قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم: «إن الحل لمشكلة البحرين هو الإصلاح، الذي يعد ضرورياً، ولن يتنازل عنه الشعب»، معتبراً أن «بقاء البحرين لا إصلاح يعني استمراراً للمشكلة الموجودة فيها».
وأوضح قاسم، في خطبته أمس الجمعة (21 ديسمبر/ كانون الأول 2012) أن «الوطن بلا إصلاح يعني أن مشكلته بلا حل، الشعب يدرك ذلك، الخارج يدرك ذلك، الحكومة نفسها تدرك ذلك، إذاً هل تنتظر السلطة أن تتغير المعادلة مما يعفيها من الإصلاح؟».
وأكد أن «الإصلاح ضروري في ظل أي معادلة جديدة فرضت، إلا أن يراد شر الوطن وخسارته، ثم إن على الحكومة ألا تنتظر من إنسان هذا الوطن أن يتنازل عن حريته وحقوقه وكرامته، وأي شيء من دينه أو ينسى ما تتطلبه مصلحة وطنه التي لا انحفاظ لها من دون إصلاح وإصلاح جدي وصادق».
وأضاف أن على الحكومات وظيفة «البناء لا الهدم، والإعمار لا التخريب، والإصلاح لا الإفساد». وتحت عنوان «البحرين بخير»، يذكر قاسم أن «هكذا يقول فريقان متقابلان في البحرين، وكل يقول هذا من وجهة نظره ومن الزاوية التي تتوافق مع توجهه وما يريد، فريق من الحكومة والموالاة يقول: آلت الأمور إلى خير، وذهب السوء، وتقشعت المشكلة».
وتساءل: «لماذا؟ هل لأن البلد خرجت من أزمتها بلا رجعة؟ لأن الوضع قد تصحح؟ لأن الظلم تبدّل عدلاً؟ لأن الفساد انقلب إلى صلاح؟ لأن الأمور سويت بين الحكومة والمعارضة بما يعطي للوطن فرصة الاستقرار والانتعاش؟ لأن الدستور محل النزاع قد حسم أمره بما نال موافقة الشعب؟ لأن الناس قد تمت لهم القناعة بالعدل المثالي للحكومة؟ لأن كل الملفات محل الصراع انتهى أمرها إلى الأخذ بالحق والعدل؛ فانتهى بذلك كل خلاف؟».
وأجاب على تلك التساؤلات بالقول: «لا شيء من ذلك على الإطلاق كما تنطق الأرض ويشهد الواقع، إذاً لماذا؟ لا يدرى، لا نجد من واقع إلا أن السجون قد امتلأت، والإجراءات المتشددة في استمرار إن لم تكن في تصاعد، وعدد الشهداء قد ارتفع، ولا واحد من الملفات التي تقف وراء الأزمة وتفاقمها قد حل، وقد جدّ سحب جنسيات لعدد من المواطنين، وزاد التضييق على الشعائر الدينية وحرية التعبير، واُستدعي عدد كبير من العلماء وخطباء المنبر الحسيني، وكل ذلك زاد من السخط العام ووسع الهوّة بين طرفي الصراع في ساحة الوطن».
وتابع «قد يقول البعض: لا بأس بكل ذلك إذا أعطى النتيجة المطلوبة وأوصل إلى الغاية المهمة. وما هي؟ هي أن تصمت الدعوة إلى التغيير والإصلاح، أن تندحر المعارضة، أن يسكت الناس على الظلم، أن يبقى ما كان على ما كان، أن يُقهر صوت الحرية، ألا يطالب أحد بحق، أن يصبر الناس على التهميش والحرمان والتمييز ولو عن قهر وتحت ضغط عالٍ».
وواصل قاسم «الجواب أن الصوت المطالب بالحق والتغيير والإصلاح والحرية لم يصمت، لم يخفت، لم يتوارَ، لم يتراجع، لم يخف، وأن كلما زاد البطش والتنكيل والقسوة في وجهه زاد ارتفاعاً واتسع دائرة وعظم إصراراً وعناداً».
