العدد 370 - الأربعاء 10 سبتمبر 2003م الموافق 14 رجب 1424هـ

ماذا يقول رجال الفكر والسياسة في البحرين عن 11 سبتمبر؟

تمام أبو صافي comments [at] alwasatnews.com

كثير من الاسئلة نطرحها ونحن مازلنا نسير في نفق 11 سبتمبر/ أيلول، وندفع أثمان فاتورة باهظة أوجدتها الإدارة الأميركية من بين ركام البرجين التوأمين في نيويورك قبل عامين من الآن. ماذا يقول بعض رجال السياسة والفكر في البحرين عن الحدث الذي زلزل العالم؟

رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان يقول: «التقسيم التاريخي للحوادث ما قبل وبعد هجمات 11 سبتمبر هو بحد ذاته يعني ان الحدث أوجد تحولا في مسار مجموعة من المعطيات السياسية، وهو بالتالي ليس عاديا. ليس فقط لحجم الكارثة الانسانية الكبيرة التي صاحبته بل للألم الإنساني الذي حدث لأكبر قوة عالمية، وبالتالي هذه القوة عندما ردت احدثت تغييرات في العالم بكامله. هذه الهجمات لو حدثت في أي مكان في العالم لكانت لها تداعيات محلية ومحدودة، ولكن بحدوثها في الولايات المتحدة انعكست بصورة عامة على العالم، وصبغت كل ايقاع السياسة الخارجية العالمية وربطتها بالهجمات كحرب افغانستان وحرب العراق».

ويضيف سلمان «ولو رجعنا الى قرارات مجلس الامن لوجدناها في هذا الاتجاه نفسه وكذلك دراسات الجمعية العمومية، والقرارات التي اتخذت بشأن محاربة الارهاب وتجميد الارصدة ومحاصرة الجماعات الاسلامية المتطرفة. كلها نجدها تداعيات لهجمات سبتمبر، فالهجوم الأميركي على افغانستان وكذلك الهجوم على العراق واحتلاله يثبت ان رؤية الولايات المتحدة في محاربة الارهاب ليست اصدار قرار من الامم المتحدة بل القدوم بقوات أميركية وإزاحة نظام، وهذا بحد ذاته له سوابق لم تكن مشهودة عالميا ولكنها حدثت بعد 11 سبتمبر. فتدخل الولايات المتحدة في افغانستان والعراق يشكل سابقة تُبرز تجاوزها للإرادة الدولية والمنظمات الدولية تحت مبرر أن هذه الدول تشكل مصدر خطر شديد، وتمتلك أسلحة دمار شامل وهذه رؤية فردية من قبل الولايات المتحدة. وعلى رغم ان النظام العراقي كان سيئا وعلاقته مع شعبه كانت مبنية على القمع والاستبداد، ولكن هذا لا يبرر ان تغزو الولايات المتحدة هذه الدول وتروج لوضع بعض الدول الاخرى في قفص الاتهام نفسه كما تحاول الآن الولايات المتحدة الترويج لسورية».

ويضيف «بلاشك ان الولايات المتحدة تعاني من شرعية التدخل، وهناك ازمة سبّبها الموقف الفرنسي وموقف بعض الدول. على رغم ان تدخلها في افغانستان جاء ضد نظام طالبان الذي يشكل نوعا من التخلف الزمني الهائل، وكذلك النظام العراقي القمعي الذي ترفضه غالبية شعبه، ومع هذا بقي التدخل الأميركي امرا غير مقبول ولا يحمل مبررا كافيا. فليس من المعقول ان رؤية دولة واحدة ومجتمع واحد تُفرض على العالم بأسره».

ويتساءل سلمان عن حروب الولايات المتحدة على افغانستان والعراق بالقول: «ليس من المعقول ان يكون طرف قويا كالولايات المتحدة يملك اسلحة قوية ويشن حربا على طرف آخر اقل منه قوة لينتصر عليه، ماذا لو كان الطرف الآخر قويا؟ هذا يعني اننا امام حرب عالمية ثالثة. هذه الرؤية التي يملكها صقور الادارة الأميركية لا تملك أي افق سياسي او افق حضاري إنما غلبت عليهم رؤية لا تقل بتاتا عن رؤية النازية في إدارة الحرب العالمية الثانية».

