لم أكن أتوقع أنني سأكون ضمن وفد طبي يتجه إلى غزة إبان العدوان عليها هذه المرة، على رغم أنني تمنيت الذهاب منذ أن بدأ القصف وسقط الجريح الأول لألبي نداء الواجب المهني والإنساني، لكن الأمور سارت بعكس توقعاتي، لتحقق أمنيتي بالذهاب إلى أرض العزة والنضال.
مرّ الوقت سريعاً مذ أعلنتُ رغبتي في الذهاب وحتى اليوم الذي سافرتُ فيه وزميلي عارف رجب لنلتحق بالصديق نبيل تمام الذي سبقنا إلى القاهرة، ولنسافر في اليوم التالي إلى غزة ونحن لا نعلم هل سندخلها أم سنعود بخفي حُنَيْن.
الأمر كان أشبه بمغامرة، إن نجحت ستحقق أمنية غالية جداً على قلبي، وإن فشلت ستسبب ضياع وقت وأمل طالما داعب وجداني.
كان الطريق إلى غزة طويلاً ومليئاً بمحطات الانتظار والترقب، لكن فكرة أننا ذاهبون إلى أرض طالما علمتنا معنى الصمود والمقاومة خففت من هذه المشاعر كثيراً، إضافةً إلى الدور الجميل الذي لعبته الصحبة الجميلة مع رفقاء الطريق والتي افتقدنا خلالها زميلنا الطبيب الاستشاري المعتقل علي العكري، الذي كنا نتذكره في كل المحطات التي مررنا بها؛ فقد كان وزميله تمّام أول فوج بحريني يصل إلى غزة خلال حرب العام 2008، فهذه الصحبة قد ساهمت في إزالة أي شعور سلبي.
أن تذهب إلى دولة يعاني أهلها الجراح والألم والمرض، وبيدك جزء من التخفيف من معاناتها وأنت لا تعلم هل سيسمح لقدميك بوطء أرضها أم أنك ستعود لأن سفارة بلادك لم تتعاون في منحك الترخيص للذهاب، لهو أمرٌ يحدّ من استمتاعك بلحظات الاقتراب من الهدف، ويجعلك في قلق لا ينتهي إلا بمعرفة الحدث التالي.
كان الحدث التالي الذي ينتظرنا هو وقوفنا بالقرب من الحدود الفلسطينية، حيث معبر رفح الذي عبرتُه في المرة الأولى قبل ثلاثة أعوام أو يزيد. نعم، إنه المعبر، وها هو وزير الشئون الاجتماعية ينتظر انتهاءنا من الإجراءات للدخول إلى أرض غزة.
كان لوقع دخولنا هذه الأراضي طعم الزيتون وعبق سنابل السلام الذي يحلم به أهل أراضينا المحتلة، مشاعر مختلطة تتسابق في مداعبة نبضات قلوبنا ونحن نرى الحدود الفلسطينية التي لا تفصلنا عنها إلا بضع دقائق للعبور، وسنوات احتلال منعتنا الدخول إليها طوال سنوات غيابنا، وقليل من الرهبة وكثير من السعادة: تُرى هل ينتظرنا الكثير من الجرحى لنخفف من آلامهم؟ هل سنعود إلى أرض بحريننا مجدّداً بعد هذه الرحلة قبل أن يخرق العدو الصهيوني الهدنة وتعود الحرب فلا نستطيع العودة لغلق المعبر أو لاستشهادنا في الغارات؟ هل نعود لنرى كل من نحب في وطننا؟ هل سنرى دماراً مؤلماً في أراضي غزة ومبانيها؟
كان الجسر الذي يفصل غزة الشمالية عن الجنوبية إجابة لأحد الأسئلة؛ إذ استهدفته قوات العدو وتسببت في تدميره فاضطررنا لتغيير الطريق لنصل إلى وجهتنا، أما باقي الأسئلة فقد حصلنا على إجاباتها في الساعات التالية لدخول فلسطين، بعد أن عشنا الوضع عن كثب.