وأشار إلى أن «المعارضة تدرك جيداً أن الأزمة قائمة، وأن الوضع متعب، والوطن متضرر، والخسائر متلاحقة، وكل ذلك مؤلم لمن له غيرة دينية وإنسانية ووطنية ويحمل تقديراً للإنسان والثروة ولقيمة الأمن الاستقرار».
وقال: «على الرغم من كل ذلك البحرين بخير؛ بلحاظ ما عليه إنسانها اليوم من التهاب وعي، ويقظة ضمير، وفهم دين، وصحة رؤية، ومتانة انتماء للإسلام، وتمسك بالحرية، وإيمان بالتغيير والإصلاح، وسلامة نية، وحب للخير، وحرص على الأخوة الإسلامية والوطنية، واحترام لإنسانية الإنسان، وعزم وتصميم وروح عطاء وفداء بلا تهور، ولا غرور، ولا سفه، ولا عدوانية، ولا شهوة انتقام، ولا ميل للعنف والإرهاب وحالات الانفلات البعيد عن قيم الدين وعن العقل والحكمة والرشد والنظر البعيد».
وفي خطبته، استذكر قاسم المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري، الذي مضت على رحيله 6 أعوام، وقال: «هنا أبا جميل شعب لا ينساك، ومعاناته تزيده ذكراً جميلاً لك، وإحساساً عميقاً بالحاجة إلى دورك، شعب يحبك ويكبرك، وتزيده المحنة حباً وإكباراً لك بما تثيره من ذكر وفائك، وإخلاصك، وتضحيتك، وجهادك، وصمودك، وبسالتك».
وأضاف «شعب يستلهم الدروس المربية منك، ويرى في كل يوم من أيام ذكراك حافزاً يدفع به على طريق المطالبة بالإصلاح والحرية والكرامة».
القطان: الأوقاف الخيرية
دعامة كبرى للنهوض بالمجتمع
من جهة أخرى، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إن الأوقاف الخيرية دعامة من الدعامات الكبرى للنهوض بالمجتمع، ورعاية أفراده، وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية، مشيراً إلى أن «بالأوقاف تبنى مصحّات ومستشفيات، يراعى فيها أحوال الفقراء وذوي الدخول المتدنية، تشاد بها دور وملاجئ وأربطة تحفظ اليتامى، وتؤوي الأرامل، وتقي الأحداث مصارع الضياع، نُزلٌ وفنادق تؤوي المنقطعين والمحتاجين من الغرباء وأبناء السبيل، مؤسسات إغاثية ترعى المنكوبين من المسلمين في كل مكان، صناديق وأوقاف لإعانة المعسرين وتسديد ديون المنقطعين».
وذكر القطان، في خطبته، أمس الجمعة (21 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، أن «الأوقاف تقام عليها مدارس وجامعات وعلوم وأبحاث، ذوو اليَسَارِ والغِنَى، يمدون الهيئات والمؤسسات والصناديق الوقفية بأموالهم، والخبراء المتخصصون والمتفرغون الموثوقون يديرون هذه المؤسسات والصناديق بشروط دقيقة، وأنظمة شاملة على ما يقتضيه الشرع المطّهر».
ونوّه القطان بالوقف الذي خصصه جلالة الملك باسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، لرعاية الطلبة المحتاجين للدراسة الجامعية والدراسات العليا وهو أول وقف موحد في البحرين يخدم جميع المواطنين من دون تفريق بين الأديان والمذاهب والثقافات.
وفي سياق خطبته، أوضح أنه «عن طريق الوقف انتشر في العالم الإسلامي المدارس والمكتبات والأربطة وحِلَق العلم والتأليف، وتحسنت بدعمها الأحوال الصحية للمسلمين، وازدهر علم الطب، وأنشئت المستشفيات، إضافة إلى دَورها في دعم الحركة التجارية، والنهضة الزراعية والصناعية، وتوفير البنية الأساسية من طرق وقناطر وجسور، ناهيك عن تحقيق التكافل الاجتماعي، والترابط الأسري، وبناء المساكن للضعفاء ومساعدة المحتاجين، وتزويج الشباب غير القادرين، ورعاية المعوقين والمقعدين والعجَزة، وبناء القبور، وتجهيز لوازم التغسيل والتكفين للموتى».