فيما يعتقد المفكر علي فخرو انه «من الضروري ان ننظر الى حوادث سبتمبر من عدة زوايا وليس من زاوية واحدة. فحوادث سبتمبر استُخدمت مبررا من قبل قوى لتبرير قرارتها، وان العالم يشهد يوميا حوادث يذهب ضحيتها الكثير من الابرياء سواء عن طريق المجاعات او الحروب الاهلية او المؤامرات، ومع ذلك لا تعطى هذه الحوادث الاهمية التي اعطيت لحوادث سبتمبر».

ويضيف فخرو «القضية الاساسية تكمن في قدرة المجتمع الغربي على ان يجعل من ايديولوجياته الاربع بين الحين والآخر ايديولوجيات متعصبة ومنغلقة على نفسها وطامعة في العالم، فبين الثورتين الأميركية والفرنسية بدأ ما يسمى (العصر الجديد والحداثة) وهذه الحداثة ارتبطت بأربع ايديولوجيات: الايديولوجية الاشتراكية والليبرالية والقومية والمحافظة. ولو نظرنا الى تاريخ الغرب خلال المئتي عام الماضية فسنرى ان الايديولوجية الاشتراكية انحطت شيئا فشيئا الى ان وصلت الى انحطاط شديد في العهد الستاليني، وأصبحت كابوسا رهيبا ضد الانسان وضد كل مبادئ الاشتراكية. ونحن يجب ان نعترف بان الغرب هو الذي سمح بانحطاطها. اما الايديولوجية القومية فقد انحطت ووصلت الى أسوأ مراحلها بالعهد النازي في المانيا والفاشي في ايطاليا والدكتاتوري في اسبانيا تحت مسمى الايديولوجية القومية. كذلك الايديولوجية الليبرالية ايضا فسدت عندما سمحت للفردية بان تصل الى مراحل الرأسمالية المتوحشة، وان تقبل باستعمار الآخرين واستغلالهم ومراحل اللاعقلانية التي تظهر حاليا في المجتمع الغربي من خلال ممارسات تخلو من القيم والمبادئ الانسانية. اما الايديولوجية الرابعة فلم تقُم بصورة واضحة في المجتمع الغربي على رغم وجود اناس محافظين دائما في المجتمعات الغربية إذ لم تصل الى مرحلة ان تكون قوى حاكمة إلا انها الآن أصبحت تمثل السلطة القوية في الإدارة الأميركية، وهذه الايديولوجية الرابعة الآن بدأت تفسد وتنحط وتتحلل لكي تصبح أيديولوجية اليمين المسيحي المنغلق على نفسه والمتعصب والمؤمن بالأساطير والذي يعاونه يمين صهيوني لا يقل تطرفا عنه».

ويضيف فخرو« اذا، نحن أمام حقيقة لم تكن سوى واجهة لتغيير سيحدث، ولو لم تحدث هذه الهجمات لاستغل هذا اليمين حوادث أخرى وقام بما فعله منذ الهجمات للسيطرة على العالم تماما كما فعلت النازية من قبل، وكما فعل ستالين بحجة انه يريد ان ينقي الحزب من العناصر الانتهازية. وهناك كل الدلائل التي تشير الى ان الجماعات المحافظة قضت ثلاثين عاما تبني نفسها لكي تدخل الى مراكز القوى، بالتأكيد هذا لا يعني اننا لا نهتم بالبعد الانساني لما حدث في هجمات سبتمبر فعملية قتل الابرياء امر مرفوض تماما، ولكن استغلاله لمصالح رأسمالية هو ايضا امر مرفوض، والتغييرات الجذرية التي حدثت بعد الهجمات في مسار السياسات والهمجية الرأسمالية التي نشهدها الآن من قبل الولايات المتحدة لا يمكن ان تكون حوادث سبتمبر هي السبب فيها، بل وجود فكر متطرف وهذا ما يمثل الايديولوجية الرابعة في المجتمع الغربي والتي بدأت تفسد الآن. وانا واثق ان الأميركيين الشرفاء والاوروبيين سيقفون بوجه هذا التطرف مثلما وقفوا قبل ذلك بوجه النازية».

