أكتب هذا المقال بعد أن أعلنت بعض وسائل الإعلام عن عزم سمو أمير قطر زيارة القاهرة مع رئيس وزرائه وآخرين يوم السبت الماضي، ولأن ظروف توقيت كتابة هذا المقال استدعت إرساله إلى الصحيفة قبل سماعي تفاصيل الزيارة فإني أعتذر للقراء عن إغفال تلك التفاصيل مع اعتقادي أنها ستكون في غاية الأهمية نظراً لحساسية الزمان والمكان.
أحداث غزة كما أعتقد ستكون هي محور أحاديث الزعيمين، القطري والمصري، ومعروف أن هاتين الدولتين هما أكثر دولتين عربيتين تقفان إلى جانب غزة وخصوصاً بعد رحيل المخلوع حسني مبارك واستبداله بالرئيس المنتخب محمد مرسي الذي جعل مواقف مصر مغايرة تماماً عما كانت عليه سابقاً.
مواقف أمير قطر من أحداث غزة كانت متميزة، والأمل أن تبقى كذلك، فمعروف أن جرائم الصهاينة في غزة العام 2009 جعلت أمير قطر يدعو لعقد قمة عاجلة في قطر لمساعدة الشعب الفلسطيني، وقد تغيبت مصر عن هذا المؤتمر مثلها مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأن فلسطين آنذاك لم تكن محل اهتمامها، بل إنهما كانا يميلان إلى الصهاينة في قتل أهالي غزة لأسباب لا مجال لذكرها الآن.
ولعلي أذكر بزيارة أمير قطر لغزة على رأس وفد كبير وتفقده لبعض المشروعات التي تبنتها قطر وإعلانه عن تبرع مالي كبير لمشروعات أخرى، وكانت هذه الزيارة محل اهتمام محلي وعالمي كبيرين.
توقيت الزيارة يأتي في ظل هجوم شرس على غزة بدأ بقتل المجاهد أحمد الجعبري، ثم تلاه قتل العديد من المواطنين وهدم المنازل وبعض المقار الحكومية، وأيضاً تهديد المسئولين الصهاينة بمواصلة استهداف غزة جواً وبراً وبحراً حتى استكمال تحقيق أهدافهم الإجرامية؛ وهي - كما يقولون - إسكات الصواريخ التي تنطلق عليهم من غزة!
صهاينة تل أبيب وبدعم كامل من أميركا يرفضون تطبيق كل القرارات الدولية حول إقامة الدولتين، كما يرفضون التوقف عن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وهم ماضون في تهويد دولتهم! وأيضاً في هدم المسجد الأقصى، والصهاينة يريدون فعل ذلك كله من دون أي اعتراض من المقاومة الفلسطينية.
وعندما تحرك الغزاويون - قدر إمكانهم - لإيقاف الصهاينة كان عقابهم حصاراً مدمراً لكل حياتهم ومنعهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة، وفوق هذا كله ملاحقة قياداتهم داخل غزة وخارجها وقتل هذه القيادات بحسب قدرتهم.
وتاريخ الصهاينة الإجرامي يصعب حصره، فلهم تاريخ طويل في الإرهاب، فقد قتلوا قائد اللجان الشعبية في غزة زهير القيسي، كما قتلوا وزير داخلية حكومة غزة سعيد صيام العام 2009 وكذلك القائد الحمساوي نزار ريان في العام نفسه، وقبل ذلك وفي العام 2004 اغتالوا الشهيد أحمد ياسين، ولم يكتفوا بجرائمهم في غزة حيث لاحقوا مجموعة أخرى خارج غزة وقتلوهم مثل فتحي الشقاقي الذي قتل في مالطة 1995، وخليل الوزير في تونس العام 1988، ومحمد المبحوح في دبي سنة 2010، وهناك شبه إجماع على أنهم هم الذين قتلوا ياسر عرفات.
جرائم الصهاينة أكثر من أن تحصى في مقال أو حتى عدة مقالات، فاحتلال فلسطين جريمة كبرى وكذلك تهجير ملايين الفلسطينيين في شتى بقاع الأرض جريمة بكل القوانين الدولية، وللصهاينة جرائم متتابعة لا أظنها ستتوقف ما لم يتحرك العرب جميعاً وبقوة لإيقاف تلك الجرائم.
وضع غزة الحالي جعل وزراء الخارجية العرب يجتمعون من أجل بحث هذا الموضوع، لكن المجتمع العربي يتطلع هذه المرة إلى عمل جاد من هؤلاء الوزراء وليس مجرد كلام لا قيمة له على غرار ما كانوا يفعلونه سابقاً.
الربيع العربي أثّر من دون شك على طريقة تعاطي بعض العرب مع ما يحدث في غزة، فرأينا تعاطفاً وعملاً أفضل بكثير مما كنا نراه سابقاً. موقف مصر كان رائعاً ومثله موقف تونس، ولعلنا نرى مواقف عربية أخرى تضع الحق في نصابه وتشعر الصهاينة أن عليهم أن يتوقفوا وأن يعيدوا الحق لأصحابه.
قطر ومصر تصدرتا الموقف العربي وهما مؤهلتان لعمل الكثير لكن لا يعني هذا أن يتوقف الآخرون لأن المهمة صعبة ومطلوب من كل العرب وحكوماتهم أن يتحركوا لدعم الغزاويين بكل أنواع المساعدات لكي لا يكونوا فريسة سهلة للصهاينة.
أميركا وآخرون يرفعون أصواتهم بدعم الصهاينة وتبرير جرائمهم، فلم يتوقف بعض العرب عن دعم الفلسطينيين أو مساعدتهم على استحياء؟ أما من يرى من العرب أن الصهاينة لهم الحق فيما يعملونه فهؤلاء لا يستحقون من يرد عليهم.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3728 - الثلثاء 20 نوفمبر 2012م الموافق 06 محرم 1434هـ
لا تعول كثيرا
على حاكم عربي اتى للحكم بالوراثة
راحوا الاسود وجونه بياعة حچي
اخي محمد انا اختلف معك كليا في طرحك
هناك دور كلامي لمصر وكلنا نعلم ان هنالك حد لها لا تستطيع تجاوزه
بالنسبة لقطر فهي في موقع شبهة ولا يعول عليها بل ان ما تمر به الحركات المقاومه من اغتيالات وتفكيك هو نتاج تحرك هذه الدويله
الم يقل قائل هذه العباره بان اكثر العرب نعاج؟؟
من الذي يتآمر صبحا ومساء وفوق ذلك هناك سفاره وسفير ع الارض
فلا يجب ان نضحك ع انفسنا ونصدق ان قطر متصديه للشؤون العربيه
ذهب رجال كان لها مواقف بطوليه
أما من يرى من العرب أن الصهاينة لهم الحق فيما يعملونه فهؤلاء لا يستحقون من يرد عليهم.
أميركا وآخرون يرفعون أصواتهم بدعم الصهاينة وتبرير جرائمهم، فلم يتوقف بعض العرب عن دعم الفلسطينيين أو مساعدتهم على استحياء؟ أما من يرى من العرب أن الصهاينة لهم الحق فيما يعملونه فهؤلاء لا يستحقون من يرد عليهم.