كان البيان الأول في تاريخ البلاد الحديث الذي دخل ضمن سجل الوثائق التي لا تكذب؛ ذاك الصادر عن وزارة الصحة في شهر نوفمبر 2011 يخاطب الكوادر الصحية التي أُرجعت إلى العمل بعد فترة توقيف دامت ستة أشهر حيث تم إلزامهم بتوقيع تعهد يتضمن في الفقرة الأخيرة «أن يلتزم، الموظف، بعدم إقامة أي احتفالات أو توزيع الحلويات في موقع العمل»، أي ممنوع توزيع الحلويات في أي مناسبة سعيدة في موقع العمل!
وبعد مضي نحو عام وفي أكتوبر 2012، هاهو البيان الثاني يصدر هذه المرة من وزارة التربية والتعليم في بداية احتفال البحرين بعيد المعلمين، والبيان هو بـ «منع الأكل والشرب في المدارس» ضمن تعميم «منع التجمعات» غير المرخصة بالمدرسة، ومنه هذه الفقرات كما جاءت: «نؤكد على ضرورة التنبيه على الهيئة التعليمية والإدارية بعدم تنظيم التجمعات التي تحدث بهدف الأكل والشرب، والتي تعد مخالفة ومعرقلة للأهداف المنشودة في اليوم المدرسي، وتعطل المهمات الموكلة إليهم»، بالإضافة إلى «ضرورة الالتزام بالمظهر العام واللائق، وعدم لبس «الجينز» في المدرسة، واضعين دائماً في اعتبارهم أن يكونوا القدوة الحسنة للطلاب، ومقدرين المكانة والسمعة الطيبة للمدرسة في المجتمع».
وفي تعاميم أخرى، وهي تحتاج لدراسة علمية، تم منع المدرسين من وضع أيديهم حتى في جيوبهم لأنها مظهر غير تربوي!
هذا جزء بسيط من الهدايا التي تلقاها المعلمون في عيدهم وفي مطلع العام الدراسي الجديد. هدية لم يتوقعها أحد كما هو بيان الصحة السابق. ونسي صاحب فكرة مثل هذه البيانات النارية أن المعلم بشر وموظف وليس متهماً محكوماً عليه بأي عقاب، ويحق له الأكل والشرب أينما كان. أما لبس «الجينز» وغيره فهذه سلوكيات لا تحدّ بقانون، كما هو تعميم «ممنوع بصق البان على الجدران»، فهل ارتدع بعض أفراد الجالية الآسيوية عن ذلك، والجدران تشهد بالعكس.
ثم ما علاقة الأكل والشرب في فترة استراحة المعلم أو خلال «فسحة المدرسة» بهذا الحرص المطاطي من أنه «معرقل للأهداف المنشودة في اليوم المدرسي، وتعطل المهمات الموكلة إليهم»؟ مع العلم بأن تجمعات الإفطار للمعلمين هي التي تبث روح الألفة والمحبة والتسامح بينهم. ولا تسألوا من وضع التعميم بل اسألوا من شارك في مثل هذه الجلسات، في وقت الراحة فقط، أو من شارك في لجان تصحيح أوراق الامتحانات للثانوية العامة في النظام القديم خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، عن مثل تلك الجلسات الخفيفة وسوالفها بين فترات العمل في التصحيح بمبنى مدرسة المنامة الثانوية، مبنى مركز المعلمين حالياً، كم كانت جميلة وتعتبر من أروع لحظات تلك المرحلة. حين تتجمع النخب التربوية في جو ودي مفعم بروح الفريق الواحد حيث تسقط كل الاعتبارات والمناصب في جلسة حول مائدة طعام يسد الرمق ولكنه يشحذ الهمم ويزيد اللحمة الوطنية وروح الأخوة. فما بالكم كيف تعمّمون؟ ولماذا على كل شيء جميل وتربوي وأخلاقي تقضون؟
أحد القراء في الصحيفة علّق على هذا القرار بقوله: «يبدو قد تم استعارته من الكتاب الأخضر»! أما المعلمون المكتوون بنار مثل هذه القرارات الغريبة فقال أحدهم: «لا توجد في المدارس الحكومية مطاعم يتواجد فيها المعلمون والمعلمات للتجمع للأكل فيها أبداً حتى يكون تجمع المدرسين مخالفاً للعملية التعليمية، وإنّما يأكل المعلم على طاولته في حجرة المعلمين في أثناء الفسحة ووقت الراحة... ولكن المراد من المنع هو أن يشكو المعلم أو المعلمة همومه وأشجانه لإخوته سواءً هذا الهم متعلق بعملية التعليم أو بالسياسة أو بالحياة الاجتماعية. فعلى المعلم أن يدخل المدرسة صم بكم، فلا يحق له أن يلقي التحية على المعلمين أو الإدارة أو الطلبة». ومعلم آخر طالب بضرورة أن تفكر الوزارة جدياً في شراكة حقيقية مع معلمي الميدان بدل هذا الإقصاء والاستهداف الواضح.