ويضيف فخرو «هناك شعور يُحاول ان يمرَّر في العالم بأنه لولا المسلمين والإسلام لكان العالم بخير والعلاقات السياسية بشكل افضل وأن هذا الأمر بمنتهى الخطورة، كذلك المبرر الذي استخدم لشن الحروب على نظام طالبان ونظام صدام حسين على أنهما يمثلان أنظمة سيئة وقمعية - وهذا لاشك فيه - ولكن هذه الانظمة على رغم مساوئها لم تكن لتشكل الخطورة التي نادت بها الولايات المتحدة لاقامة حروبها».

أما رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي عبدالرحمن النعيمي فيرى ان «الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن لم تواجه المشكلة الاساسية التي انبثق عنها موضوع العنف، وهو وقوفها المنحاز الى جانب الكيان الصهيوني وتماديها في مسألة الهيمنة على العالم كما لو ان لعب دور الشرطي هو ما سيحل مشكلات العالم». ويقول النعيمي: «لقد ثبت ان الحل الامني ليس هو الحل الامثل للمشكلات السياسية والعلاقات الدولية فقد كانت الولايات المتحدة تتوقع الهيمنة على العالم من خلال الاتفاقات التجارية والاسواق التجارية وبالتالي يكون العالم منفتحا على بعضه البعض، ولكن بعد 11 سبتمبر أصبحت الولايات المتحدة تنظر الى تعميم الحل الامني من خلال العلاقات الامنية والمراقبة الشديدة وحركة المواطنين، وهذا بالتالي عرقل كل مشروع للانفتاح سواء في داخل الولايات المتحدة او خارجها واحدث ارباكا شديدا».

ويضيف النعيمي «الولايات المتحدة استهدفت المنطقة العربية باعتبارها منطقة مصدِّرة للارهاب، وتعاملت مع الامر بشكل خاطئ، وبالتالي ضاعفت من اشكالات القضية الفلسطينية وضاعفت ايضا من غضب واستياء الجماهير العربية وخصوصا في ظل الإجراءات التي اتخذتها مع السلطة الفلسطينية ومحاولات جر العالم إلى اعتبار حركة حماس حركة إرهابية، كل هذه المعطيات اوجدت حالا من التعقيد في المسار السياسي، وزادت من كراهية الشعوب العربية للسياسات الأميركية في المنطقة».

ماذا حصد العرب من دروس حوادث سبتمبر؟

يقول علي سلمان: «التدخل الأميركي في دول اخرى بعد هجمات سبتمبر ليست له آثار عسكرية واحتلال منابع نفط ومصالح تجارية فقط بل هو يعمل على تغليب رؤية حضارية للفكر الغربي على حساب رؤية اسلامية، وهو بالتالي يحمل ابعادا نفسية وثقافية يحملها الفكر الغربي باتجاه الفكر الاسلامي، وهذا يوازيه أيضا إحساس بالكره من قبل الكثير من العرب باتجاه السياسات الأميركية نتيجة لما يحدث في القضية الفلسطينية والدعم المطلق من قبلها للكيان الصهيوني. إلا ان واقع القوى الأميركية يفرض تخفيف العداء لسياساتها وبالتالي تتحول ممارساتها وحياتها لصالح الحضارة المادية».

بينما يرى فخرو ان «إحدى المشكلات الرئيسية في العمل السياسي الإسلامي هي ان الحكومات العربية لا تسمح للجماعات الاسلامية بالعمل بالشكل العلني كغيرها، وهذا ما يضطر من يعتقدون بالايديولوجية الإسلامية الى العمل بشكل سري ودائما العمل السري يقود الى العنف. فمن يريد ان يفرِّغ من يؤمن بالعمل السياسي الاسلامي طاقته بشكل صحيح مثله مثل غيره فيجب ان يترك له المجال للعمل بشكل علني، وان يكونوا احزابهم وليست هناك خطورة في ذلك».

