العدد 379 - الجمعة 19 سبتمبر 2003م الموافق 23 رجب 1424هـ

تكريم المناضل مرهون

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

أقامت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حفلا تكريميا للمناضل عبدالمجيد مرهون في إحدى قاعات نادي الخريجين حضره الشباب والمخضرمون من أعضاء جبهة التحرير الوطني.

وسجن مرهون أكثر من 22 عاما على خلفية تفجيره سيارة أحد مسئولي المخابرات في مرحلة ما قبل الاستقلال.

ومرهون يعتبر اليوم واحدا من أبرز الموسيقيين، إذ وضع مجموعة من السمفونيات الجميلة التي اعترفت بها معاهد موسيقية أوروبية.

وقد تحدث مرهون عن سيرته الذاتية خلال أمسية الاحتفال وذكر كيف استطاع تطوير قدراته الموسيقية خلال فترة سجنه على رغم كونه أصما ما يذكرك بالموسيقار العالمي بتهوفن.

ومما يجب لفت الانتباه إليه أن الحركات الوطنية في البحرين قامت لمقاومة الاحتلال البريطاني، وكان أيامها (في الستينات) عنصران بارزان يقومان بتعذيب المواطنين هما بوب الإنجليزي وأحمد محسن الأردني وقد تم التخلص منهما بواسطة تفجير سيارتيهما.

وما لفت الأنظار كثيرا أن المدة بين تفجير السيارتين كانت خمس دقائق فقط ما يكشف عن دقة العملية.

إن ذلك يكشف أمرا آخر هو أن الشعب البحريني شعب مسالم بطبيعته ولا يلجأ إلى العنف، ولو أراد فعل ذلك فيده ليست قصيرة عندما تفرض الظروف عليه ذلك... لكنه يعف عن الإتيان بهذه الأعمال بدليل أنه بعد ذلك لم تتم إراقة دم أي شخص آخر على رغم تحملهم أشكالا من التعذيب خلال مراحل اعتقالهم، ومرهون حوّل السجن إلى مدرسة وحوّل والدته إلى مناضلة رحمها الله، حتى أنها كانت بسبب فقرها تبيع «بعض أنواع التسالي مثل حب الرقي وحب الفساد وحبة الخضره»، وكانت تلف تلك الاشياء في منشورات ليقرأها الناس وعملت في المستشفى لتعيل أبناءها الصغار فيما بعد ما يذكرنا برواية «الأم» للروائي الروسي مكسيم جوركي.

ولو اتيحت لمرهون الفرصة - كما كان مقررا - للدراسة في موسكو لكان اليوم واحدا من أبرز الموسيقيين على المستوى العالمي للقيام بعملية تفجير سيارة أحمد محسن ثم انكشاف أمره والحكم عليه بالسجن المؤبد وهو فترة تصل إلى 52 سنة كان وراء بقائه في هذا المستوى.

وعندما ذكرت للأمانة والتاريخ أن المناضل عبدالمجيد مرهون صار ضحية اختيار خاطئ لأكثر من سبب - الأول لأن مجيد كان على وشك الذهاب لاستكمال دراسته العليا في الموسيقى في موسكو والثاني أن مجيد كان كثير الاحتكاك بالناس لعلاقاته الاجتماعية الطيبة مع الجميع - امتعض البعض على حد تعبير أحد الرفاق، لكن عبر التاريخ تَربّى العرب على منهج المديح منذ أيام خلفاء بني أمية والعباسيين بعدهم ومن أتوا على أنقاضهم، والعقلية العربية لم تتغير ولن تتغير كما يبدو سواء كانوا حكاما وسلاطين أوخلفاء أو مناضلين، وسواء كانوا في العصر الأموي أو في أي عصر فالعقلية العربية ترفض النقد وترفض قبول الملاحظات، هذا هو سبب تخلفنا، ذلك لأننا ننحدر من فخذ أبي جهل

العدد 379 - الجمعة 19 سبتمبر 2003م الموافق 23 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً