العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ

ذاكرة (1)

عبدالجليل السعد comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ولدت في المحرق بمنزل كبير جداً قياساً بمنازل زمان، وكان ذلك أكثر من ستين عاماً مضت. تمثلت ضخامة المنزل في أكثر من شكل يبدأها عدد الحجر وكانت أكثر من 23 حجرة ما بين الطابق الأرضي والأول، أما الثاني وهو السطح (وكنا نسميه المنطر، وقد بحثت في معناه فلم أجد غير المرصد أو المرقب لمراقبة النجوم والتي ربما تكون كلمة منطر أخذت منها) فكان خالياً وبه حنفية ماء لم أستطع حتى اليوم معرفة وصول الماء إليها بدون موتور أو وسيلة أخرى. كانت الحنفية تستخدم للوضوء لصلاة الصبح عندما كانت العائلة كلها تنام في السطح وذلك طبعاً في الصيف وذلك بتقسيمه لمساحات يحتل الوالد والوالدة قسم خاص وبقية الإخوان والأخوات كلٍّ مع عائلته. أما أخي وأختي الأكبر مني وأنا فكنا ننام مع بعض في قسم، حتى كبرت أختي قليلاً فأصبحت تنام مع أمي أو واحدة من أخواتها. كنا وقتها ننام على أسرّة خشبية وعليها فراش من قطن خفيف وكنا نسمي هذه الأسرّة (كرافي) ومفردها (كرفايه) والكلمة دخيلة من الأورديه ومنتشرة في المحرق بالخصوص وتعني أصلاً السرير الخشبي والمكونة مساحة النوم فيه من الحبال المشدودة، ويقال إن بقية مناطق البحرين تسميه سرير والتسمية خليجية وموحدة.

السطح أو المنطر لم يكن للنوم صيفاً فقط، بل تعددت أغراضه واستخداماته للعائلة وخاصة الأبناء الذكور، فالسطح لنشر الثياب، ولقفص الحمام الذي بنيته لسنوات، وبيت لأرانب أحد إبناء إخوتي ونوع من المخزن لبعض أغراض أحد الإخوة أو الأخوات والكثير من الأشياء التي تحتاج لمساحات كبيرة فاضية ومفتوحة على السماء.

ربما سمعتم ورأيتم بول الشيطان الذي ارتبط في ذاكرة كل طفل في المنطقة وإن لم ولن يعرفه الكثير منا حيث اختفى مع المكيفات والحجر المنفردة والحمامات الخاصة. بول الشيطان هو الملح المتبقي بعد أن ينشف العرق المتكون أثناء الليل وخاصة على الأقدام والرقبة أحياناً، فيظهر كبقع وخيوط وكنا نسميه بول الشيطان وهي التسمية الأساسية، وهو كذلك الملح المتكون بعد أن ينشف ماء البحر خلال لعبنا وجرينا في الفريج ولا أعرف لماذا سمي بهذه التسمية ولكنها كالكثير من التسميات التراثية مجهولة التعريف والقائل والمصدر.

النوم سطحاً كانت متعة العائلة من رجال ونساء وأطفال، ففيها كنا نتجمع (حتى وإن كانت لفترة قصيرة وهي فترة الصيف ووقت النوم في الليل وليس الظهر أو العصر)، وكانت الوالدة وقتها تصنع لنا شراشف من قماش شفاف يسمي (الململ).

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل السعد"

العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:36 ص

      ايام زمان

      ايام زمان موضوع جميل ذكرتنا باايام الجميلة الحلوة يا ريت ايام زمان تعود و تعود البهجة في العائلة الوحدة في السكن مع بعضها البعض بدل الانتضار 15 سنة للسكن في صندقة في النهاية.
      اكثر من هكذا مواظيع وشكرا لك يا سعد

اقرأ ايضاً