بعد سلسلة محاولات حيّة ومستميتة مع شركات اتصالات (ألو يا عرب)، تم الظفر بفرصة خيالية للاتصال بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

- أبو خالد؟ النهارده 15 يناير عيد ميلادك، واحشنا من سنين، كل سنة وأنت طيب يا زعيم.

- أهلاً أخي العربي... طمّنِونا عليكم، أيه أخبار الأمة العربية؟ متوحدين؟ كلمتكم وحدة؟ صف واحد؟

- العرب من بعدك عايشين على وقع سيناريو مسلسل شتات وضياع، يتهددهم خطر تصفية حساب مع العروبة والقومية، ليبيا لم تعد جماهيرية، عقيدها لم يعد معمّراً، سورية قلعة الصمود والتصدي ممزقة مستهدفة يتهدّدها خطر التقسيم. بلاد السود كانت سودان أصبحت سودانين، عراق المجد بات ساحة «عراك» لا منتهٍ، الصومال بلا (سياد بَرّي) بات بلا سيادة تُرى!

- وشعار العرب إيه الأيام دي؟

- شعارهم «ما أخذ بالقوة لا يسترد بالقوة»!

- إزّاي الأخ أبوعمار؟

- تعيش أنت يا ريّس. مات مهموم مغموم ومسموم!

- والأشقاء في فلسطين المحتلة... (خَلّوا السلاح صاحي)؟

- إخوانا الفلسطينيين متفككين بيشتغلوا على مشروع (مُصالحة) لسه (مو صالحة) بنودها للتطبيق، كل يوم والتاني رايحين على القاهرة، يمكن شرّبوهم ميّة النيل!

- ولسّه في لاجئين فلسطينيين؟

- يا خرابي يا ريّس على الأحوال والأهوال. اللجوء صار اعتيادي ضمن كِرَب بلاد العرب، كل يوم نسمع في لاجئين. لاجئين صوماليين، لاجئين لبنانيين، لا وفي مرة سمعنا لاجئين كويتيين وعراقيين، والأيام دي بنسمع عن لاجئين سوريين!

- إسرائيل خلاص اترمت في البحر؟ لسه (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف)؟

- إسرائيل بتتنفخ يوم ورا يوم يا ريّس، صار ليها سفارات ومكاتب قنصلية في الوطن العربي، و»أعلام نجمة داود» بترفرف في عواصم عربية!

- (وطني حبيبي الوطن الأكبر... يوم ورا يوم أمجاده بتكبر)؟

- أمجاده (بتصغر)... و(اندحاراته) مالية حياته!

- أخبار جيش العروبة المصري؟ بعده متسلح وصامد؟

- الجيش المصري طبيعي صامد، عم بيحاصر ميدان التحرير!

- يا خبر يا (اخوان)!.. وقوات الأمن والشرطة المصرية؟

- في اشتباكات كل يوم والتاني مع شباب مصر في عاصمتهم المقهورة!

- طيّب وقوات العروبة... القوات العربية الباسلة؟

- جيش العراق احتل الكويت، وجيش سوري خرج من لبنان، وطيران ومدرعات سورية شغلوها وغيّروا مسارها، وصارت مضطرة تقصف أطراف حماة ومشارف حمص ووسط دمشق!

- معليش... الخط مش واضح... قصدك تقول (تقصف تل أبيب)؟

- يا ريّس الخط واضح، خط العرب اللي مش واضح، متشوش ومشوّش عليه، والدنيا بقت بهدلة وذل، بدل ما نفرح بشمّ النسيم عيّشونا (ربيع عربي)!

- إيه اللي بيحصل يعني؟!

- القوات المصرية والقوات الليبية والقوات السورية (جمهوريتك العربية المتحدة) حرّكت وجهات مدافعها وجنّدت قواتها وهيأت ترساناتها وصارت مفرّغة لـ «حفظ الأمن الداخلي» ولـ «القضاء على عدو داخلي».

- مش فاهم... والعدو الخارجي؟

- غيّر الموضوع يا ريّس!

- والأخوة في اليمن؟

- مشغولين بتناحر داخلي وتفجر الأوضاع السياسية والقبلية، وأول إمبارح فجّروا خطوط نفط في مأرب. وقيادة اليمن ماعدش فيها حد.. لا (ناصر) ولا (صالح)!

- دي لازم عمايل ناس ليهم (مأرب) في اليمن وغير اليمن، دي أوضاع ما يتسكتش عليها خالص يا أخي العربي! طيب ما فيش أخبار كويسة عن مجد الأمة وتاريخها التليد؟

- العراق تهوّر فاحتل جارته، تحررت الجارة فصار العراق محتلاً، رحل المحتل عن العراق وبقيت آثاره مفقودة منهوبة وقطعه التاريخية مستباحة مبعثرة، وثائق وخزائن مراكز بحوث ودراسات البلاد العربية أضحت أهدافاً سهلة للحرق والتخريب. العقول النيرة إما مستهدفة أو مهاجرة، والعين الحاقدة اليوم مصوّبة على آثار سورية وحضارة تدمر التي عما قريب ستُباد وتُدَمّر!

- يا خبر.. ربنا يستر.. كل ده بيحصل؟ طيب والشعوب العربية؟

- شعوب بتدوّر عليك يا ريّس، كلهم محتاجينك يا ناصر الأمة، (عرب اليوم) شعوب أريد لها أن تكون مشغولة ومنشغلة ومتشاغلة بقضايا تُفرّق ولا تجمع، تشتت، ضياع، انحدار، اندحار، تناحر، تردي، مجازر، فتن، اقتتال، استهداف!

- ومين اللي بيمشّي أمور العرب وقضاياهم؟

- رب البيت...

- ما تكمّل... (البيت الأسود)

- (الأبيض)!

- والجامعة العربية فين؟

- الجامعة يا ريّس من سنة 1945 لغاية النهار ده وهي بتحاول جمع العرب ولملمتهم، بس دولها الأعضاء زادوا بلد (جنوب السودان)، يعني صاروا 23 دولة عربية!

- هو إنتو ناقصين؟ شكلهم بيرسموا ليكم (شرق أوسط جديد)!

- معليش يا ريس.. الخط مش واضح!

- مش واضح؟! يا جماعة حرام عليكم اللي بيحصل ده... يلا نقفل السكة.. بلاش وجع قلب.. ربنا يعينكم!