العدد 3723 - الخميس 15 نوفمبر 2012م الموافق 01 محرم 1434هـ

البحرين في اليوم الدولي للتسامح

صلاح علي comments [at] alwasatnews.com

وزير شئون حقوق الانسان

تشارك مملكة البحرين مختلف دول العالم في الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

لقد شكلت مملكة البحرين و عبر الحضارات المتعاقبة عليها ميناء محبة وسلام وتسامح بفضل ما تتميز به من مقومات جاذبة لمزاولة التجارة والحياة الكريمة على هذه الأرض الطيبة وذلك بفضل ما حبا الله هذه المملكة من نعم كثيرة ومحمودة.

إن البحرين ارتكزت في نهجها لترسيخ التسامح والتعايش على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف التي تحفل بالدعوات إلى حسن التعامل و محبة الآخرين، وانطلقت أيضًا من القيم العربية الأصيلة، حيث صهرتهما معًا في بوتقة فريدة عبر الأجيال. والبحرين وطوال عمرها الطويل شهدت هذا التطبيق العملي العفوي لقيم التسامح في التعامل الانساني بين مختلف مكونات المجتمع وبما جعل هذه الدولة تصطف مع كبريات الدول التي تجتذب المقيم والزائر لمختلف المجالات.

وعلى رغم الجهود الكبيرة للدولة في إشاعة ثقافة التسامح والمحبة؛ فإن بعض الجماعات التأزيمية تصر على انتهاج العنف والارهاب وهو الوجه الآخر لعملة اللاتسامح مع مختلف مكونات المجتمع، سواء من فئات المواطنين بمختلف أطيافهم أو المقيمين بمختلف توجهاتهم أو الزوار بمختلف جنسياتهم لمملكة البحرين. وان تصاعد موجة العنف والتخريب والإرهاب ليست من قيم التسامح وأخلاقيات المواطن البحريني المعروف بنبذه مثل هذه السلوكيات العدوانية وغير الحضارية والمرفوضة شرعا وأخلاقا وقانونيا.

يجيء اليوم الدولي للتسامح متزامنا مع سلسلة تفجيرات مؤسفة وجبانة شهدتها العاصمة المنامة مؤخراً واستهدفت الأجانب، وان ذلك يجعلنا نؤكد ضرورة التصدي القانوني لكل هذه الأفعال المجرمة، وفي المقابل؛ فإن استهداف الأجانب بشكل خاص في هذه التفجيرات الارهابية يجعلنا نؤكد ضرورة التكاتف المجتمعي للاستجابة للاستراتيجية الأممية التي أصدرتها منظمة (اليونيسكو) بإزالة الحواجز مع العمالة عموماً والعمالة الآسيوية خصوصا وخاصة في مجال التحامل أو التمييز الاجتماعي ضدهم لأن ذلك يحتسب تمييزاً عنصريّاً ضدهم.

ان العمالة الآسيوية أسهمت بشكل كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية لمملكة البحرين طوال السنوات الماضية وليس من المقبول أن يقود المتطرفون حملات الكراهية ضد الأجانب باسم المملكة، فذلك جانب من جوانب التعصب المنبوذ ويجب مواجهته اجتماعيا وقانونيا.

وتفخر مملكة البحرين بكونها شريكة مع العالم المتحضر في احترام قيم التسامح عبر ما تنفذه الدولة من جهود جبارة في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وذلك على خلفية ما جرى من أحداث مؤسفة في شهري فبراير/ شباط و مارس/ آذار 2011، وهي الأزمة التي أسفرت عن تداعيات تسببت في شروخ النسيج المجتمعي وبما جعل جميع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية للإلتفاف حول القيادة السياسية الحكيمة والتي وجهت لضرورة لمِّ الشمل الاجتماعي ومعالجة تداعيات ما جرى من أحداث مؤسفة عبر مجموعة من التدابير الدستورية والتشريعية.

إن مناسبة الاحتفال باليوم الدولي للتسامح فرصة لتجديد التأكيد على أن مملكة البحرين ستظل حريصة ووفية وتسهر أجهزتها على تكريس وتطبيق المبادئ السامية والنبيلة للإعلان العالمي لحقوق الانسان وجميع مقررات الأمم المتحدة ذات الصلة بالتسامح.

إن المرحلة الراهنة تقتضي تظافر مختلف الجهود من أجل مكافحة ثقافة اللاتسامح التي بدأت تنتشر في أوساط الشباب والناشئة بفعل خطابات الكراهية والتحريض من قبل بعض الذين لا يهمهم الخير لمملكة البحرين.