تجولنا في مستشفيات غزّة وأمامنا علم بلادنا، وقدّمنا استشارات في بعض الحالات التي تناسب تخصصاتنا، لكن الحالات المستعصية كانت قد نقلت إلى مستشفيات القاهرة، وهو ما جعلنا في اليوم التالي لدخولنا غزة نقرر أن نعود إلى القاهرة في صباح يومنا الثالث بعد أن أوصلنا رسالتنا واضحة، وهي أن البحرين مستعدة بكل كوادرها لنصرة فلسطين في أي وقت تحتاج فيه لنصرتها، وهو نفسه ما وصل إلى الغزاويين الذين أخجلنا كرمهم وحسن ضيافتهم بما فيهم وزير الصحة الفلسطيني الذي استقبلنا في مقر الوزارة.
في اليوم الثالث انطلقنا مجدّداً للقاهرة، وتركنا في غزة قلوبنا كما وسائل الاتصال بنا ووعودنا بأننا لن نتخلف في حال احتاجت إلينا مستشفيات غزة في أي وقت. انطلقنا إلى القاهرة لنعود منها إلى وطننا الذي لم يبرح شوقنا إليه بكل وجداننا طوال فترة غيابنا.
عند عودتنا إلى أرض الوطن بعد انتهاء مهمتنا، قرأنا ردود الفعل تجاه زيارتنا لغزة، والتي تمثلت في تغريدات على «تويتر»، وكتابات في «الفيسبوك»، وتغطية صحافية في صحيفة «الوسط»، ومقالين من صحافيتين في «الوسط» أيضاً.
هذا التعامل الجميل وردود الفعل التي غمرتنا بالسعادة على مبادرة لم نبتغِ منها شكراً أو عرفاناً، جعلتنا نتمسك أكثر بضرورة مؤازرة ومساعدة كل من يحتاج إلى المساعدة، وأكّدت لنا أن البحرين مازالت تزخر بالطيبين من أبنائها ممن لا يهمهم عرق أو مذهب أو دين من يتعاملون معه.
إقرأ أيضا لـ "طه الدرازي"العدد 3741 - الإثنين 03 ديسمبر 2012م الموافق 19 محرم 1434هـ
شكراً لكم
لانكم نصرتم شعب جريح ذهبتم لغزة واردتم علاج المنكوبين ليس على اساس طائفي بحت بل ذهبتم بحس انساني فرضه عليكم الضمير قبل قسم المهنة
تزخر بالطيبين
انتم هم الطيبيين اللذين نفخر بهم ونتمنى من الله ان يزيل الغمه عن كل شعب جريح واستغل الفرصة لاتقدم بشكري الجزيل لك على علاجك لي والله ان يديك مباركتين وسلمت
جزيتم خيرا يا أبو هاشم
هكذا هم أطبائنا النبلاء بالأمس كان الدكتور المغيب بالسجون علي العكري وزميله نبيل تمام واليوم طه الدرازي الهاشمي القرشي الأصيل يضرب أروع الأمثلة في اامهنية الطبية والتضحية من أجل المبدأ والقضية وهو ما سطره الدكتور وزملائهم في التعاطي مع قضية غزة اامحاصرة والصامدة وغيرها من القضايا الوطنية والعربية والإسلامية. ختاما نقول لكل طواقمنا الطبية المخلصة شكرا لكم شكرا لكم
لا تتوقف عن الكتابة
جميل جداً دكتور طه نرجو ان لا تتوقف عن الكتابة ونرجو من صحيفة الوسط الغالية ان تثبت لطبيبنا الرائع مساحة كل اسبوع لنستمتع بقراءته
شكرًا لكم
من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ... فشكرا لكم مساعدة إخواننا في غزة
ألأصيل النزيه
مهما قست الظروف ومهما لقي من مصاعب ومحن في حياته فتجده يعمل ويعيش بما يملي عليه ظميره وربه وليس بأمر من هذا أو ذاك فشكرآ يا سيد على انسانيتكم الراقية .
مقال روعة
احسنتم
شكر الله سعيكم
وجعله في ميزان حسناتكم ورزقكم الله علي نياتكم
سلمت ايديكم ايها الشرفاء
انتم لها فأنتم الشرفاء والثابتون على اسلامكم وعروبتكم مهما حاول الآخرون النيل منكم تبقى افعالكم خير شاهد لكم
تفانيكم في عملكم سبب يرفع اسم بلدنا عاليا
شكرًا لكم فوجودكم وصمودكم سبب من أسباب نجاحنا ورفعتنا
نحني لكم احتراما وتقديرا لجهودكم
حني لكم احتراما وتقديرا لجهودكم
نعمننحني لكم احتراما ولكل الشرفاء لانكم تجسدون الانسانية في عملكم ومخاطرتكم بارواحكم بدون اكتراث الا لهدفكم السامي ورسالتكم الانسانية.
مفارقة ولفتة: في غزة حصلتم على الاستقبال الرسمي والترحيب الاهلي وحسن الضيافة تقديرا منهم لما قدمتموه في فترة قصيرة جدا.
اما هنا في بلدنا الحبيبة فانكم قدمتم العطاء والوقت كل الوقت للبحرين والجهات الرسمية كافأتكم بما رأوه
شكرا
أنتم سفراؤنا إلى مستضعفي العالم.. شكرا لكم.. عندما شرح لي والد مصاب الجامعة وماحدث لجمجمته كاد قلبي يقع من الهول، أنتم عزائم إنسانية ولكن بإيمان حديدي و إخلاص نادر، كنتم الملائكم حين لم يكن يُرحَم أحد
شكرا
أنتم سفراؤنا إلى مستضعفي العالم.. شكرا لكم.. عندما شرح لي والد مصاب الجامعة وماحدث لجمجمته كاد قلبي يقع من الهول، أنتم عزائم إنسانية ولكن بإيمان حديدي و إخلاص نادر، كنتم الملائكم حين لم يكن يُرحَم أحد
نعم هذه هي قيمنا
شكرا لكم يا اطبائنا على كل ماقمتم به والسؤال موجه للمسئولين بالتلفزيون لماذا لم تتم استظافت الوفد في التلفزيون كما استظفتم الذين ذهبوا الى سوريا؟
رائع
مقال رائع جداً كلمات تلامس القلب حتى شعرنا وكأننا معكم نتجول بصحبتكم ونشعر بما تشعرون به
يبدو انك طبيب لغة كما طبيب بشر فشكرا لروعة قلمك وطيب قلبك دكتورنا الغالي الحر
بارك الله جهودكم ورفعة راس يادكتور
دكتور طه وجميع الاطباء الشرفاء ممن وقف وقفة إنسانية مع جرحى غزة او جرحى البحرين فالظلم واحد والجرح واحد ولن يضيع الله عملكم وسيخلد التاريخ دوركم كما سيذكر دور من ظلمكم وافترى عليكم. .. كنتم الانسان من قبل ومن بعد كل الشكر والتقدير لكم
اللهم فرج عن اطبائنا وخلصهم من السجون
شكرا لكم يا اطبائنا الشرفاء فلقد وقفتم مع اهلنا فى فلسطين الجريحه وضمدتم جراحها ورفعتم هامة البحرين واهلها عاليا لا تبتغون سوى مرضات الله تعالى ونسال الله ان يفرج عن الاطباء المسجونين ظلما وعدوانا ويردهم لشعب البحرين ليداوو جراحه واهاته،فشكرا لكم مجددا وبكم يرتقى الوطن الحبيب
أنتم تشرفوننا دائما
المبادرات المشرفة و الطيبة ليس جديدة عليكم أيها البحرينيون ا