ليسمح لي القراء الأعزاء بتناول الموضوع لأنني أتفهم جيداً، أن مفردة «الحوار» أصبحت تثير الأعصاب لدى الكثيرين ممن كانوا ينتظرونه، لترددها كثيراً في الإعلام الرسمي وغير الرسمي (التواصل الاجتماعي)، والصحف المتلونة بمقتضى المصلحة، والبيانات الصحافية بحسب وتيرة الأحداث، فمرةً حوار، وأخرى تفاهمات، وتليها مفاوضات، حتى أصبح المواطن يصيبه الاكتئاب عند سماعها، ولاسيما عندما تلعب بعض الوزارات بالتصريحات، من اتهام المعارضة لدعوات الحوار بالفهم المغلوط، وبعد يومين الباب مفتوح للحوار. وكما يبدو أصبحت هذه المفردة كالسراب الذي نسمع عنه ولا نلمسه منذ نشأة الخليقة.
لا أعتقد أننا نحتاج لكل هذه المدة للبدء في التمهيد والدخول للحوار والنقاش في محاوره، وهذا يذكرنا بتعليق أحدهم بالقول إنه يجب استئصال المؤججين وذوي المصالح ممن يصبون الزيت على النار من الساحة فوراً، إذا ما أردنا حواراً ناجعاً.
كثير من أبناء الشعب سئموا من سماع هذه المفردة التي تتردد كالشوكة الرنانة في آذان وحناجر وألسنة الشعب، حتى أصبح كثيرون لا يطيقون سماعها أو الحديث عنها، والسبب واضح وجلي، بأنه ليست هناك مقومات أو بوادر أمل في تحقيقها، كون الوضع القائم غير مهيأ، بسبب التعاطي الأمني المتواصل على الأرض وكتم الحريات وعدم اتخاذ بوادر إيجابية كإطلاق سراح السجناء وتغيير السلوك الأمني تجاه الشعب، ورفع نقاط التفتيش من الشوارع وغيرها من إجراءات يمكن أن تصب في بوتقة إرجاع الثقة كبداية، لإقناع الناس بالحوار. وهذا لن يتأتى إلا بطرح مشروع وطني جدي من أعلى السلطات.
إن الشعب لن ينال ما يرتضيه من إصلاح تحت طاولة حوار أو تفاوض في ظل سياسيين من ذوي المصالح الخاصة ومحترفي الاحتيال وجهابذة النفاق، الذين يروّجون لما يجري، والوقوف ضد أي تقدم للحوار، وذلك لسبب جلي وملموس، بأن هؤلاء لا يودون أن يفقدوا مزاياهم التي استولوا عليها في فترة الفزعة وتحويش المناصب على طبق من ذهب.
من خلال التجارب القديمة والحديثة، من يمجّد ويشكر ويمدح الأنظمة، ليس حباً وولاء للوطن كما يدعون، وإنما بهدف العطايا والمن والسلوى، وابتغاء المناصب والمزايا، وبذلك فهم دائماً ما يعملون ضد مصالح الناس.
هذا التوصيف للحوار ليس تحليلاً سياسياً عبثياً، وإنّما جاء نتيجة المماحكات والمحاورات والمحاولات المتعددة للوصول إلى هذا السراب الذي ظمأ الشعب وجفّ ريقه وهو ينتظر هذا الجنين، وخوفنا مِن أن يولد ناقصاً.
لقد بات الحوار، لا مناص منه، فلنتقدم نحوه بخطى حثيثة وثقة وعزيمة وجدية، اليوم قبل الغد، لاحتواء المفتنين من جهة، وتقليل الخسائر المترتبة من الوضع الراهن وعدم زيادة اتساع الهوة من جهة ثانية.
في النهاية، حينما يُولد ويُفرض الحوار، سنرى الرافضين له هم أول من يتغنّون ويغردون بفوائده والإشادة به كسياسة حكيم.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3763 - الثلثاء 25 ديسمبر 2012م الموافق 12 صفر 1434هـ
القشة التي قصمت ظهر البعير
الكل منا يتمنى أن يكون هناك حوار جاد يخرجنا مما نحن فيه, إلا أن هناك من يعارض إجراء الحوار ليس حبا في البحرين, ولكن خوفا على خسارة ما يحصلون عليه. ولأمثال هؤلاء نقول: موتوا بغيظكم. (محرقي/حايكي)
الحوار لن يحصل
أمريكا ما قالت للسلطة روحوا للحوار بس .. هي لعبة براجماتية تقول امريكا وكأنها تقول للقيادة أحنا مشغولين بقضايا أكثر سخونة في سوريا ، مصر ، العراق ، اليمن ، قضايا داخل امريكا ، أوربا وارتفاع الدين العام والبطالة ، وأخيرا أمن أسرائيل فهل أمريكا ناقصة !؟ المهم توعز الماما أمريكا .. الى الانظمة بأن العبوا على التسويف والوقت بتصريح عن حوار قادم وتقدم ملموس .. وتكلل بالنجاح .. حتى نخلص من وجع الرأس في مصر وتونس وسوريا .. المهم الكعكات الكبيرة بعدين انتوا .. وانتوا شنو شعره بيضة في كبش أسود .
صدقت
وكأنك تقول عن المطبلين "على دق الطبل ترقص المجنونة"
شكرا للكاتب
يولد ناقصاً
الجنين لن يولد نافصاً بل ميتاً لان هناك من لايريد خير بالبلاد والعباد
بسنا فلوس يا حسين وبسنا كلمة حوار فقد اصبحت كلمة مكروهة
ارى انها اضاعة وقت ان يكتب احد مقالا عن موضوع هو في خانة المنتهي لدى السلطة يحاورون من؟
الا ترون حوارهم الأمني في الساحة هذا هو الرد لديهم ولا بديل
صحيح وأصدقت القول
من أسمع بالحوار تلوع جبدي لانه كله هرار ولعب سياسة ونفاق
شكرا لكاتب المقال
عشت يا حر سترة
انت فعلا من الأحرار وشكرا على المقال القيم والتوصيف الممتاز