لا أحاول ان اكون في مقالاتي مصلحا رياضيا على غرار مصلح اجتماعي، ولا أحبذ طرح المواضيع الاستعراضية التي «لا تودي ولا تجيب»، كما أنأى بقلمي عن انتقاد من يعمل في ساحة انديتنا واتحاداتنا الرياضية؛ لانهم اناس هواة متطوعون لا يتقاضون رواتب مقابل عملهم المضني، الا من يحاول ركوب الرياضة من اجل الوصول الى مآرب اخرى. وحينما اتعرض للقضايا المهمة والحيوية التي تؤثر وتتأثر بما يدور على الساحة الرياضية فإني أعالجها بأسلوبي البسيط البعيد عن الاثارة او محاولة التصيد في الماء العكر؛ لانني لا اهدف غير الصالح العام.

ولكن اكثر المواضيع التي تزعجني – حقا - هو التشاؤم والنظرة السوداوية التي اجدها في الردود التي تصلني على مقالاتي، اوعند بعض العاملين في الاندية التي هي عصب الرياضة البحرينية، بسبب عدم وجود الحلول السريعة للمشاكل التي تواجهها الاندية والمراكز الشبابية، والمقارنة الظالمة بين ما نحن عليه في البحرين بدول التعاون الخليجي الشقيق الذي يلقى من حكوماته وشركاته وأعيانه كل الدعم.

لذلك حينما اتحدث مع المسئولين الذين يتواصلون معي عن هذه الصعوبات التي اصبحت تمثل عائقا حقيقيا امام عملهم التطوعي، والاحباطات التي اصبحت تلازمهم، كنت اطالبهم في كل مرة أن يتحلون بالصبر والاراده القوية، وان لا يبتعدوا عن مواقعهم في الاندية ويتركوا الساحة «لكل من هب ودب» لان عملهم اكبر من توفر الامكانات المالية او اية امكانات اخرى ينتظرون الحصول عليها؛ لانهم مؤتمنون على اولادهم وابناء قراهم ومناطقهم التي تربوا وترعرعوا فيها؛ اما التهرب او الابتعاد فهو لن يعالج المشكلة بل سيزيدها ترديا واحباطا.

لذلك اوجه كلمة لمثل هؤلاء الاشخاص الذين يجدون في ما نتناوله من قضايا رياضية مصيرية، واطروحات هدفها تحسين الوضع الرياضي والنهوض بمستواها الاداري والمالي والفني، هو مجرد احلام لن تتحقق او تمس الواقع، ويعلق على كتاباتنا بأننا «نؤذن في خرابة» أقول لهم إن الانسان في كل زمان ومكان معرض لمواجهة المشاكل، وان في حياته العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، ابرزها علاج الامراض المتفشية في المجتمع. والواجب عليه التصدي لها بإرادة حديدية وعزيمة قوية حتى يتغلب عليها، قبل ان تصبح مرضا تصل خطورته القضاء على روحه المعنوية وارادته، وتجعل الالوان في عينيه كلها سوداء.