ويقول فخرو: «نحن لسنا قيِّمين على المجتمعات، فالمجتمعات قادرة على ان تحمي نفسها بنفسها من أي تطرف سواء كان من الاسلاميين او القوميين او الاشتراكيين وغيرهم من القوى السياسية».

ويضيف «آن الأوان لمعرفة ان مواجهة الآخر تتطلب تصحيح الاوضاع والإشكالات الداخلية التي هي أهم بكثير من المواجهات الخارجية، واعتقد ان هذا الدرس الذي يجب اخذه من هجمات سبتمبر».

لا بديل عن الديمقراطية

يبدو ان التوجه نحو الديمقراطية الحقيقية في البلدان العربية هو خيار آن له ان يتحقق، وخصوصا بعدما آلت اليه الحال العربية بعد هجمات سبتمبر اذ يقول سلمان: «لم ينشأ اسامة بن لادن او الحركات الاصولية المتطرفة على امتداد العالم الاسلامي إلا نتيجة لقمع الحريات في الدول العربية، ولم يكن للفكر الاسلامي ان ينتج أية جماعات متطرفة لو كانت الظروف التي يعايشها هؤلاء طبيعية في بلدانهم، فحال القمع والاستحواذ على القرار السياسي والاستحواذ على الفكر من قبل طبقة معينة أخرجت هذا النمط المتطرف. ولا يمكن ان يتمكن العالم العربي من الوقوف امام الصراع الحضاري وتداعيات 11 سبتمبر من دون إيجاد نهج ديمقراطي تتعامل به الحكومات مع شعوبها. وهذا لا يقتصر على تداعيات سبتمبر بل أيضا في التعامل مع مستجدات القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي المقدسة إلا بإدخال الديمقراطية واصلاح واقع الاستبداد لدينا وإدخال الحريات الى الشعوب العربية فلا يمكن ان يخرج القمع والاستبداد الذي مورس بحق الشعوب العربية كيانات عربية قوية».

ويضيف فخــرو «لا توجد بدائل للديمقراطية، ولا يمكن حل الإشكالات إلا من خلال وجود مجتمع مدني فاعل يشارك مشاركة حقيقة في اتخاذ القرارات بحيث لا ترتكب حماقات من مجموعة من الافراد ممن يحكمون الارض العربية».

ويرى فخرو انه عندما تحدث حوادث تخصنا مثل حوادث 11 سبتمبر فيجب ألا ننجرف في التفسير وفي ردة الفعل التي تصدر من الآخر، وانما تكون لنا تفسيراتنا وردود فعلنا. وهنا اشير الى الهذيان الذي قرأناه وسمعناه بعد الهجمات من مجموعة كبيرة من المفكرين العرب الذين قرأوا حوادث سبتمبر من خلال أشخاص مثل توماس فرديمن والوشنطن بوست والنيويورك تايمز او من مؤسسات غربية. نحن لسنا ضد التفاعل مع الآخر في طرح القضايا، ولكن يجب ان تكون لنا رؤيتنا وتحليلاتنا السياسية الخاصة بنا».

أما النعيمي فيقول: «بلاشك ان الديمقراطية هي من تستطيع محاصرة هذه الحركات المتطرفة لانها ستكون مفلسة امام تقدم المجتمع وحاجته الى التطور، وهذه الحركات غير قادرة على مواكبة التطور وبالتالي لا تتشكل لها أية صدقية مهما اتخذت من شعارات ضد الصهيونية. وافغانستان نموذجا صارخ لعدم وجود مستقبل امام التطرف».

ويضيف النعيمي «هناك قضية اساسية وهي الانظمة الاستبدادية التي امتازت بصمودها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وهذا ما خلق ما يمكن تسميته بالمأزق كما هي الحال العراقية، وبالتالي قامت الولايات المتحدة بالهجوم عليه واحتلال أرضه تحت حجة الاطاحة بنظام شمولي على رغم ان الاهداف الاساسية تكمن في وضع اليد على مقدرات دولة بكاملها».

