العدد 371 - الخميس 11 سبتمبر 2003م الموافق 15 رجب 1424هـ

هجمات سبتمبر

تمام أبو صافي comments [at] alwasatnews.com

مازالت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 1002 تتفاعل على مسرح الحوادث في العالم. هذا التاريخ شكل انعطافا في السياسات الخارجية للولايات المتحدة، وأوجد نموذجا جديدا في تعاملها مع معطيات الحوادث أهمها الحرب التي أعلنها الرئيس جورج بوش على «الإرهاب».

وإذا كانت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب أخرجت للعالم حربين أطاحتا بنظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق فإن تداعياتها ايضا طالت قيم ومبادئ الولايات المتحدة التي رسمتها طيلة قرنين من الزمن عن مفهوم الحريات والديمقراطية وثقافتها المنفتحة واحترامها للحريات المدنية من خلال التدابير الامنية التي سارعت إلى اتخاذها تجاه الأميركيين من أصول عربية.

ففي استطلاع أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في العام 2002 أثبت ان 75 في المئة من مسلمي أميركا تعرضوا للتمييز منذ ضربة سبتمبر في داخل الولايات المتحدة. وتحت المبرر نفسه انتقلت الحرب على الارهاب الى أماكن اخرى من العالم من خلال ممارسات وتدابير امنية تجاه الجاليات العربية في الدول الغربية او اينما وجدت التجمعات الاسلامية التي باتت في وضع لا تحسد عليه ما خلق حالا اتفقت الكثير من الاطراف على اختلافها على تسميته بـ «صراع الحضارات». ولاشك في ان الهجمات أوجدت مادة سمة لوسائل الإعلام المختلفة وفقا لرؤيتها وبما يتماشى مع مصالحها، اذ يرى البعض ان الهجمات استُغلت بشكل جيد من قبل الدعاية الصهيونية لتشويه صورة الإسلام أمام العالم وتحقيق مكاسب جمّة على مسار القضية الفلسطينية. وبمرور عامين على الحوادث التي شكلت مفصلا أساسيا في الرؤى الغربية للمنطقة العربية ولثقافتها الاسلامية، وأوجدت حاجة امام الثقافة العربية إلى فتح حوارات عن مفاهيمها لم تكن لتوضع على بساط البحث قبل سبتمبر.

العدد 371 - الخميس 11 سبتمبر 2003م الموافق 15 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً