بدأت اليوم الأثنين (25 فبراير/ شباط 2013) أعمال المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية الذي يعقد خلال الفترة من 25 – 27 فبراير الجاري بالجزائر تحت رعاية رئيس الجمهورية الجزائرية عبدالعزيز بوتفليقه ويحمل عنوان "المقاولة وريادة الأعمال النسائية في العالم العربي: قيادة وتنمية".

وقد ألقت نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة وفد مملكة البحرين الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة كلمة في الجلسة الافتتاحية جاء فيها:

"بدايةً اسمحوا لي أن أنقل لكم تحيات قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وتمنياتها لأعمال هذا المؤتمر، وللجمهورية الجزائرية الشقيقة كل التوفيق والنجاح، مجددين الرغبة في دعم وتعزيز دور منظمة المرأة العربية وما تقوم به من أهداف نبيلة في سبيل تعزيز مركز المرأة العربية.

ولابد في هذه المناسبة من التأكيد على أن منظمة المرأة العربية أصبحت اليوم نموذجاً عملياً وواقعياً لتعزيز العمل العربي المشترك في كل ما يتعلق بشئون المرأة العربية، وذلك من خلال مساهمتها ومنذ نشأتها في تحقيق تضامن المرأة العربية، وعملت على تنمية الوعي بقضايا المرأة العربية في كافة الجوانب، وعززت من إمكانياتها وبناء قدراتها كفرد وكمواطنة على المساهمة بدور فعال في مؤسسات المجتمع، وكل ذلك جاء بفضل ما تنفذه من دراسات وبرامج ومشاريع هامة أوصلتنا إلى المزيد من تنسيق المواقف العربية المشتركة في الشأن العام العربي والدولي.

ونظراً لما يحمله هذا المؤتمر من عنوان هام وهو "المقاولة وريادة الأعمال النسائية في العالم العربي قيادة .. وتنمية"، تأتي أهمية لقاءنا اليوم باعتباره من المواضيع الحيوية التي لاقت إجماعاً من قبل جميع الدول الاعضاء بالمنظمة لطرح محاوره الهامة والتي بحق محط اهتمام دولنا جميعاً باعتبارها من أولويات استراتيجيات عمل آلياتنا الوطنية ضمن برامج ومشاريع التمكين الاقتصادي الموجهة للمرأة، ولما له من دور هام وأكيد في تحقيق الاستقرار الأسري، وبالتالي تعزيز دور المرأة لمشاركتها في الشأن العام.

وانطلاقاً من اهتمام مملكة البحرين لمجالات التمكين الاقتصادي، قمنا مؤخراً بتحديث الخطة الوطنية لاستراتيجية نهوض المرأة البحرينية وفق منهجيات علمية نتطلع من خلالها إلى قياس الأثر لسلسلة البرامج والمشاريع التي تضمنتها منظومة الخطط لهذه الاستراتيجية والتي لاقت المباركة الملكية السامية، حيث تسعى الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية للأعوام (2013-2022) من خلال أثر "استقرار الأسرة" الى استمرارية تأمين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للأسرة، وتعزيز سلامتها الصحية والنفسية في إطار الترابط العائلي، وتمكين المرأة اقتصادياً للاعتماد على ذاتها بما يحقق الأمان والحماية لجميع أفراد الأسرة لتحقيق رؤيتنا في شراكة متكافئة لبناء مجتمع تنافسي مستدام.

واسمحوا لي في عجالة عرض تجربتنا في المجلس الاعلى للمرأة بمملكة البحرين في اطار التمكين الاقتصادي للمرأة البحرينية، الذي صممت برامجه لتسهم في تسهيل دخول المرأة سوق العمل الحر والاستفادة من فرصه وتطويع تحدياته من خلال فتح آفاق الريادة والإبداع أمامه، وتمكينها من تنمية وإدارة رأس مالها.

كما يركز برنامج التمكين الاقتصادي على آليات الشراكة اللازمة لتوفير كافة الخدمات التي تستلزمها مثل هذه البرامج، سواء على صعيد توفير القروض وخدمات التمويل الميسر التي تقدمها البنوك التنموية المتخصصة في دعم المشاريع الصغيرة و المتناهية الصغر وتسعى الى تطويرها، حيث أصبحت المرأة البحرينية اليوم تمتلك ما يربو عن 40% من إجمالي السجلات التجارية، وبلغت نسبة ما تم صرفه لتمويل هذه المشاريع حوالي 12% من مجموع قيمة التمويل المقدم من البنوك التمويلية المصرفية كبنك البحرين للتنمية وبنك الاسرة وبنك الابداع بحسب احصائيات عام 2011، بالإضافة الى ذلك هناك القروض التنموية التي يقدمها بنك الإبداع للتمويل الميسر ضمن المحفظة المالية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، التي يبلغ سقفها مليوني دينار بحريني لدعم وتمويل النشاط التجاري للمرأة بالإضافة إلى ذلك كله، الجهود المبذولة على صعيد توفير الحاضنات الاقتصادية المتكاملة التي تقدم كافة الخدمات الإدارية، والاستثمارية، والتدريبية، والفنية التي تحتاج إليها المرأة للدخول في مجال ريادة الأعمال، وتمثل ذلك في إنشاء مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية (ريادات) الذي سيفتتح رسمياً خلال النصف الاول من العام الحالي بإذن الله.