وهناك منهم من وضع يده على الجرح الحقيقي الذي تغاضى التعميم عنه، وهو أن ظاهرة لبس «الجينز» وبعض السلوكيات الشاذة التي تحدث عنها بيان التربية من وضع اليد في الجيب أمام الطلبة؛ فيذكر أنها لم تظهر إلا بعد توظيف المتطوّعين والمتطوعات الجدد لأنهم يعانون من الفراغ بسبب عدم تأهيلهم تربوياً بشكل علمي مدروس أولاً، ولصغر سنهم وقلة خبرتهم في هذا المجال ثانياً. فالمفترض أن تقام ورشة عمل تربوية لمعظم هؤلاء بدل إصدار تعاميم تشمل الجميع وتجرح كثيرين وتشوه سمعة معلمين أجلاء من الجيل التربوي الحقيقي كانوا ومازالوا عنواناً وشعاراً للتربية والتعليم في البحرين لسنوات خلت.
والسؤال الآخر في هذا الجدل الذي فُتح بسبب تعاميم العام الجديد: ماذا عن موظفي الوزارة؟ أليسوا هم قدوةً أيضاً للمعلمين والمعلمات، بل هم واجهة أي زائر تربوي لها، وحتى لا يقال إذا كان رب البيت... فقد علّق أحد القراء على الخبر قائلاً: «أما موظفو الوزارة بالمكاتب فلا مانع من تجمعاتهم ولبس الجينز والصبغة الحمرة والخضرة وكأنك داش حفلة عرس»!
بينما اقترح أحد المعلمين وهو يؤيد موقف الوزارة من اللباس غير اللائق، بأنه «إذا كانت الوزارة تبغي تفرض شيء على المعلم من ناحية اللبس المفروض تكون تدفع مبلغ سنوي أو فصلي للبس مثل ما عند الكثير من الوزارات لسببين الأول: وذلك لسرعة تلف الملابس بسبب الأقلام والسبورات وغيرها، الثاني: المعلم غير ملزم بشراء ملابس خاصة بالعمل مادامت جهة العمل تشترط نوعية من الملابس غير المعتاد عليها المعلم في حياته الخاصة».
أما أطرف تعليق من القراء يحسم هذه المسألة فهو: «أنا أقترح توحيد اللباس وجعله ثوب ولحية بالنسبة للمعلمين و «عباية» سوده مع النقاب بالنسبة للمعلمات، وفي هذه الحالة لا حاجة لمنع التجمعات»!
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ
إننا نموت ببطء
أشكرك أستاذي لتسليطك الضوء على جزء بسيط مما نعاني واقترح عليك إعداد سلسلة من المقالات لعل أحد ما يلتفت إلينا لأننا فعلا ننوط ببط ء وخصوصا نحن المعلمات .
هذا جزء من دكتاتوية متاصلة
انهم يعدون انفاس المعلم و يطالبونة بالمستحيل
أم البنات
الله المنتقم وسينتقم للشعب المظلوم وستتحسن الأحوال بإذن الواحد الأحد ( إنما الله إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون ) فلا تيأسوا من رحمة الله الواسعة
مهزلة
المدرس ممنوع من الاكل ممنوع من اجازة من غير راتب للحج ممنوع من لبس الجينز حتى في الدورات التدريبية ما نوفر إليك وجبة فطور ومن احتقارهم للمعلم يعمم في المنشور انه لا توجد وجبة إفطار رغم الدورة من الصبح للظهر أي احتقار لدور المعلم والقهر يريدون تحسين قولوا بصريح العبارة تحطيم
الإحباط موصل حده
تكلم عن الإحباط يا أستاذ لقد تم تجاهلنا واقصاؤنا من جميع الترقيات على الرغم من تحقيقنا لمستويات متقدمه في الامتحانات التحريريه والمقابله والبرنامج التطبيقي اذ انتم ابطال اذكرو الأسباب الحقيقيه وراء استبعادنا واقصائنا من الترقيات حيث المدرسون والمدرسات من تمت ترقيتهم يعترفون بأننا افضل مستويات منهم وتريدون تحسين الاداء بالمدارس وجودة التعليم انا اقول اعيدو النظر بالامر
كاد المعلم أن يكون رسولا
الواضح هو إرادة تفريغ المعلم من هذا المضمون و جعله خانعا ذليلا
عش رجبا ترى عجبا
كل الموظفين في القطاع الحكومي و الخاص يآكلون على طاولتهم، شنو المفروض المعلمين يسوون ؟ يصومون و لا يقعدون حلقة على الأرض وقت الفسحة يآكلون أكلهم..
