منذ صغرنا تربطنا كبحرينيين علاقات أخوة ومودة مع جميع طوائف البلد، ولم نلسع كرامة بعضنا البعض، ولم نُخوّن من قبل إخوتنا، حيث كان الاحترام المتبادل يسود علاقتنا، وكل منا له علاقات حميمية مع أبناء الطائفة الأخرى، والبعض الآخر تربطهم زيجات منذ عقود. وهناك صداقاتٌ قديمةٌ بين قاطني الرفاع وسترة على سبيل المثال، وتزاوجٌ بين أهل بني جمرة والبديع، وعراد والدير بأهل الحد.
لا أعتقد أن شخصاً لا يحترم مواطن بلده بأنه مواطن أو يتحلى بقيم المواطنة، فاحترام المواطن لأخيه أمر ضروري، فلا يجوز ازدراؤه أو اضطهاده أو سلب حقوقه مهما بلغ الاختلاف أشده. فإذا ما حدث عكس ذلك -عدم الاحترام- فنأولها إلى احتمالات عديدة، منها أنه ربما حديث عهد بهذه الأرض، أو له مصالح خاصة، أو أهداف غير نظيفة تقوده إلى شق الصف الوطني.
وفي كل الحالات هي غير مشروعة.
مع أننا نستشعر عظمة الأزمة، ونتفهم أنها أصابت جسد الأمة في مقتل، ونعلم شدة تأثيرها على العلاقات بين أبناء البلد، ولكن ليس من مبرر لتناسلها وتجذرها، نظراً لمعرفتنا بهذا الشعب العظيم، الذي توحد ضد الاستعمار الأجنبي، وقدم أعز أبنائه من الطائفتين الكريمتين قرابين من أجل الاستقلال، فلا يقبل بمجازاته بعد تقديم دمه فداءً للوطن، بغير وثيقة المنامة التي تلتقي بنودها مع ما طرحه سمو ولي العهد، لينعم أبناؤه بالاستقرار والحرية والأمان.
الشعب الذي توحد ضد الاستعمار البريطاني، ورفض في تلك الحقبة السوداء من تاريخه أن ينعم الأجنبي بخيرات البلد، وصوّت للاستقلال، بعد كل هذه التضحيات الكثيرة ألا يستحق المواطن أن يعيش معزّزاً مكرّمًا له حقوق وعليه واجبات؟ وألا يعيش غريباً في بلده ويعاني من الحرمان؟ إنه لا مناص من الاحترام المتبادل بين المواطنين، فهي القاعدة الأساسية لتدعيم قوتنا ضد عبث العابثين الذي يدعون إلى تفتيته من أجل تمرير أجنداتهم التي لا يرتضيها الشعب. ولابد من تنظيف القلوب من سموم أهل الفتن، وتصفيتها من الشوائب التي لحقت في بعض أجزائه، جرَّاء هذه الأزمة الطارئة التي عصفت ببلدنا. ولا ننسى أن أهل البحرين يمتلكون قلوباً بيضاء، وهو ما يجعلهم أسرع إلى الانتباه من الغفلة السياسية، والعودة إلى الله وإصلاح الأمور بين شركاء الوطن.
يجب علينا ألا نسمح لمخططات أهل السوء العبث والاستخفاف بعقولنا، فتنوير عقولنا هو الحصن المنيع لاستقرار بلدنا وصلاح شأننا. فإن من يحب وطنه لا يعادي أهله مهما اتسعت بينهم فجوة الرؤى السياسية، ومهما اختلفت الأيدلوجيات والمعتقدات الدينية، فما بالك إذا كان رابطنا الإسلام الذي ترتكز كل مبادئه على العدل والمساواة والمودة والأخوة والتسامح والتناصح.
ومن الواجب أن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، والابتعاد عن ظلمه والكف عن قذفه وعدم المساس بكرامته. ويجب علينا عدم الرضا أو القبول بمن يدعو للاقتتال والتناحر فيما بيننا.
إن من الواجب أيضاً التصدي لعبث العابثين وأهل الفتن الذين يتسترون بأسماء وهمية في مواقع التواصل الاجتماعية، وإحباط مخططاتهم للإيقاع بيننا، إما بالرد بالحسنى، وتقديم النصيحة، أو بالصمت والتجاوز عنهم. أما التنابز بالألفاظ الخبيثة فتشحن النفوس، وتنشر الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد، وهذا ما يرنو إليه أهل الفتن لإضعافنا... فالمطلوب منا تفويت الفرصة على الحاقدين.
