إن الفقر سهلٌ شجبُه صعبٌ مكافحتُه. وما يحتاج إليه الذين يقاسون ويلات الجوع والعوز والمهانة؛ هو أكثر من مجرد كلمات متعاطفة، إنهم يحتاجون إلى دعم ملموس.
واحتفالنا باليوم الدولي للقضاء على الفقر (17 أكتوبر/ تشرين الأول) هذا العام يأتي في وقت تعيش فيه بلدان عديدة حالة تقشف اقتصادي. وأصبح الخطر يتهدد تمويل تدابير مكافحة الفقر في سياق كفاح الحكومات لتحقيق التوازن في موازناتها. على أن وقتنا هذا هو الوقت الذي يلزم فيه تزويد الفقراء بإمكانية الاستفادة من الخدمات الاجتماعية والدخول المؤمَّنة والعمل اللائق والحماية الاجتماعية. فعند ذاك فقط؛ نستطيع أن نبني مجتمعات أقوى وأكثر ازدهاراً، وليس أن نحقق التوازن في الموازنات على حساب الفقراء.
لقد أذكت الأهداف الإنمائية للألفية جذوة العمل العالمي الذي أحدث قدراً كبيراً من التقدم. فقد خفَّضنا الفقر المدقع إلى النصف، وصحّحنا انعدام التوازن بين الجنسين في مراحل التعليم الأولى، إذ أصبحت أعداد البنات بالمدارس الابتدائية حاليّاً أكثر من أعداد البنين. وأصبح ماء الشرب النظيف في متناول مجتمعات أكثر عدداً بكثير. وأُنقذت الملايين من الأرواح بفضل الاستثمار في الصحة.
إن هذه المكاسب تمثل تقدماً رئيسيّاً في سبيل الوصول إلى عالم أكثر إنصافاً وازدهاراً واستدامة. لكن هناك أكثر من مليار شخص ما برحوا يعيشون في فقر ويُحرمون من حقوقهم في الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. وعلينا أن نمكِّنهم من مساعدتنا على إيجاد حلولٍ مستدامةٍ لهذه المشاكل. كما ينبغي لنا ألا ندخر وسعاً في ضمان أن تحقق جميع البلدان الأهداف الإنمائية للألفية بحلول العام 2015.
ولقد أعلن قادة من جميع أنحاء العالم، في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي عقد في يونيو/ حزيران هذا العام، أن القضاء على الفقر هو «أعظم التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن».
ونحن الآن؛ في مرحلة وضع إطار إنمائي للأمم المتحدة للفترة التالية للعام 2015، مستندين في ذلك إلى الأهداف الإنمائية للألفية، ومستهدفين مواجهة ضروب التفاوت المستحكمة والتحديات الجديدة التي يواحهها الناس والكرة الأرضية. وهدفنا هو الخروج بإطار جسور وطموح يمكن أن يدعم إحداث تغييرات جذرية تعود بالفائدة على سكان الحاضر وعلى أجيال مقبلة.
إن الفقر المستشري، الذي ظل يتفشى لآجال مديدة جدّاً، مرتبط بالقلاقل الاجتماعية وبالتهديدات المحدقة بالسلام والأمن. فهيَّا بنا، في هذا اليوم الدولي، نستثمر في مستقبلنا المشترك؛ بأن نساعد على انتشال الناس من براثن الفقر؛ حتى يستطيعوا بدورهم أن يساعدوا في إحداث تحول في هذا العالم.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3693 - الثلثاء 16 أكتوبر 2012م الموافق 30 ذي القعدة 1433هـ
الى السيد بانكي
اكول يا خوي يا بانكي تراك غلطان يوم اتقول : (( إن الفقر المستشري، الذي ظل يتفشى لآجال مديدة جدّاً، مرتبط بالقلاقل الاجتماعية وبالتهديدات المحدقة بالسلام والأمن. )) تراك قلبت الموضوع و لك كل الحق في ذلك لأن اشياء كثيرة في هالعالم مقلوبة انا ارى العكس القلاقل هي المرتبطة بالفقر ووالفقر هو الذي ينتج المآسي وليس فقط القلاقل فالفقر يجبر الإنسان على الخطيئة والإنحراف والسرقة والقتل وكل شئ وفي عرفنا الفقر مهانة وكل ذلك ناتج عن عدم عدالة تقسيم الثورة في هذا العالم ارجو ان تصلك رسالتي وعالمك سعيد
غريبه
غريبه انك لم تبدي قلقك