أعتقد أن سلة المنامة لم تتوقع مثل هذه البداية غير الموفقة للموسم السلاوي وخصوصا أنها بادرت منذ مدة طويلة في تصحيح الوضع الذي كانت عليه في المواسم السابقة من خلال اعتماد استراتيجية جديدة لم تجد طريقها للنجاح حتى الآن في ظل استمرار حالة التغيير وغياب الاستقرار وغياب المستويات الفنية المقنعة.

وفوق كل ذلك ما زال الفريق يبحث عن المحترف المناسب له والذي لم يجده إلى اليوم بعد مضي 4 مواسم تقريبا من البحث عنه إذ انه يتخبط في المحترفين واحدا تلو الآخر.

لا شك في أن سلة المنامة تمر بمرحلة انتقالية دقيقة وهذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من الصبر والكثير من الاستقرار حتى يعود الفريق لوضعه الطبيعي محليا وخليجيا.

سلة المنامة بحاجة للبحث عن حلول حقيقية وواقعية لما هي فيه، وعليها أن تشخص المشكلة أولا حتى تتمكن من حلها.

لا شك في أن هناك الكثير من العوامل التي تداخلت وأدت إلى الوضعية الحالية منها أمور فنية وبعضها إدارية والبعض الآخر عوامل خارجية أثرت على الفريق بطريقة أو أخرى.

باعتقادي البسيط ومن خلال تشخيصي لما تمر به اللعبة في النادي فإن سلة المنامة بحاجة إلى أبنائها بالدرجة الأولى، وليس أي أبناء وإنما الخبراء منهم القادرون على تقديم المشورة والنصيحة التي تجلب الفائدة للفريق.

مشكلة المنامة أن اليد الواحدة لا تصفق كما يقال، وناد بحجم المنامة يحتاج إلى جهاز كرة سلة متخصص، وأن يفصل العمل الإداري فيه عن العمل الفني، بمعنى «عط الخباز خبزه لو أكل نصه».

مجلس إدارة نادي المنامة عليه أن يبتعد عن التدخل المباشر في اللعبة وبدل ذلك أن يشكل جهازا مختصا تسود فيه روح التعاون وليس التنافس وتكون مهمة مجلس الإدارة الاشراف على عمل هذا الجهاز وتقييمه بعد اعطائه الفرصة الكافية والموارد اللازمة.

ما يحصل في النادي حاليا هو اختلاط كامل بين العمل الإداري والفني حتى أن لاعبي الفريق يتصلون مباشرة برئيس النادي لحل مشكلاتهم، وتتدخل الإدارة في اختيار المدربين والمحترفين وابرام عقود اللاعبين المحليين وهي ليست جهة اختصاص باعتقادي.

الكابتن نوح نجف لوحده لن يكون قادرا على تغطية كل احتياجات سلة المنامة وهو بخبرته الطويلة قادر على تهيئة الفريق والعمل صبح مساء له ولكنه يحتاج للمساعدة الحقيقية ليس من جانب الإدارة ولكن من أبناء النادي الخبراء.

في هذا الموسم بالتحديد لا نلمس أي وجود لجهاز كرة السلة وإنما مجلس الإدارة يعمل كأنه جهاز كرة السلة في النادي وهذا خطأ فادح.

لا أجد أي مبرر لتواجد خبير فني وإداري لا يشك في كفاءته أحد مثل أحمد حمزة خارج أسوار نادي المنامة، فحمزة بموقعه وخبرته قادر على اعطاء الكثير لسلة المنامة ووجوده يعطي شخصية لكرة السلة في النادي فهو المدرب والإداري الناجح في المنتخبات والأندية.

وإذا كانت سلة المنامة قد خسرت لسبب أو المدرب سلمان رمضان ورئيس الجهاز فؤاد العباسي وقبلهم وبعدهم الكثير فإنها مطالبة على أقل تقدير بالاحتفاظ بالباقين وليس خسارة الجميع.

فن الإدارة هو أن تمزج بين عمل العناصر المتخصصة لانتاج الأفضل وليس أن تعمل بدلا منهم، فمهما اجتهدت يبقى لكل اختصاصه ومهارته، مع تمنياتي القلبية الخالصة في أن نجد سلة المنامة مجددا في موقعها الطبيعي بكرة السلة البحرينية.