العدد 3805 - الثلثاء 05 فبراير 2013م الموافق 24 ربيع الاول 1434هـ

النملة المجتهدة

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

كانت هناك نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمّة وسعادة، فتنتج وتنجز الكثير، ولما رآها الأسد (المسئول) تعمل بكفاءة متناهية من دون إشراف؛ قال لنفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة من دون أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟ وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً على أداء النملة، فكان أول قرار له هو وضع نظام للحضور والانصراف، وتوظيف سكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية.

ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة، فاشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر، وعيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.

كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء، قرر تغيير آلية العمل في القسم، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد من أجل راحة الموظفين، كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الموازنة.

وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل، وجد أنه من الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف، فعيّن البومة مستشاراً مالياً، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة 3 شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة.

هذه الحكاية الخيالية التي عنونت بـ «النملة المجتهدة» للكاتب الفرنسي لافونتين وترجمت بعدة لغات ونستعرضها لأخذ العبرة وليس استنقاصا لأشخاص معينين، تحكي الحقيقة التي تعاني منها بعض اتحاداتنا الوطنية والتفكير الذي تصاب به في طريقة تسييرها لمنظومة الاتحاد والمنتخبات التي تجد فيها كثيرا من الانحياز والأخطاء التي تَسير بالاتحاد أو المنتخب إلى الفشل.

منتخباتنا ككرة القدم مثلا، تختفي فيه بعض الأسماء المتميزة التي كانت تفيده وتعمل بجد وانضباط والجميع يشهد لها بذلك، إلا أنها بقدرة قادر غابت عن كأس الخليج وها هي تغيب عن بداية المشوار الآسيوي نحو أستراليا 2015 اليوم (الأربعاء)، والوضع لا يختلف تماما عما يحصل في بعض الاتحادات من إبعاد وإقصاء لأفضل الكوادر الفنية والإدارية.

الحكاية تستعرض أيضا خلافا للحديث السابق، رغبة كثير من المسئولين لدينا في تزعم أي إنجاز أو تطور يحدث، وبمجرد دخولهم ولنقص خبرتهم في المجال ذاته، يبدأ التطور في الانخفاض حتى يحدث الانحطاط، وهذا ليس بغريب في كثير من مؤسساتنا، التي تحتاج لدخول أبرز الكفاءات القادرة على تطوير العمل وزيادة الإنتاجية بدلا من وضع العراقيل والأفكار غير الصائبة التي من شأنها ابتعاد أو إقصاء أفضل الكفاءات، كما هو الحال مع «النملة المجتهدة».

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3805 - الثلثاء 05 فبراير 2013م الموافق 24 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:36 ص

      لا تطابق

      عفواً استاذنا الفاضل الحكاية لا تنطبق على موضوعك ولا موضوعك ينطبق على الوضع الحالي وتذمر اللاعبين أوغيابهم.

اقرأ ايضاً