جاءت رعاية شركة بتلكو لأنشطة اتحاد الطائرة لتقلص عدد الرياضات الجماعية التي تمكنت من الظفر برعاية لمسابقاتها، لتتبقى فقط لعبة كرة اليد الوحيدة الخالية من دون رعاية بعد أن كانت قبل سنوات الوحيدة التي نجحت في الحصول على رعاية بيت التمويل الخليجي.

لقد أصبحت الرعاية التجارية للمسابقات الرياضية في عصرنا الحاضر من الضروريات التي تساهم في العملية التطويرية والتحضيرية وعليه فإن الشركات والمؤسسات التجارية الوطنية مطالبة بتأدية هذا الدور الوطني لكي لا نترك الأمور تذهب لشركات أجنبية لا نعلم بواطنها ونفاجأ بهروبها أو انسحابها وتوريط الاتحادات مع الأندية في التزامات مالية ضخمة.

الخطوة الكبيرة التي قام بها اتحاد الطائرة بالتوقيع مؤخرا مع شركة بتلكو تحسب له، لما لذلك من أثر في إدخال مسابقات اللعبة في إثارة وندية غير مسبوقتين، ولو عدنا بالذاكرة للوراء لأعوام ماضية، كان الجميع يحسد اتحاد اليد على المبلغ الكبير الذي يتحصله من رعاية بيت التمويل الخليجي حينها، والذي أعطى وقتها ثماره بشكل كبير في تقوية المسابقات حتى الفئات السنية، ولاسيما أن غياب الرعاية للعبة اليد يصيبها بالملل الواضح، حتى أصبحت المسابقات الرسمية كدوري الكبار والكأس تلعب للحصول فقط على الميداليات الملونة وكأس البطولة، وهو ما يتطلب من اتحاد اللعبة أن يعمل بكل ثقله للحصول على رعاة للمسابقات، على رغم أن العمل في الأوضاع الحالية يواجه بعض الصعوبات المعروفة بسبب الوضع السياسي الراهن للبلد، وتخوف الشركات من هدرها للمال من دون استفادتها هي في الأساس، وهذا ظهر جليا في الصعوبات التي واجهت الاتحاد في الحصول على رعاة للبطولة الآسيوية التي استضافتها المملكة قبل شهور، ولكن على الاتحاد أن يعمل.

نتمنى من شركاتنا ومؤسساتنا المالية الكبرى أن لا تضع العلاقات الشخصية كشرط أساسي لدعم الرياضة طالما أن العملية مرتبطة بالواجب الوطني وليس بالجانب الشخصي.

نتطلع من اتحاد الطائرة أن يتعاطى بشكل إيجابي مع الرعاية الجديدة وأن يساهم هو الآخر بالمحافظة عليها كما هو الحال مع رعاية شركة زين لدوري السلة للموسم الخامس، وبالتالي ضرورة أن يحدث التغييرات التي من شأنها إيجاد المسببات التي من خلالها تجعل المسابقة قوية وتضطر الشركة الراعية للبقاء طويلا في طريق رعايتها للمسابقة، وإلا فإنها ستفكر سريعا بالمغادرة كما هو الحال مع سابقاتها.