إن التحلي بالتسامح في الممارسة والسلوك الوطني هو السبيل للتصدي لموجة العنف والارهاب والتخريب وبما يسهم في النهوض بالمملكة مجددا لتواصل مسيرة البناء والعمل الوطني وبما ينسجم مع تطلعات القيادة السياسية الحكيمة التي تحرص على تأمين الخير للوطن ورفاهية المواطنين.

تحديات كبيرة أمام جميع الأفراد والمؤسسات في مملكة البحرين للمشاركة في تحقيق التسامح الفعلي الذي نبتغى منه انتصار ارادة الوطن ومواطنيه المخلصين والحريصين على الحفاظ على مكتسباته الحضارية وإنجازاته في المجال الديمقراطية والحقوقي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من المجالات.

التسامح هو الملاذ الآمن لشعب يتخذ من العقل سوراً في مواقفه، ويظلل بيته التعاطف والرحمة، فالتسامح ليس تساهلاً من طرف على حساب طرف آخر لكنه سبيل الوصول للنقاء، لقد تميّزت مملكة البحرين ولاتزال بجاذبية سحرها الحضاري وعفويتها ورحابة صدرها وقلبها الأبيض... والأكبر من ذلك تسامحها مع الجميع.

التسامح في مملكة البحرين ممارسة أرستها القيادة السياسية الحكيمة، وسلوك تربى عليه المواطن البحريني من تنشئته الأسرية والدينية ويتعين علينا أن نواصل، أفراداً وجماعات، في إشاعة هذه الثقافة في حياتنا وعملنا، ونغرسها في أبنائنا وبناتنا، ليمارسوها قولاً وفعلاً في المدرسة والجامعة والعمل.

لقد سبقت الرؤية الملكية للتسامح اليوم الدولي للتسامح الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة ليكون 16 نوفمبر من كل عام، ومثل هذه الريادة البحرينية ليست غريبة على قائد عربي أراد لبلده أن تكون سباقة وفي قلب العالم المتقدم بمجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع.

الطريق أمامنا طويل؛ لكننا على ثقة بقدرتنا معا على المسير فيه وقطع الأميال في سبيل تحقيق الغايات المنشودة، لنجعل هذه المناسبة فرصة لأن نستذكر بكل الخير ما قام به الرعيل الأول من أبناء الوطن الذين سطروا بعرقهم وجهودهم ملحمة رائعة في التعايش والتسامح والمحبة، ولنستمر في مواصلة النهج ذاته حتى نصل بالبلاد إلى ما نصبو إليه من تطور ونماء و ازدهار.

إقرأ أيضا لـ "صلاح علي "

العدد 3723 - الخميس 15 نوفمبر 2012م الموافق 01 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 2:44 م

      سعادة الوزير

      مابعلق

    • زائر 17 | 12:32 م

      سعادة الوزير إليك شهادتي، والله على ما أقول شهيد

      أنا أعيش في إحدى القرى الساخنة منذ 28 عاماً، و غير راضٍ عن أعمال الحرق و سد الشوارع و غيرها من الممارسات الخاطئة التي تضرنا نحن كأهالي هذه القرى في المقام الأول. و لكنني و للأمانة اقول أن كثيراً من الآسيويين يعيشون في القرية، و كثير منهم يعيش بين الأهالي لأكثر من 30 عاماً، و للوصول للحقيقة إلتقيت ببعضهم و سألتهم إذا كان احدهم تعرض لإعتداء، فوالله لقد إستغرب أكثرهم من سؤالي، و ذكروا لي بأنهم يعيشون في مأمن، و يلاقون حسن المعاملة والعطف من أهالي القرية، و إلا لما بقوا فيها كل هذه المدّة.

    • زائر 16 | 11:44 ص

      الى سعادت الوزير

      فاقد الشيئ لا يعطيه ؛ من يريد اصلاح شأن الآخرين لا بدَّ أن يصلح شأنه أولاً حتى يكون قدوةٌ لهم والألف ميل يبدأ بخطوة واحده .

    • زائر 14 | 7:46 ص

      أمثلة نهج البحرين في التسامح والتعايش، وهناك الكثير في عمود جميل المحاري..

      حين تُهدم المساجد الخاصة بفئة معينة، ويُمنع الناس من صلاة الجمعة.
      حين يُسجن الأطباء، ويُعتقل أساتذة الجامعة وتُنصب المشانق للنشطاء السياسيين في الساحات.
      حين يسقط الأطفال قتلى ويكونون الضحايا.

