«أم حمد» هي إحدى الشخصيات المؤثّرة في حياتي، وقد قمتُ بالاتصال بها فورَ علمي بوفاة والدتها، وكانت المعاناة تسبق صوتها المتحشرج، وقد ذرفت دموعها الحارّة عبر الهاتف على أمّها، فلقد كانت هي مثالها في الحياة وصديقتها في الشدّة قبل الفرح، وكانت هذه الأخت لا تفتأ تتكلّم عن أمّها وكأنّها قصّة في عالم غير عالمنا.
كانت أم حمد تتكلّم عن أمّها بفخرٍ وحبٍّ لا مثيل له – ومن منّا لا يتكلّم عن أمّه إلاّ بمعاني الإعجاب والتقدير - وعندما كبرت أمّها وأعياها المرض، تقاعدت من أجل المكوث بجانبها، فلطالما قامت أمّها وأمّهاتنا بتأجيل أمورهن الحياتية المهمّة من أجلنا، وحانت اللحظة لرد الجميل الذي لن نستطيع ردّه في يوم من الأيام.
وحيث إنّنا لا نعلم بمدى (غلاة) الأم إلاّ عندما نفارقها، فلقد وددتُ التحدّث عن الأم «ست الحبايب»، هذه الأم التي تعبت وشقت وعانت الأمرّين وعلّمتنا صنوف وفنون التعامل مع الحياة، دون أن تطلب منّا أو تطالبنا، وما نصنعه لها في حياتها إلا زيادة التعب والشقاء وقلّة الحيلة وعبء المسئولية، فنحن كبار ولكننا صغار عند حضنها، وعن نفسي لا أعتقد بأنّي كنتُ سأستطيع مواصلة حياتي بالطريقة التي أعيشها اليوم، لولا هذه الجميلة الحبيبة التي نسمّيها «حلوة اللبن».
«أمّي»... لا تحرموا أنفسكم من هذه الكلمة، فتكرارها كل يوم يصبح عادةً في بعض الأحيان، ولكن باستشعار معانيها سنجد طعم هذه الكلمة الرقيقة، هذه الكلمة التي إن توقّفنا عنها تعني أنّ أجمل ما في الحياة قد مات، وأروع ما لدى الانسان قد اختفى، فلنحرص على تكرارها واستشعار معناها والبر بصاحبتها.
في بعض الأحيان تشغلنا الحياة عن أمّهاتنا، فلا نجلس تلك الجلسة الطويلة معهن، ولا نتواصل بالكلام ولا بالضحكات، ونستكثر عليهنّ الكلمة الطيبة التي قد تجعل يومهّن سعادةً، وما نقول لهنّ إلاّ السلام عليكم ومع السلامة، وفي بعض الأحيان لا نقولها البتةّ، فنحرم أنفسنا متعة هذا الحضن الدافئ.
جلستُ مع أمّي قبل يومين، وأخذت ألاحظ ذلك الوجه الذابل المسن، الذي كبرَ مع الأيام، وتغيّرت معالمه، وتلمّست يدها الملساء الناعمة التي أصبحت مجعّدة، وتأمّلت الدنيا التي تدور، فحتّى أمي القوية التي ظننتها ستعيش العمر كلّه، هرمت يوماً بعد يوم، وباتت حتى هذه اللحظة عجوزاً تنتظرني كل يوم، وتسألني إن كنت تغدّيت أم تعشّيت أم لا.
أحبّكِ يا أمي، ومهما انشغلتُ عنكِ فلتعلمي بأنّكِ كنتِ ومازلتِ نجمتي المفضّلة، راقية وقويّة لا يهزّكِ من ألم الدنيا شيء، عودتني أنا وأخوتي أن نكون أحراراً مهما كانت الظروف، فإليك وإلى أم حمد وإلى أمّهات أهل البحرين أهدي هذه الكلمات. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3800 - الخميس 31 يناير 2013م الموافق 19 ربيع الاول 1434هـ
اللهم احفظ والدتي
نعم لقد ربتنا علي المبادئ وعدم الخوف الا من الله سبحانه وتعالي واحترام الكل مهما كبر ذلك الانسان او صغر مقامه أو مركزه اللهم احفظ والدتي وارزقها الصحة والعافية ثابت الشروقي
شكرًا للكاتبة
شكرًا للكاتبة الله يرحم أمهات الجميع ويرحم ام العزيزة وداد الحلواجي ( أم حمد ) الملاية ملكة بنت ملا عطيه رحمها الله
عسى الله يجعل جمعتك وجمعة جميع القراء مباركة
أمي.....أمي.... رحمك الله يا أمي. رحم الله والديك, كم نحن نفتقر إلى من يدكرنا بأمهاتنا, وكيفية رد الجميل لها. لعل الكثير منا ينسى أمه سواء كانت على قيد الحياة او توفاها الله الغفور الرحيم. فيا اخوتي في الله ليعلم الجميع أن من عنده أم فإن عنده الجنة. (محرقي/حايكي)
امي
من كان له اماً ويراها كل صباحا ومساء ،فلا يحق لهُ ان يحزن
نذكر مريم بان تنهي كل مقالاتها بالآتي:
تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!
تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (على قولة المعاودة)؟
وأيضاً
تذكير من وعد المتقاعدين بخبر زيادة الرواتب وقال قريباً جداً.
وتذكير من صال وجال على زيادة علاوة (...)
امي
ما اجمل ان نجلس مع أمهاتنا لان الجنة تحت اقدامهن وان نقبل يدهم وأرجلهم عسى ان ننال رضاهم فسلامٌ على امي في قعودها وقيامها ونومها وصلاتها وصيامها وسهرها وعبادتها بالليل والنهار وعلى الامهات الشريفات وسلامٌ الى بنت الشروقي من ولد الهدّار
شكرا
شكرا للكاتبة على هذا المقال الهادف عل وعسى تحرك بعض القلوب القاسية على والديهم وتذكرهم بهم في هذا اليوم المبارك فيصلوهم أحياءا كانو أم أموات.
ونعم الأم امك والله يطول عمرها وعمر أمهاتنا
فعلا انت حرة ووطنية وتحبي كل اهل البحرين من غير طائفية وأكيد للتربية دور في كل هذا
رحم الله والديك .. يوم جمعة ومباركة تذكيرينا بامهاتنا وعدم النسيان لزيارتهم
وما رضا الله الا برضا الوالدين
الجنة تحت اقدام الامهات
الام مدرسة اذا اعددتها .... اعددت شعب طيب الاعراقي
والحاث على الخير كفاعلة يا اختنا العزيزة مريم وشكرا لك على هذه التذكرة .
وجزاك الله الفا لف خير .