من المؤلم أن يصبح شعب غريباً في بلده، ويُعامَل وكأنه ليس أصل هذا البلد، ويُبعد عنوةً عن صنع القرار، ويتعرض للمضايقات وإجراءات الإقصاء والتمييز ليل نهار، من قبل ثلة وِشاة جشعة طامعة لا تمثل أحداً شعبياً غير نفسها ومصالحها. استغلت أزمة البلد لتضع لها بصمة سياسية وموضع قدم على الأرض، فكانت تستخدم بعض الافتراءات والدجل والأكاذيب لتمرير ما تصبو إليه من مخططات تغيّر تركيبة الوطن.
كل اللوم ينصب على مَن أعطى لهم الفرصة من سياسيي الفزعة، وبعض الفئات ممن غُرِّر بهم ليعادوا شركاءهم وإخوانهم وجيرانهم تغليباً للمصالح الشخصية الضيقة.
حقيقة، ونقولها بالفم الملآن، إن الانتهاكات التي تعرض لها هذا الشعب العظيم، لا تتفق مع أخلاقه وطيبته ومعدنه الأصلي التي يشيد بها إخواننا العرب والخليجيون قبل أبنائه، والذي يعتبر قدوةً في الأصالة والمعاملة الأخوية، ومثلاً في الأخلاق السمحة لكل الشعوب في المنطقة.
لِيَعلم كل من حاول إلصاق التهم جزافاً ضد أبناء هذا الشعب، من الكتبة أو السياسيين الانتهازيين طمعاً في الوصول إلى المناصب من الذين يفتقرون للقاعدة الشعبية، وبعض رجال الدين، كتخوينهم بانتماءاتهم الخارجية، قد فشلوا فشلاً ذريعاً، وخسروا مصداقيتهم لدى الرأي العام، حيث سيحاسبهم عند اتضاح الحقائق، وعند أي استحقاقات مقبلة، لمشاركتهم في الإضرار بالشعب والوطن، والتنكيل بالمواطن بسبب موقف سياسي أو رأي.
إن هؤلاء أسهموا في هدم كيان المجتمع وسخَّروا سموم أقلامهم للفتن وإشاعة الكراهية بين مكونات المجتمع، مع انقسام الشعب إلى ثلاث فئات إبان الأحداث المؤسفة، فمنهم من تكاتف مع الشعب في مطالبه، وآخر لزم الصمت لأسباب نعيها ومقدرين لموقفهم وخصوصيتهم، ولكن المصيبة تكمن في هذه الثلة القليلة، التي أوغلت في التشهير وتلفيق التهم للآخرين، وتسعير الفئة الصامتة ضدهم بالكذب والمكر السياسي، إضافة إلى الطارئين، الذين أمعنوا في النيل منه بأيديهم وكتاباتهم التحريضية.
إن من المؤسف أن هذه الفئات المستفيدة من الأزمة، ما فتئت تصر على تفتيت المجتمع وتقويضه، وتحرّض فئات على أخرى، رغم أن الكثيرين ممن غرروا بهم عرفوا ألاعيبهم، ولن يسمحوا لهم بسرقة عقولهم مرةً أخرى، بعدما تم مراجعة وتحليل الوضع السياسي واتضحت صورهم ومخططاتهم للجميع.
إن أحد الاستحقاقات الضرورية ليعم الأمن للجميع، احترام الحقوق الأساسية للناس، والالتزام التام بحقوق الإنسان.
ختاماً، لا زلنا لا نستوعب كيف يضر المسلم بأخيه المسلم؟ ويعرف مصيره مِن فِعل ذلك من حياة زائلة ودنيا فانية. اتقِ الله في شعبك ووطنك فأنت غير مخلّد.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3749 - الثلثاء 11 ديسمبر 2012م الموافق 27 محرم 1434هـ
كلامك في محله
مقال اكثر من رائع. يحكي واقع البلد والشعب المغلوب على امره. ارفعوا يد الظلم عنه. شعب البحرين الطيب ما يستاهل كل هذا
حقيقه
مع الأسف وكل الأسف أن يتحول الشعب الاصيل الذي بني هذا الوطن الى تهميش وتخوين وحرمان حتى من أبسط حقوقه وهو العمل والتعليم وغيرها .
لقد نظم حتى الاطفال القوافي ..
حتى الاطفال تعلمت وتثقفت وعرفت من هو عدوها ..
أحبكككككككككككككككككككككككك يا وطنى
نعم سبحان الله القلم وما يسطرون نعمه العقل المواطنه والأخوة فوق كل الأعتبارات نختلف فى السياسة ونختلف فى بعض الأمور الدينيه ولكن نجتمع مع كلمه الحق الكدب وشهاده الزور من الكبائر يا حضرات النواب انتم راحلون الساعه اوبعض الساعه لستم بمخلدين اتقوا الله فى شعوبكم وانفسكم وتسلم يداك يا سيدى على هادا المقال الأكثر من رائع
في الصميم وتسلم ابو يوسف
عشت يا ولد الطيبين
حقيقة، ونقولها بالفم الملآن، إن الانتهاكات التي تعرض لها هذا الشعب العظيم، لا تتفق مع أخلاقه وطيبته ومعدنه الأصلي التي يشيد بها إخواننا العرب والخليجيون قبل أبنائه، والذي يعتبر قدوةً في الأصالة والمعاملة الأخوية، ومثلاً في الأخلاق السمحة لكل الشعوب في المنطقة
شرفتنا يا الستراوي
ستراوي
من ورائهم
فعلاً هناك علامات استفهام كبيرة حول ما يقومون بِه ،، ولكن السؤال المحير ايضاً من ورائهم !!
من يضربنا ومن يوجه لنا الطعنات الواحدة تلو الاخرى ونحن صابرون على الأذى
ما اعظمك يا شعب البحرين اقولها بدون مجاملة تحمّل الظيم والضلايم من اناس كان يعدهم له اخوة في الوطن ولكنهم في النائبات نوائب
لا يعون ماذا يفعلون
لا زلنا لا نستوعب كيف يضر المسلم بأخيه المسلم؟ ويعرف مصيره مِن فِعل ذلك من حياة زائلة ودنيا فانية. اتقِ الله في شعبك ووطنك فأنت غير مخلّد.
شكرا لكم على الخاتمة الجميلة
المصلي
مقال رائع حيث وضع النقاط على الحروف وكشف للداني والقاصي بأن هذا المكون الأصيل لهذا الشعب قد اقصي وابعد عن اتخاد القرار ومن عدة عقود مضت ومورست ضده الطائفية المقيته وبحرفنه قل نظيرها مما سبب للوطن التشظي والذي نراه اليوم وغدا حتى تفيق الجهات الرسمية مرة اخرى وتقلب معادلاتها الخاطئه بمعادلات عقلانيه تعطي كل ذي حق حقه بدون طائفية اواقصاء اوتهميش اوتمييز لكائن من مكونات هذا الوطن الغالي هذا اذا ارادوا للوطن التقدم والأزدهار أما اغماض الأعين عن حقوق الناس والتعاطي بالغلبة والقوة فلم يجدي نفع بعد اليو
صح السانك
هذا ما اشعر به وانا في وطني
موضوع ممتاز دكتور
تسلم ايديك وقلمك الحر .
ستراوي