ضمن ما أسفرت عنه الأيام والليالي البحرينية في شهور ميلادية وهجرية، بعض التعاريف اللغوية لمصطلحات وكلمات غريبة لم تكن موجودةً ضمن قاموسنا المحلي بهذا المعنى قبل هذا الزمان المتوحش. وقد فرضتها الأحداث قسراً علينا حتى صار الطفل يعرفها قبل الكبير، ولذا لا تحاول البحث عنها في معاجم اللغة لأنك لن تجدها بالسهولة المتوقعة.

حقوق الإنسان: مصطلح مطاطي خادع لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع بمجرد الموافقة عليه أمام الكاميرات.

إرهابي: شخص تموله الدول الكبرى ليكون ذريعة للتدخل في شئون الدول الصغرى، ويستخدم التعريف أحياناً كوشم الماشية للحركات الوطنية المطالبة بالحقوق الطبيعية.

مبادرة وطنية: عمل إنساني حضاري طيب، لا أحد يجرؤ على التقدم إليه اليوم لإنقاذ الوطن وإلا وُصف بالخيانة العظمى!

فبراير: شهر طعمه مر، ويطالب البعض بحذفه من «الروزنامة» السنوية لتصبح أحد عشر شهراً فقط.

اعتصام: ابن عم «المسيرة»، وكلاهما يطلبان اللجوء السياسي في دولة تقبل بهما معاً، خصوصاً بعد أن منعا من العيش سوياً بحد القوانين، ومازال الشك يحوم حول مدى شرعيتهما ووطنيتهما في الدول العربية.

قنبلة صوتية: صُنعت ليتسلى بها البعض في إزعاج غيره من الآمنين وأحياناً تستخدم في بعض الدول للقتل المباشر بلا تحفظ.

ندوة وطنية: يجلس حول كراسيها وخلف طاولتها مجموعة من الناس، موالون أو معارضون خونة، لينفثوا عبر الأجهزة اللاقطة المرخصة فوق الطاولة جُل همومهم وقضاياهم المصيرية عل وعسى تصل لمسامع من يتقن السمع والفهم.

مسيل دموع: عبوة معدنية أجنبية الجنسية لا تفرق بين طفل وكبير أو رجل وامرأة أو مريض أو صاحي، والمفترض أنها غير سامة ولتفريق المتظاهرين فقط. لكنها تصيب غالب الأحيان الوجه والعين والصدر والظهر.

عريضة شعبية: يكتبها مجموعة من الناس تتراوح بين المئات والآلاف، بعضها مختوم بالفتنة ومسموح به وأكثرها معارض وممنوع.

سلاح الشوزن: بندقية لصيد الطيور العنيدة من مسافات بعيدة أو قريبة ولا علاقة لها بالربيع.

المولوتو?: زجاجة حارقة سميت بذلك نسبة إلى صانعها الأول (فايشسلاف مولوتو?- Vyacheslav Molotov). استخدمت لأول مرة في الحرب الأهلية الأسبانية واستخدمها السوفيات ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية. وتسبب اليوم لمستخدمها في السجن لعشرات السنوات أو الحرمان من بيوت الإسكان والخدمات العامة.

حوار: حديث متفق بين اثنين وأكثر بشرط ألا يكون الشيطان ثالثهما وإلا فسد الحوار، وأحياناً يفضي إلى نتائج إيجابية إذا كان صادقاً، أو إلى نتائج سلبية إذا كان «اخرطياً»، وربما يتحول إلى مفاوضات بين طرفين متساويين في القوة والمنطق وليس في الحق.

ناشط حقوقي: أكثر إنسان يتعرض لهضم حقوقه بين الناس في الزمن الأغبر! وغالباً يبيت على أرضية سجون، ناقص خمس نجوم، أو يضرب عن الطعام فيعوض عنه بوجبات من نوع خاص ودسمة لا يستسيغها.

فصل من العمل: توجه لا إنساني تتعرض له جماعة مستهدفة لأسباب لا علاقة لها بالإهمال والتكاسل في أداء العمل أو التقصير في إبداعه سواء في القطاع الخاص أو العام.

قطع الرواتب: عمل تقوم به جهات معينة بذاتها ضد فئة مستهدفة بذاتها، حتى يتساوى الجميع في نفس الراتب ولا تعلو العين على الحاجب.

اصطياد في الماء العكر: فن تتقنه جماعة معينة بذاتها لا تملك أدنى إحساس بالآخرين، تقوم بممارسته في وقت الأزمات للحصول على مناصب لا تستحقها أساساً لأنها فوق مستواها العلمي والإداري.

مخرب: مرادف لكلمة مطرب، لكنه يعزف ويغني نشازاً بشهادة المايسترو فيتم استبدال الخاء بحرف الهاء في وصفه ليودع السجن بتهمة تهريب المخدرات.

حَراك شعبي: تارة يتهم بالطائفية وقت الحاجة لذلك في مناطق معينة، وتارة يكون وطنياً متى ما أدى فقط لتأييد السلطات الحاكمة في بلد ما.

عُنف: عمل يمارس من قبل جهات معينة يسمى دفاعاً عن النفس، ومن قبل جهات أخرى ترد عليه فيُطلق عليه هجوم إرهابي متعمد.

إصلاح: مطلب عزيز على قلب كل مواطن مخلص لوطنه يحاول الوصول إليه بالطرق السلمية حتى اليوم، وأحياناً يستخدم لإصلاح بعض أعطال المياه والكهرباء في البيوت والوطن أيضاً.

وتبقى هناك مصطلحات بحرينية في ذاكرة الناس يرددونها بصدق يومياً تحت وهج الشمس الساطعة أو ضوء القمر المتوجس لغدٍ مشرق لم تكتب بعد بحروفٍ من ذهب.