المستقيلين من الفاتح جناح البحرين . - ستراوي

    • زائر 1 | 9:58 م

      جاهزون

      يامهدي يابن رسول الله الكل جاهز

    • زائر 8 زائر 1 | 12:35 ص

      هههههههه

      ضحكتني
      شدخل جاهزون

اقرأ ايضاً