    • زائر 13 | 7:41 ص

      كاسر الصمت

      يا سعادة الوزير من كم يوم كتب الكاتب هاني الفردان مقال يخصك
      ومن جهتك لم تعلق على اي كلام من ما ذكر فهل
      هاذا نسميه تشرد من الرد
      نريد تعليقك على موظوع الاستاذ هاني الفردان وشكرا لابد من المواجهة والتبرير لماذا لم يصدر من حضرتك اي شجب ولا استنكار من ما حصل في سحل شاب في مقبرة بني جمرة من طرف قوات الشرطة

    • زائر 12 | 7:30 ص

      حكاية زميل

      قال لي زميلي عندما كنت عتيا، يا زميلي العزيز هل تريد ان يكون لك شأنا ومنصبا عندما تكبر، قلت كيف وانا في تعجب لأني اعلم حقيقة بأن هذا لا يتحقق الا بالدراسة والمثابرة بحسب ما كان يعيده ويكرره مدرس الرياضة الصحية حينها،فأجاب : ربي لحية وقل كلام فيه مبادئ ديماغوغيه،قلت: وان كان هذا يتعارض مع الواقع؟ وما هي الديماغوغيه؟ قال:ان السر في ذلك هو ان تقول ما يريده غيرك لا ما تريده انت وان تحرف ،وهذا فن يأتيك مع الزمان، اما الغوغائية فهي ان تستخدم المصطلحات الكبيرة لوصف عكس الواقع

    • زائر 19 زائر 12 | 1:29 م

      لست معك

      زائر 12 ليست اللحية ليكون لك شأن و منصب و يتبعك الرعاع و الامعة كن ناشطاً سياسياً مثل بو جل و المنبطحات

    • زائر 11 | 6:31 ص

      عكس وقلب الأمور لا يفيد الوطن

      مبادئ الدين الإسلامي كما أعرفها هل تم تطبيقها؟ ان عكس وقلب الحقائق والأمور باستخدام عكس الدين الحنيف مع التمسك بالدين سببا معاكسا لن يحل ما نحن فيه من تسامح مفقود

    • زائر 10 | 5:39 ص

      رأينا قيم التسامح والمساواة والعدل والانصاف بعيونا ما حد قال لينا

      كل كلامك لمسناه وشفناه بعينا ما حد قال لنا الحمد لله شعب البحرين
      مصدق كلامك 100% واحسن من كده مفيش الجنة المفقودة واللي ما شاف خله يجي البحرين يتفرج

    • زائر 9 | 2:41 ص

      كلام

      كلام مخالف للواقع المعاش فأين تجد التسامح مجرد المطالبة بالحق تصبح إرهابيا ومخربا ومنتمي لجهات خارجة غن القانون ووو.....

    • زائر 8 | 1:42 ص

      صدقت

      صدقت يا سعادة الوزير!!!!!!

    • زائر 6 | 10:58 م

      كلام جميل!

      لكن اين الحقيقة؟

    • زائر 3 | 9:45 م

      سعادة الوزير ارجع لخطابات منتسبي الجمعية التي تنتمي لها

      اقرأ خطابات المنتمين لجمعيتك المنبر الاسلامي كم كانت تحمل حقدا على طائفة هي مكون اصيل حتى ما قبل قرنين ونصف من الزمن و دعوتهم لسلبهم هوياتهم و نفيهم من الوطن والدعوة لتهميشهم ونبذهم لانهم ليسوا من اهل الاسلام انهم اهل بدع . ان الاسيوي يعيش في القرية مرتاح لانه آمن على ماله ونفسه حتى في اكثرها سخونة وهذا يفسر اتخاذهم من القرى سكنا ومحل عمل. شيعة البحرين الذين تلمح انهم يمارسون العنصرية ضد الاسيويين وهم كثر لمارسها اجدادهم مع من قدم من الساحل الشرقي من سنة ايران بل احتضنوهم

    • زائر 2 | 9:33 م

      سعادة وزير حقوق الانسان بعد التحية

      ساقتبس من مقالك "إزالة الحواجز مع العمالة عموماً والعمالة الآسيوية خصوصا وخاصة في مجال التحامل أو التمييز الاجتماعي ضدهم لأن ذلك يحتسب تمييزاً عنصريّاً ضدهم." يفهم ان التمييز الاجتماعي تمييزا عنصريا. هل المواطنون الشيعة لا يتعرضون لتمييز عنصري؟ لنبدأ بوزارتك كم نسبة المواطنين الشيعية في وزارتك قبل ان تذهب لباقي الوزارات السيادية و حتى غير السيادية. الست انت يا سعادة الوزير من وقفت بقوة ضد سن قانون تجريم التمييز لمرتين؟ ما الذي تغير؟

اقرأ ايضاً