وحذّر القطان «مما يفعله بعض الواقفين من المقاصد السيئة الذين يجعلون من الوقف ذريعةً لحرمان بعض الذرية، فيحرِمون البنات، أو يجعلون القسمة ضيزى بين الذكور والإناث. أما نُظَّار الأوقاف والمتولُّون عليها فقد سلَّطهم الله على هذه الأوقاف ومكَّنهم منها، فليتقوا الله فيما عَهُد إليهم وما ائتمنوا عليه من أموال المسلمين، والحذرَ الحذرَ مِن التساهل فيها مهما كانت المسوِّغات والتبريرات».
وخاطب القطان نظراء الأوقاف بالقول: «يا نظراء الأوقاف! إن في أعناقكم صِغاراً وقُصَّاراً، وعجزة وأرامل، لا يحسنون التصرف في الأموال، ولا يقدرون على الإحسان بالأعمال، بل لعلهم لا يعرفون ما الذي لهم، إن في أماناتكم فقراء في أشد الحاجة إلى سد العَوَز»، مطالباً في الوقت ذاته قضاة المسلمين بأن «يولوا الأوقاف مزيد العناية في أهلها ومستحقيها وأصولها ونُظَّارها ومتوليها». ولفت إلى أن «الوقف ليس محصوراً ولا مقصوراً على الفقراء والمساكين كما يظن البعض، ويظن أنه أعظم أجراً من غيره، ولكنه أوسع من ذلك وأشمل، لقد كان للوقف أثرٌ عظيمٌ في نشر الدين، وحمل رسالة الإسلام، ونشاط المدارس، والحركة العلمية في أقطار المسلمين وأقاليمهم في حركة منقطعة النظير غير متأثرة بالأحداث السياسية، والتقلبات الاجتماعية، توفر للمسلمين نتاجاً علمياً ضخماً، وتراثاً إسلامياً خالداً، وفحولاً من العلماء برزوا في تاريخ الإسلام، بل في تاريخ العالم كله».
وأكد أن «الوقف فيه تحقيق مصالح للأمة، وتوفير لكثير من احتياجاتها، ودعم لتطورها ورقيها وصناعة حضارتها، إنه يوفر الدعم المادي للمشروعات الإنمائية، والأبحاث العلمية، إنه يمتد ليشمل كثيراً من الميادين والمشروعات التي تخدم في مجالات واسعة، وميادين متعددة ومتجددة».
العدد 3759 - الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 07 صفر 1434هـ
الرد على خطاب عيسى قاسم
لاحل في مشكلة البحرين سوا الاستنكار من ونبذ العنف والقتل وتعريض حياة المواطنين للخطر من قبل المخربين الارهابين لم ارى او اسمع احد من وعلى رأسهم عيسى قاسم يدينها الى اصغرهم يقول ندين الارهاب اوقفوا التفجير والقتل وقطع الطرق وحرق الاطارات واغلاق الشوارع وقطع ارزاق الناس والمسلمين والاعتداء على الطائفه الاخرى او من يقف ضدهم اذا كنت جاد وصادق يا عسى قاسم اصعد فوق المنبر وقلها بلسانك لا للارهاب وتخريب والحرق في هذال الوطن بدل ان السكوت عنها وانت تعلم الساكت عن الحق شيطان اخرس
إلدين المعإمله
نحن مسلمون وفي الاسلام لايوجد فصل بين الدين والسياسه
الدين السياسة
حفظك الله شيخنا كفيت ووفيت ولنت نبراس هذه الأمة فالى الأمام والله ناصرك ومعينك
انا برأي لا حل لمشكلة البحرين الى بفصل دين عن سياسة
انا برأي لا حل لمشكلة البحرين الى بفصل دين عن سياسة
و وضع دستور علماني بمتياز ليساوي كل افراد شعب تحت مظلة القانون
و حفظ الدين في اطار المسجد فقط و الحديث بامور الدين فقط و محاسبة اي رجل دين يتحدث بامور السياسه
و هذه النظام كل بلدان العالم المتقدم تستخدمه .