وفي الختام، يشرفني ان انقل شكر قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الاعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الاميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة الى المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الاخت ودودة بدران وتقدير سموها لما قامت به من عمل جاد ودؤوب وفق منهجيه علمية مؤسسية كان له بالغ الاثر والدور الكبير في تأسيس عمل المنظمة وتطور اداءها ، فكل الشكر والتقدير للدكتورة ودودة والشكر موصول الى فريق عمل المنظمة متمنية لهم جميعا كل التوفيق والسداد، وارحب في الوقت ذاته بالأخت شيخة سيف الشامسي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية متمنية لها كل التوفيق والنجاح في مهمتها الجديدة لتستكمل مسيرة عمل منظمة المرأة العربية.

كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير الى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، مع تمنياتنا بأن نخرج بالفائدة المرجوة من هذا المؤتمر، وبتوصيات هامة من شأنها إدماج احتياجات المرأة في هذا الإطار إضافة إلى وضع استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لتمكين المرأة في هذا المجال الحيوي، كما ونشكر القائمين على هذا المؤتمر، وعلى رأسهم الوزيرة الأخت سعاد جاب الله وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والطاقم الذي يعمل معها على كرم الضيافة، وحسن التنظيم".

وخلال الجلسة الافتتاحية، تم "إطلاق مشروع ألـف – بـاء/ حقـوق المـرأة في التشريعـات العربية: المرأة العربية تسأل ومنظمة المرأة العربيـة تُجيب" وهو عبارة عن قاعدة بيانات الكترونية تتضمّن مجموعة واسعة ومرنة من الأسئلة المتداولة في مجالات قانونية معيّنة، وغيرها من المجالات التي يمكن أن ترد حولها أسئلة لاحقاً وتستهدف توعية المرأة وتمكينها من الناحية القانونية.

كما قامت الوفود المشاركة في المؤتمر بزيارة معرض نماذج لريادات الأعمال النسائية والاستماع لشروح في عين المكان.

بعدها بدأت الجلسة الأولى حول ريادة الأعمال في مجال الاستثمار الصناعي والتجاري حيث تم تقديم دراسة اختبارية حول القدرة والرغبة النسائية في ريادة الأعمال بالجزائر للأستاذة بن غبري ترمعون نورية، كما تم عرض تجربة بعنوان" خطوات حول الإبداع في المجال الصناعي لعزة القبيسي من دولة الإمارات العربية المتحدة ، كما عرضت زوينه بنت سعيد الكلباني من سلطنة عمان تجارب عمانية رائدة في تطوير الصناعات الحرفية، واختتمت الجلسة بورقة للأستاذة وهيبة بن دايخه من الجمهورية الجزائرية بعنوان "من الابتكار إلى المقاولة "ريادة الأعمال".

هذا ويشارك وفد مملكة البحرين في جلسات اليوم الثاني يوم غداً الثلاثاء حيث تتحدث الشيخة مي العتيبي في الجلسة الأولى حول ريادة الأعمال في مجال التربية والتعليم والإعلام، كما تشارك عائشة سالم مبارك في الجلسة الثالثة حول الأعمال الحرة النسائية بورقة بعنوان "ريادة الأعمال النسائية .. الواقع والتحديات – البحرين نموذجاً".

ويضم وفد مملكة البحرين برئاسة نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة كل من الامين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري ، و عضو مجلس الشورى عائشة سالم مبارك ، و الشيخة مي العتيبي رئيس مجلس إدارة مدرسة بيان النموذجية والرئيس التنفيذي لشركة مياسم للاستراتيجية الاتصالية، وفاطمة الكوهجي نائبة رئيسة جمعية سيدات الأعمال وممثل الجمعية بلجنة التعاون بالمجلس الأعلى للمرأة، و لينا فرج صاحبة وورك فورس قروب للاستشارات في الموارد البشرية وتطوير التنظيم الإداري، ومازن أنور رئيس قسم الشباب بالأمانة العامة للمجلس عضو اللجنة الاستشارية الدائمة للشباب.

ويشارك في هذا المؤتمر السيدات العربيات الأول أو من ينوب عنهن، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووفود من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، ومنظمات ولجان الأمم المتحدة المهتمة بالمرأة، كما تشارك وفود تمثل المنظمات غير الحكومية في الدول الأعضاء والمهتمة بالمرأة ووفود من المقاولات العربيات الشابات ومن صاحبات التجارب الرائدة في مجال ريادة الأعمال .

ويستعرض المؤتمر مختلف الأدبيات والمفاهيم النظرية التي تطرقت لنشأة ظاهرة ريادة الأعمال بشكل عام، وتجربة ممارسة المرأة للمقاولة بشكل خاص.

وتناقش جلسات المؤتمر خمسة محاور هي : ريادة الأعمال في مجال التربية والتعليم والإعلام، وريادة الأعمال في مجال الاستثمار الصناعي والتجاري، والأعمال الحرة النسائية، وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيات المتقدمة، إلى جانب ريادة الأعمال في مجال الخدمات الأخرى.

جدير بالذكر، أن منظمة المرأة العربية قد تأسست منذ العام 2002 وتهدف التنسيق المواقف العربية المشتركة لدى تناول قضايا المرأة في المحافل الإقليمية والدولية، وتنمية الوعي بقضايا المرأة العربية في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية، ودعم التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال النهوض بالمرأة، وإدماج قضايا المرأة ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة، لتقوم بدورها كشريك أساسي في بناء المجتمع.

وتضم المنظمة في عضويتها (16) دولة عربية وهي المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية، الجمهورية السورية، جمهورية السودان، جمهورية العراق، سلطنة عمان، دولة فلسطين، الجمهورية اللبنانية، ليبيا، جمهورية مصر العربية، المغرب، موريتانيا ، الجمهورية اليمنية.