هذا مستوى القائمين على البيانات
فماذا تنتظر من هكذا مستوى ؟ المدرسين والمدرسات مستوياتهم عالية جدا بينما من يصوغ تلك البيانات هذا هو مستواه ، فلكم الحكم هل يستطيع ان يقود نخبة المجتمع أمثال هؤلاء ولكن ماذا نعمل اذا كان هذا هو مستوى بعض المسئولين عن التعليم ؟ الأمر كله مسيس الى أخمص القدمين بنكهة ركيكة
عسكرة التربية
اجواء المدارس واقسام التربية اصبحت اشبه بالثكنة العسكرية
ممنوع الاكل وممنوع هذا وذاك والغرض من ذلك تضيق الخناق على فئة من المعلمين كان لهم مواقف سياسية مشروعه ومحقة وفق الدستور
اين الحل ؟
بالله عليك .. من اصدر القرار
المدرسين بالمدرسة ربما يجتمعون لدقائق معدودة بوقت الفسحة .. فما الضير في ذلك واين المشكلة.. لو صدر مثل ذلك القرار للوزارات الخدميه الآخرى لقبلناه .. ولكن المدارس ؟!
اين الحل؟
بدل اصدار التعميمات المتخلفة.ز بين الفينة و الآخرى
ايجاد مدارس مؤهله وعملية تناسب القرن الواحد والعشرين وتناسب دوله نفطية
ايعقل بان مدارسنا حتى الان لا يوجد بها مطاعم وصالات لتناول الطعام .. الحل بسيط فتح مناقصة لبناء مثل تلك المباني ..او دعوة التجار للمشاركة .. او اهل الخير وهم كثر
اين الحلول؟
ونحن في القرن الواحد والعشرون .. ومع التطور الحاصل في العالم .. اين نحن
مناهج متخلفه.؟!
مدارس غير مؤهله.؟!
مدرسين (متطوعين )؟!
قرارات متخبطه.؟؟
التحسين
ياريت يا استاذ تكتب عن نظام التحسين الجديد الذي يعتبر اعدام للمعلم من كثرة الطلبات والمراقبة المستمرة ونسوا ان للمعلم ضمير يراقب به نفسه وكثرة المتطلبات كأن المعلم ليس عنده التزامات ولا مسؤوليات سوى الوزارة يعمل لها
أم البنات
لا حول ولا قوة إلا بالله ، أحمد ربي بأني تقاعدت قبل ما اتعقد من هالقرارات والعقد بالرغم من إنني لم أضع يدي في الجينز يوما ما ولم أشاهد أحد زميلاتي يقمن بهذا العمل قط
اقتراح
مادام الوزارة صدرت قانون للمدرسين بعدم الاكل امام بعض فعلى الوزارة توفير كابينات خاصة مثل كابنات الهاتف العمومي يدخل فيها المدرس لقضاء حاجة الاكل وان لم تستطع فلتجبر المدرسين على الاكل تحت طاولاتهم
مقال في الصميم
مقال يعبر بحق عن ما يشعر به معظم المدرسين من قرارات الوزارة غير مدروسة للوزارة
هل يجوز نتجمع و نحن صائمون
التجمع و نحن نأكل ممنوع فهل لو اجتمعنا و نحن صائمون فيه اي اشكال قانوني ؟ و احيانا اضطر لادخال يدي لاستخراج شئ من جيبي هل يستثنى هذا الفعل من التحريم ؟ ارجو من وزارة التربية التعميم على محلات بيع الجينز بالامتناع عن بيع الجيز على المعلمين و من يخالف يعرض نفسه للمساءلة و التنسيق مع وزارة التجارة بوضع اعلان على المحلات "يمنع بيع الجينز على المعلمين" اسوة بمنع السجاير على من يقل عن 18 سنة
أي قرار من الوزارة صائب
معظم قرارات الوزارة غير مدروسة وتتخبط في إصدارها لأن الطاقم القديم لا زال موجودا للأسف ولا يستطيع أن يواكب التطور الحديث
قاراح
مادام الوزارة صدرت قانون للمدرسين بعدم الاكل امام بعض فعلى الوزارة توفير كابينات خاصة مثل كابنات الهاتف العمومي يدخل فيها المدرس لقضاء حاجة الاكل وان لم تستطع فلتجبر المدرسين على الاكل تحت طاولاتهم