يعتصر قلبي ألماً وأنا أتابع الأحداث اليومية في بلدي، وترتجف يدي وترتعش، وتجعلني أرفع ما أمتلك من سلاح الشرف، القلم، لمقاومة الأخطاء والشرور، ومن يستخدمه في الفتنة والتخوين لإشعال الحرائق في أنحاء الوطن، في وسائل إعلام تعادي أكثر أبناء شعبها، وتقتات على جراحه. وأشعر بالخيبة متأسفاً على استلاب العقول من أبنائها البررة، وتثور نفسي بالغضب من محاولة إغراقنا بسياسات تفتئت على حقوق الناس المحقة والمشروعة.
الانفعالات تتزايد والانتهاكات تتفاقم وتتراكم، والتداعيات تتلاطم من كل حدب وصوب، وخوفنا من أن يؤدي ذلك إلى شيوع ثقافة الكراهية وحب الانتقام بين الأطراف المختلفة، وانعدام الأمن، وزيادة حدة التوتر، وكلها خسارة جسيمة للشعب والوطن.
لطالما ناشد الحكماء بالتعقل والحكمة عند الغضب، فلا يجوز أن نكون لقمةً سائغةً لدعوات السفهاء والتعصب الأعمى المبني على الأفكار الخاطئة، فالتسريع بالتفاهمات والتوافق لوقف الانتقام والانفلات الأمني أصبح أمراً حتمياً.
نشعر بالأسى والألم حينما لا نلمس أي تطور سياسي منذ بدء الأزمة، فكما بدأ الحوار من نقطة وقف عندها، ونحن في دوامة من هذه التفاهمات من غير تقدم ولا تطور. فكأنك يا زيد ما غزيت. شبعنا من التصريحات البراقة المتناثرة في الجو، التي يمكن تشبيهها بالغازات الخاملة، التي لا تساعد في أي تفاعل عند دخولها في التفاعلات الكيميائية، فيخرج الغاز كما تخرج هذه التصريحات من غير أي تفعيل يلتمس منه أو مساعدة في التفاعلات والتفاهمات المرجوة.
هل يعقل أن الوصول لحل أزمة سياسية في بلد صغير تربطه علاقات أخوية وأسرية ودينية ولغوية، يحتاج إلى أكثر من سنتين؟ فلو كانت هناك نية صادقة وجدية للتفاوض لتمكنّا من إفراغ مشاكلنا في بوتقة وحرقها في أقل من شهر. فالنظام لا يريد تقديم تنازلات يراها مؤلمةً لشعبه، والشعب لا يريد التنازل عن حقوقه التي يراها مشروعةً تماماً. فالموضوع كله يحتاج إلى جرأةٍ في اتخاذ القرار، بعيداً عن الانتباه عن ردات الفعل المصاحبة له من قبل ثلة قليلة من المتمصلحين في المجتمع.
من ينظر إلى مستقبل الدولة الاقتصادي والاجتماعي والخدمي والسياسي لا يكترث بما يخسر من نفوذ أو صلاحيات أو مال أو جاه، فمحبة العباد أهم من العتاد والأموال، فيجب تقديم تنازلات حتى لو كانت مؤلمةً، ليسود الأمن والمحبة بين الناس لمصلحة الأمة.
لا مناص من المصالحة وتقديم الاعتذارات لبعضنا، والجلوس للتفاوض على القضايا الجوهرية وإعطاء الناس حقوقها، فنعيق الغربان لا يرتجى منه خير، تماماً كالغرباء الذين يصدحون بالحب والولاء من أجل المال والمال فقط، فلو توقف أو تغيّرت الظروف سينقلب على عقبيه وعلى البلد، تماماً كما حصل في الكويت الشقيقة وما تعرضت له من غزو ومحنة، فلم يدافع عن حياضها غير أبنائها.
سنستمر بالدعوة إلى كل خير، والمطالبة بكل صدق وبعيداً عن الرياء والنفاق السياسي، والرجوع إلى الشعب الذي يذود عن بحريننا الغالية عند الأزمات في نهاية المطاف.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3701 - الأربعاء 24 أكتوبر 2012م الموافق 08 ذي الحجة 1433هـ
دكتور ضاعت الحقوق والسلمية فقد بريقها
لا تفاوض ولا اعتذارات ولا وثيقة المنامة تنفع ولا ديمقراطية توافقية
يقولون لكم انسوا حقوقكم، نحن في بلد الغاب
عزيزي
عزيزي الكاتب المحترم الشعب لم يخطئ حتى يعتذر
عاش سلاحك الشريف دكتور
مادام لدينا أشراف يحملون أقلام ويخافون على الوطن سننتصر بإذن الله وسيكون الشعب مصدر السلطات والأحداث القادمة ستظهر وستنجحين الحقائق
كلام عسل من عسل
لك منا كل المحبة ، وعشت يا ولد الديرة الاصلي
ستراوي
المشكلة ليست هنا أخي العزيز
هناك شعب يعيش بلا أعمال ولديه شهادات
والأجنبي يجنس ويعطى الوظائف والسكن وكل
شيئ وأبن الوطن مش بوزك
لماذا خرج الناس
اليس من حقهم أن يعيشوا كباقي الشعوب
كل هذه السنين صبروا وصبروا ولم يحصلوا على شيئ
لقد مل الناس من الوعود الفضفاضه والخاوية
نحن مقبلون على فساد أكبر يجب أن يحل محله الحق
وألا لا تنازل عن الخروج للشوارع