نستمر في حواراتنا حتى تنتهي المسرحية وسط ضحك وتصفيق الأصدقاء، لتأتي المسرحية الثانية بعد يوم أو أسبوع وأحياناً شهر، وكان الجميع يشارك فيها تقريباً. وكان المسرح جزءاً من نشاطاتنا المشتركة وإن كانت مقتصرة على نوعية خاصة منهم.
أما النشاط الآخر، فكانت كرة القدم التي كان الجميع يعشقها ويمارسها بكل أنواع الكور والأمكنة والأفراد. وكان ولاؤنا موزعاً ما بين فريق المحرق وفريق البحرين، وظل هكذا حتى خرج إلى النور كأس الخليج الذي انتقل ولاؤنا له بحكم الانتماء والوطنية. عملنا بعض الفرق الصغيرة وكنا نجمع لها تبرعات من دكان جاسم الهيال، وقد ذهبت في إحدى المرات شخصياً لنجمع تبرعات لشراء كورة وبعدها شورتات وفانيلات موحدة اللون (بدون أسماء وأرقام بالطبع). وكنا وقتها نلبس أحذية اللعب القماشية والسوداء التي يشتريها لنا أهالينا، وأظن أن كل بحريني لبس هذه الأحذية المعروفة والمشهورة. كنا نشتري الكرة ثم الملابس، ومن الشخصيات التي كانت تدعمنا عبدالله الجودر صاحب المكتبة العصرية رحمه الله. وحاولت كثيراً مع والدي الذي كان دوماً يرفض من منطق «لا تعور راسي بهالخرابيط».
مع بدايات الستينات تطورت الكرة في الفريج حيث تم تأسيس فريق الأمطار واستأجرنا له مقر مقابل بيتنا في دكان تحول لبقالة بعد أن تركناه واستأجرنا دكاناً آخر في الفريج مقابل المسجد وكان إيجاره 50 روبية وقتها. وتم تحويل اسم الفريق إلى فريق القاهر، وكان الدكان محط تجمع كل الفريج تقريباً يقفون ويدردشون خارج بابه. كان الدكان صغيراً ولا يتحمل عدداً كبيراً من الأعضاء، والدكان أصبح مقراً لكل الفريج من أعضاء وغير أعضاء. وكنا نلعب مباريات ضد فرق في فرجان أخرى مقابل صندوق كوكاكولا أو مبلغ بسيط أو بسكويت. وقد تأسس الفريق من نقود الأعضاء وكان الاشتراك شهرياً ومن الاشتراكات اشترينا ما نحتاجه من كور وملابس ومتعة ولقاءات باقية حتى اليوم في ذاكرة كل الفريج. كانت الكرة قديماً متعة بريئة حتى مع كمية الإثارة المصاحبة معها من الفوز أو الخسارة لكنها كانت كنوع من القدر لكل الفريج. وأتذكر أن أغلبنا لعبوا مع فرق الأشبال للنوادي الكبيرة، فأنا لعبت مع البحرين لفترة قصيرة وكان يدربنا أستاذ شناف المدرب والرياضي القدير، ولعب إخوتي في نادي البحرين، كما لعب آخرون في نادي البحرين. وهذان الناديان هما منتهى الحلم لكل عاشقي كرة القدم في المحرق، حتى مع وجود نادي البسيتين والحالة لكن البحرين والمحرق هما الأساس.
إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل السعد"العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ
الله يرحمك يابوي