العدد 3788 - السبت 19 يناير 2013م الموافق 07 ربيع الاول 1434هـ

«بيانات» من المعتقل

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

صدرت في الأيام القليلة الماضية بيانات عدة من داخل المعتقل لعدد من النشطاء السياسيين وعلماء الدين، وكل تلك البيانات كانت تطالب بـ «حوار حقيقي وجاد» يخرج البلاد من أزمتها التي بلغت ذروتها في 14 فبراير 2011 ولاتزال قائمة تنتظر حلاً جريئاً يضع البحرين في مسارها الصحيح.

وكان من بينها بيان موقع باسم الشيخ عبدالجليل المقداد، والشيخ سعيد النوري، أكد فيه الاثنان أن السبيل الأمثل لعلاج الأزمة هو الحوار الحقيقي الجاد كما ورد ذلك عنهما ما نصه «نعتقد أن الحوار الحقيقي الجاد إذا تحققت ظروفه الموضوعية المناسبة يمثل السبيل الطبيعي الأمثل لعلاج الأزمة وتحقيق الحل السياسي الكريم المشرف».

كما تضمن بيان المقداد والنوري تأكيداً على السلمية، ودعوة صريحة للإصلاح الذي يحظى بالتوافق الشعبي، عندما أشارا بقولهما: «نعتقد أن مطلب الإصلاح الحقيقي المنبثق من الإرادة الشعبية يمثل الإطار العام الذي يمكن أن تتوحد حوله الكلمة وتتوجه إليه الأنظار، كما أن من المهم تكامل الجهود واحترامها من دون بخس لدور أية جهة احتجاجية أو سياسية أو حقوقية أو إعلامية».

وقد سبق بيان المقداد والنوري بيان آخر للحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة طرح فيه مبادرة عنونها بـ «مبادرة المدافعين عن حقوق الإنسان»، طالب فيها بـ «التنفيذ العاجل لتوصيات لجنة تقصي الحقائق ومجلس حقوق الإنسان عبر آليات مستقلة ومقبولة من مختلف الأطراف».

من خلال البيانات السابقة التي صدرت من شخصيات تقضي عقوبة بالسجن تصل إلى المؤبد، يتضح أن هناك مشتركات يمكن الاعتماد عليها كبوابة للحل، ومنفذاً للخروج من الأزمة المتفاقمة، ولعل أوسع هذه البوابات هي الحوار الجاد والحقيقي، وتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق ومجلس حقوق الإنسان، كما عبروا هم في أدبياتهم.

المنطق الذي اشتملت عليه بعض الأسطر للبيانات التي خرجت من خلف القضبان، لا تختلف كثيراً عن المنطق الذي تتحدث به عشرات إن لم تكن مئات البيانات التي صدرت عن الأمم المتحدة، والدول الكبرى، وغيرها، والتي كانت ولاتزال تدعو إلى «حوار حقيقي» إلا أن هذا الحوار على رغم مطالبة الجميع به لايزال مغيباً ولا أحد يعرف ما إذا كان هذا «الحوار» يقضي عقوبة السجن المؤبد كغيره، أم سيفرج عنه قريباً.

نحن في وضع لا يتحمل مزيداً من التأخير وإدارة الظهر لحل يضع الأمور في نصابها، وإذا كانت النية موجودة لأي حوار وإصلاح حقيقيين فإن المنافذ والأبواب لذلك متعددة وكثيرة، ولا تحتاج إلى من يدل عليها، ولكنها قد تضيق أو حتى تغلق إذا وضعنا أمامها المعوقات، والعقبات، وإذا أغلقت فإن الخسارة التي سيتكبدها الجميع كبيرة ومكلفة جداً، وحينها لن يحالف الانتصار أي طرف، فالجميع سيخسر أكثر مما خسر.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3788 - السبت 19 يناير 2013م الموافق 07 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:11 ص

      لا يريدون حوارا ....افهموا

      يريدون اضعاف الإرادات. فتكونوا في ضعف وهوان. احذروا. اصمدوا فان بعد العسر يسر

    • زائر 5 | 6:20 ص

      الظالم ساعة ظلم يدري اي كبيرة ارتكب

      دائما اي انسان اذا شعر بأنه ظالم ... ترى ذلك في تصرفه وحركاته وهذا لا يحتاج الى كثير عناء كي يكتشف ذلك منه . ولهذا تمثليات الحوار والدعوة للحوار وتحديد الأطر للحوار والارتقاء لمستوى الحوار والمقاربات من اجل التمهيد للحوار ... لقد أشبعنا هذه المادة الكثير من التلميح والدعوة الصريحة اليه مع من كان القرار بيده واتجه بركوب الصعبة منذ البدء فهو يعلم عواقبه ولهذا اخترع شيء اسمه الحوار كي يناور ويراوغ والا فالمسألة واضحة وضوع الشمس . ها نحن ننتظر ما عندنا شيء اصلا كي نخسره

    • زائر 4 | 2:55 ص

      albeem

      الي بيخسر الظالم اما المظلوم لا يخسر شيئ

    • زائر 3 | 12:45 ص

      للكاتب مع التحية

      (وكل تلك البيانات كانت تطالب بـ «حوار حقيقي وجاد» )
      هذه الجملة تحمل المغالطة وتفقد الصدقية، حيث انك اخترت ما يتماشى مع فكرة طرحك الشخصية ورؤيتك الخاصة، فشمل البيانات (كلها ) بصيغة الحوار الجاد معلومة مغايرة للواقع ولك في بيان المتهم الاول خير دليل على عدم الاشتراك في رويتك المطروحة!!!

    • زائر 2 | 12:38 ص

      حوار

      لقد اسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي
      فالشعب يريد حوار جاد
      والآخرون يريدون حوار مفصل على رغباتهم

    • زائر 1 | 10:43 م

      ##

      الشعب يملك الايمان بعدالة قضيته فلن يخسر شيئا .. وما النصر الا من عند الله .. نعم نحن مع الحوار ولكن حوار الاحرار وليس حوار العبيد .. ولا يمكن تسليم رقاب الاجيال القادمة ..لمقصلة النظام ... لتطول المدة .. الصبر مفتاح الفرج

اقرأ ايضاً