ويجد النعيمي ان المنطقة العربية امام تحد هائل يوجب افساح المجال للحوار امام القوى المجتمعية لكي تشارك في صنع القرار. «فالمطلوب الآن حركة ديمقراطية عربية تتمسك بثوابت، وترتبط مع الحركات الديمقراطية في العالم ضد التوجه الذي تمارسه الولايات المتحدة في سياساتها باتجاه المنطقة وثقافاتها».

وعن الدور الذي يمكن للجهات الاسلامية ان تلعبه في توضيح الصورة الحقيقية عن المفاهيم والثقافة الاسلامية التي تأثرت كثيرا في المجتمعات الغربية بعد هجمات سبتمبر يقول سلمان: «لا اعتقد ان الاسلام تقدم لشرح نفسه بعد حوادث سبتمبر، بل اعتقد ان حوادث سبتمبر استُغلت من قبل وسائل الدعاية الصهيونية باتجاه تشوية المسلمين وزيادة العداء تجاههم».

ويشير الشيخ سلمان الى ان النظرة نحو الثقافة الاسلامية قد تغيرت كثيرا بعد حوادث سبتمبر ليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية بل ايضا في كثير من العواصم الأوروبية التي كانت تتعامل في السابق مع الاقليات بما فيها الاسلامية ضمن مفاهيم الحريات المدنية. وبالتالي اصبح الاسلام يقف في قفص الاتهام من قبل الثقافات الاخرى في العالم.

ولكنه يستدرك ان هناك حالا من التقصير يتحملها المسلمون انفسهم، وذلك بتقديم الرؤية الاسلامية وهذا التقصير يأتي من جانب حكومات المسلمين والجماعات الاسلامية.

وفي سؤال عما اذا كانت الكثير من الجماعات الاسلامية قد أضرت بالاسلام اكثر مما قدمت النفع له يقول سلمان: «في اعتقادي ان منطلقها كان الاحسان، ولكنها اساءت بلا اشكال ولو عدت الى الخلل الاساسي فهو في العالم الاسلامي. وانا شخصيا اميل الى ان الخلل ليس ثقافيا ولا اقتصاديا، ولكنه خلل سياسي نتيجة للاستبداد والقمع الذي مارسته الكثير من الانظمة العربية باتجاه شعوبها، فالاستبداد هو المسئول بالدرجة الاولى عن التطرف الذي وصلت اليه الكثير من الجماعات برؤيتها السياسية».

فيما يرى فخرو انه لا يوجد طرح واحد للاسلام، سواء من الوجهة الدينية او من الوجهة السياسية، فهناك الكثير من الاسلاميين المعتدلين الى ابعد الحدود، وهناك الكثير من الاسلاميين المتطرفين الذين هم خارج العصر.

ويتساءل فخرو عما اذا كان ما ينطبق على الاسلاميين المتطرفين هو نفسه ما ينطبق على المتطرفين من الشيوعيين العرب والقوميين والبعثيين فيرجح ضرورة الايمان بالعمل الديمقراطي السلمي السياسي الجماهيري من خلال كل مؤسسات المجتمع المدني وليس من خلال احزابها فقط، وان المطلوب في هذه المرحلة ان نبدأ حوارا معمقا ومستمرا مع كل القوى المتطرفة في المجتمع العربي والاسلامي.

ويرى النعيمي ان «الولايات المتحدة هي التي شجعت ومولت التنظيمات المتطرفة التي تسعى الآن للقضاء عليها، مثلما حدث في افغانستان ايام الحرب مع الاتحاد السوفياتي، وبالتالي هذا الطفل نما بشكل كبير وبدعم أميركي واصبح يشكل خطرا على المنطقة ويُسيء الى الاسلام وتطور المنطقة والنظرة الى العلاقات الخارجية وقضايا مجتمعية اخرى مثل قضايا المرأة والتسامح والانفتاح، وبالتالي خلق لدينا مجتمعات مغلقة اعادت البيئة التي تعيش فيها الى الوراء، وهذا تتحمله الولايات المتحدة كما غذّت ايضا الحركات الصهيونية التي ايضا تعتبر حركات متطرفة وتعوق التقدم الانساني»

العدد 370 - الأربعاء 10 سبتمبر 2003م الموافق 14 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً