يقول الإعلامي اللبناني زاهي وهبي: «ليسَ الحزنُ ما يجعلكَ استثنائيّاً بل دفاعكَ الرائع عن معنى الحياة»، والحياة هنا هي كل تفاصيلك كإنسان، كل رغباتك، وطموحك، أحلامك، وأمنياتك المؤجلة، حريتك، واستقلالك.
ولأن بعض البشر استكان لما لديه، وما تحصل عليه؛ فلم يعد يريد من الحياة أكثر من ذلك، وتعطل طموحه منذ سنوات أمام أبواب المسئولين، معتمداً في حياته على استجداء عطاياهم، التي هي في الأساس حق أصيل يكفله الدستور دون منةٍ من أحد.
في الوقت الذي تكافح لتبقى عبداً، هناك الملايين مضت تشق طريق الحرية، طريق الاستحقاقات بلا منة ولا تكرم، ولأنك اعتدت ثقافة العبيد؛ لا يمكنك أن تحرم الأحرار أن يخطوا نحو أحلامهم، الخالية من القيود.
ولأن العبودية ليست الاستكانة لشيء أو شخص فقط، لكنها تطويع كل ما لدينا لأجله، البعض يدفع بماله، والبعض بمواقفه، والبعض يدفع حتى بدينه. نعم تبدو تلك الحقيقة صادمة.
بإمكانك أن تختلف في الرأي، وربما قدم الآخر حياته دفاعاً عن حقك في إبداء رأيك، لكن تطويع الدين بحسب أهوائنا؛ ليس جريمةً يعاقب عليها قانون الأرض، بل قوانين السماء، وعدالة الله، ونزاهة دينه عن أهواء النفس وتقلباتها. الأديان مجردة من الهوى، ومن الانحياز، الحلال بيّن، والحرام بيّن، الحق بطريق، والباطل بآخر لا يجتمعان، فكيف بمن جعل دينه هواه، يوزع على الناس صكوك الجنة والنار، ويوجب عليهم الخروج على الحاكم فلان، ويحرّم على آخرين ذلك بدافع الطائفية. يحدد بهواه صفات الحاكم أو ولي أمر المؤمنين، الذي يستوجب الوقوف معه أو ضده.
أصبحنا في زمن يستأنس جهال القوم بعلاقتنا بالله، ويحددونها كيفما يراها عقلهم المنتقص لكرامة الإنسان واستقلال تفكيره، وكأن معتوهاً ما سلمهم ذات مساء مقاليد أدمغتنا.
لقد سئم الناس هذا الدين المفصل على أهواء الحكام وأصحاب المصالح والمتسلقة من القوم، وبات من حق المواطن متديناً أم ملحداً، أن ينتفض من أجل الكرامة الإنسانية، التي لا تختلف باختلاف الأديان والطوائف حسبما نظن. لم يعد الإيمان هو الشعائر التي تؤدى، بل هو كما قال مارتن لوثر كينج: «هو أن تأخذ الخطوة الأولى حتى ولو لم تستطع رؤية السلم كله». وسلم الحرية والديمقراطية في الخليج يبدو أطول من غيره، لكن الشعوب بدأت بالصعود، لا يهم كم يستغرق الأمر، وكم سيطول، لكن سيصل أحدهم إلى النهاية المنشودة حتماً.
لذلك، أبعدوا عصا الدين السحرية عن ثورات الشعوب، ليسوا بحاجة إلى تقلباتها، وأمزجة أصحابها. الشعوب الحرة يحركها دافع الانسانية نحو أفقٍ أرحب، لا دافع الدين والطائفة والقبيلة. أجارنا الله وإياكم من فتاوى وعاظ السلاطين، ومن مصالح تجار الدين، والجُهّال من المتأسلمين.
وكل عيد وأنتم خير أمةٍ أخرجت للناس.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3701 - الأربعاء 24 أكتوبر 2012م الموافق 08 ذي الحجة 1433هـ
الكرامة
احسنت يا اختي الكريمه .. صحيح فيه ناس عايشين في زمن العبوديه والرقيق..
وكما قال الوزير سيد مجيد العلوي في احدي المقابلات التلفزيونيه " فيه ناس عبيد ويدافعون عن العبوديه"
انشاء الله نكون كالنخيل تموت واقفه ..لن نركع الا لله
الخطوة الأولى
" وهزي " ليس شرطاً أن يكون هز مريم قوياً للدرجة التي يتساقط منها الرطب .. لا ! وليس لها إلى ذلك من سبيل ، وإنما السنة تؤكّد على أن على مريم أن تمد يدها وتحاول ، وتبدأ رحلة جني الرطب بهذا الجهد حتى في حالة ضعفها وظروفها الراهنة ... ثم يكون لها ما تريد !
منقول...
تحياتي...
عبدعلي فريدون
الخطوة الأولى
فكيف تهز جذعاً لو اجتمع على هزه جمع من الرجال ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً؟! ويعلم كل عاقل أنه كان يمكن اختصار ذلك الجهد في أمر الله تعالى للنخلة أن تساقط رطبها بين يدي مريم في لحظة ضعفها ، لكن سنة الله تعالى تأبى ذلك وترفضه ، لأن الخطوة الأولى لا يعدلها شيء في سنن الله تعالى ،
يتبع ... منقول
تحياتي..
عبدعلي فريدون
الخطوة الأولى ..
وإذا تأملت أكثر في كتاب الله تعالى وجدت أن الله تعالى ساق لك الأمثلة الواضحة لتقرير أهمية هذه الخطوة في حياتك ، فخذ على سبيل المثال قصة مريم بنت عمران والتي ساق الله تعالى أحداثها في سورة مريم ، وتأمل في قول الله تعالى لها بعد نفاسها مباشرة " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً " إن هذا التوجيه يصل إلى مسمع مريم وهي في حالة إعياء من اثر النفاس ، وقد تجد كللاً في التقاط الرطب المتساقط لتأكله ... يتبع.. منقول
تحياتي ..
عبدعلي فريدون
جميل مقالك كقصيدة
في موازنة في ايقاع الكلام بين الإنساني والشعري والعقلاني كلٌ بقدر