قال له: «بابا... أنا ما يعرف عربي زين... يقدر يكتب لي رسالة؟»، فأجابه: «لمن تريد أن تكتب الرسالة وماذا تريد أن تكتب بها؟»، فردّ عليه: «بعدين أنا يقول حق من هذي رسالة». فأمسك بالقلم وبدأ يكتب ما يمليه عليه الرجل الآسيوي قائلاً: «سلامي لكم... أنا جئت إلى البحرين من نحو سنة مع عمال شركة مقاولات للبناء، وسكنت مع عمال آخرين في سكن عمال الشركة فصاروا بعدها زملائي. أحد زملائي قال لي ذات يوم سأصحبك معي في شهر محرم إلى عاصمة البحرين المنامة لترى أشياء عجيبة لم ترَ مثلها من قبل في بلادك. فحسبت أنه يسخر وانها مظاهر ليست جيدة، لكنه أوضح لي أنها مظاهر ومشاهد حضارية جداً جعلته يقف أمامها عندما حضرها لأول مرة مشدوهاً ومتعجباً.
وعندما حان الموعد مع شهر محرم هذا العام وبعد الفراغ من عملنا عصراً توجهت معه إلى وسط العاصمة المنامة كل ليلة... وفي يوم العطلة وكانت عندنا في الشركة فقط يوم العاشر من هذا الشهر. وبقيت هناك من الصباح حتى بعد الظهر وأنا غير مصدق لما رأيت وسمعت وإن كنت لم أفهم كثيراً مما أسمعه بالعربية فكان مما ساعدني على الفهم والاستيعاب البسيط ما سمعته عما يسمونه «مواكب عزاء» التي تخرج مما يسمونها «مآتم» بلغة أفهمها وخصوصاً وهم يهتفون «حسين يا حسين». ومما شد معظم زملائي للحضور والمشاركة، أن الطعام والشراب متوافر ليلا ونهارا بالمجان، في أماكن يسميها المناميون «المضايف». بل ان هذا الطعام له نكهة طيبة و «بركة» كما يقولون، لا أجدها في تلك الاطعمة التي نتناولها في المطاعم أو نطبخها في سكننا. وهؤلاء البحرينيون كرماء جداً معنا، فهم يسمحون لنا بأخذ كميات أخرى معنا إلى البيت. حتى الرز والسمك الصافي، وهو غالي الثمن في البحرين، نجده في هذه الأماكن.
وما أريد أن أسجله هنا هو أخلاق هؤلاء الناس الطيبين التي لم أر لها مثيلاً رغم ظروفهم الصعبة، وعندما سألت هل هذه أخلاق أهل العاصمة فقط، قالوا لا بل هي أخلاق كل أهل البحرين وفي كل مكان سواءً في المدن أو القرى في مثل هذه المناسبات وغيرها. أناس لم ألتق بهم من قبل وهم لا يعرفون عني أي شيء ويقابلوني في مناسباتهم الخاصة في هذا الشهر بكل هذه الحفاوة والكرم حتى أنهم أرشدوني لخيمة بها إرشاد وتوضيح بلغات أخرى لهذه المناسبة السنوية التي يحيونها ويسمونها «عاشوراء الحسين». وهناك علمت أن فيها قُتل ابن بنت رسول الاسلام في أرض بالعراق يسمونها «كربلاء» على يد جيش الحاكم. ووجدت نفسي وقد أسرتني معاملة هؤلاء الناس وطيبتهم وحبهم لبيت الرسول (ص) أقوم بأعمال التنظيف في المكان الذي أتواجد فيه مع زملائي.
وهناك في العاصمة رأيت مئات من بني جنسي ينزلون كل ليلة حيث كان يستقبلهم هؤلاء كما استقبلوني أيضاً ويفتحون لهم «المضايف» دون تفريق ولا أي نظرة دونية لمن يشاركهم في هذه المناسبة، فشعرت بأن هؤلاء فيهم صفات لا تتوافر لدينا، فهم في مناسبة حزينة على قلوبهم ومع ذلك يفتحون صدورهم بكل ترحاب ومودة وعطاء بابتسامة عريضة لمن يرتاد مواقعهم للضيافة أو للاستماع والمشاركة بأي شكل من الأشكال. فسألت نفسي كيف يمكن أن يخلق الحزن لدى الإنسان كل هذا العطاء والأمل بالفوز والنصر كما يقولون في كلماتهم.
ولكني حزنت عندما رأيت تلك الحواجز التي أغلقت الطرق الرئيسية، قبل يومين من اليوم الأخير للوصول إلى العاصمة التي أحببتها في هذه الأيام، وقلت في نفسي لماذا يحدث هذا لهؤلاء الناس الذين لم أر منهم أي سوء أو حتى جرح لكرامتي أو مشاعري وأنا الغريب عنهم بل جئت، كما أسمع من البعض، لمشاركتهم في أرزاقهم البسيطة. ولكني أعدكم بأن أحصل على الجواب في الرسالة القادمة، والسلام».
قال له صاحبه: «لمن تريد أن توجه هذه الرسالة»؟، فنظر إليه وقال: «أنا وجهتها بالفعل ولكن ستعرف فيما بعد إذا أحضرت لك العنوان»، وودعه وسلك طريقاً فرعياً آخر ليخرج من العاصمة بسلام.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ
ارواحنا و كل ما نملك لله و لاهل بيته عليهم السلام
هاذي هي اخلاق اهل البيت التي تربينا عليها الحمدلله الذي منّ علينا بنعمة اهل البيت اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم و في الاخرة شفاعتهم و الحسين عليه السلام كالشمس لكل البشريه جمعاء سلام الله عليك يا اباعبدالله مابقيت و بقي الليل و النهار.
أكووووول يالطيب
أگوووووول يالحبيب استريح...
النجار
يعجبني فيك أسلوبك الراقي وغير المباشر للوصول الى الهدف. شكرا ومإجورين
ليس الجميع
فعندي صديقه تطلب مني ما نطبخه فهناك من العقلاء من يفكرون بان هذا الطعام في ثواب الميت وكلنا نخرج الطعام في ثواب موتانا فما بالك بان يكون الطعام في ثواب سيد شباب اهل الجنه
ياليت الزمان يعود يوما
أكلنا و شربنا معا و تقاسمنا أكلنا و آلامنا و أفراحنا
ولم نعرف للطائفية باب
إلا انني طعنت في قلبي عندما امتنعو عن الأكل من طعام المأتم و اختلقو الأعذار والحجج الواهية
عذرا زميلاتي في العمل انتم عزيزات على قلبي و لكن الحسين أعز و أغلى
و قد حرمت على نفسي ان آكل من طعامكم لاستكباركم على طعام ابي عبد الله الحسين
لا لا انت غلطان احنا شعب نقتل الاجانب ونقطع السنتهم
احنا تاريخنا شاهد اننا نقتل الاجانب ونقطع السنتهم لانهم يذكرون الله ونحن شعب كافر جاحد لا يعرف الله بالمرّة لذلك كل من يؤذن او يذكر الله نقوم بقطع لسانه ما تشوف القضايا في المحاكم على قدم وساق من قطع الالسن والتعدي على الاجانب
مدرسة الحسين عليه السلام
هكذا تعلمنا من الحسين
موغريبة
موغريبة على اهل هالارض الحزينة رحابة صدرهم ورفعة اخلاقهم رغم المحن لله درك ياشعبي الجريح
إنه طعام ليس إلا!!
اليوم غير الأمس يا كاتبنا العزيز ، بالأمس كان أكثر زملائنا يطالبونا ببركة الحسين ، اليوم توقفوا عن ذلك ولو جلبناه لنا فهم لا يأكلون منه ، حتى الفواكهه إذا كانت من هذا الطعام لا يأكلونه ويعتذرون عن أخذه بحجة عده وجود شهية أو أي حجة أخرى ، فقط لنقيس مدي ما يمكن أن يفعله الإعلام الطائفي وأصحاب القلوب السوداء .
هذا ان دل
يدل على القولب السوداء والنفوس المريضة والحسين ع غني عنهم