إن من ينعت الناس بالخيانة أو يقوم بالتشهير بهم لأنهم طالبوا بالإصلاح أو دافعوا عن حقوق الناس، أو تصدّوا لسياسات فيها تمييز أو ظلم أو اضطهاد، فهم من ينطبق عليهم مثل هذه النعوت والأوصاف... فلا يحرض على إخوانه المواطنين مواطنٌ شريف.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ
مو عاجبنا و بنعيش في ارضنا
الشعب بعد من حقه يطالب بحقوقه ماله داعي قتل الناس و استخدام الشوزن كل شعوب العالم طلعت تطالب بحقوقها يوم طلعوا شعب البحرين سويتوها طائفية؟
متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة 2
يتبع..
أخيرا:الاخوة التي لا تستنكر قتلي وتعذيبي وانتهاك اعراضي ومقدساتي وقطع رزقي وهدم مساجدي.. اخوة تشترى بفلس، وتستحق البراءة منها في الدنيا والآخرة..
ولا نكران على من يطلع الاجيال القادمة عن حقائق عاشها الأجداد (هذا اذا ما كان الاطفال يدركونها ويعايشونها الآن)كي يحذروا ولا يقعوا في مثل الشراك ويغدر بهم في ليلة وضحاها..
متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة 1
لي بعض النقاط اود ان اضعها على الحروف لتتبدد الأوهام وينقشع الضباب.
اولا:اذا اقرينا بحدوث الشرخ الكبير جدا لا يمكن الإقرار في نفس الوقت بحجم أواصر الاخوة القديمة،فهما نقيضين لا يجتمعان.
ثانيا:كان هناك تعايش موجود كحال جميع الطوائف ولكن لم يصل الى حجم الاخوة والظفر الذي لا يخرج من اللحم فبمجرد حدوث اي ازمة يعود كل حزب بما لديهم فرحون.
ثالثا:اذا كان مثيري الطائفية وشعارات التخوين الدعوة للقصاص وسحب الاوراق الحمراء فأين بقية الطائفة؟ماللشرفاء يعدون باللاصبع؟!
يتبع..
كلام موزون وقوي
عشت يا ولد ديرتي الاصلي يا حر ونشكرك على الطرح المتصف بحالة اهل البحرين قديما وحديثا
ابو حسن
شرفتنا دكتور
شكرا يالعنسي يالنيابة عن سترة وعشت لنا حر كما عهدناك
ستراوي
كلامك حلو وجميل .
كلامك حلو وجميل وانا اوافقك عليه لكن .......انزين والي يقطع الطريق على غيره والي يحرق في منطقته واذا تكلمهم وتنصحهم يقعدون يقولون عنك ما يقولون . وانا من حقي ادخل منطقتي بدون اي اعتراض من حقي امشي في الشارع اروح اقضي أموري بدون احد ان يعترضني . والي مو عاجبه يروح يعيش في كوكب ثاني .
الطائفية ليست ثوبنا
نحن لا ننجّر و لن ننجّر وراء هذا المخطط الطائفي البغيض نحن أهل و عائلة واحدة في هذا الوطن الحبيب و من يأججون الوضع هم ليسوا من الطائفة السنية الاصيلة التي تعايشنا معها سنين بل أيادي خفية تلعب على هذا الوتر لبث الفرقة و بعض هذه الوجوه رأيناها و سمعناها و هي تبث سمومها علانية على الناس لجرّهم للطائفية حذارِ من الانجرار وراء مصالحهم الضيقة فهم لا يريدون خيراً لهذا البلد لان مصلحتهم في خراب البلد و تأزيم الاوضاع.
رأس الحكمة مخافة ألله
نحن نعايش الكثير من الإستهزاء بنا كطائفة ونحن لسنا بالقليلين عن الرد ولكن مصلحة البلد تضطرنا للنأي عن هذه الأمور لكي لا تهوي الأمور الى الهاوية هذا ناهيك عن التهديد والوعيد أهونها الفصل من الوظائف ولكن ثقتنا بالله كبيرة أن المظلوم سينصف ولو بعد حين . إنني دائما أكرر إن من يحرض على إخوانه المواطنين ليس بشريف لأن هذا نقص في الغيرة والنخوة وجهل بتعاليم الإسلام
هذه نصيحة للكل مو بس ليك وشكرا
وانا بعد أكرر انه من يحرض على أخوانه المواطنين بقطع الطرق ليس بشريف لأن هذا نقص في الغيرة والنخوة وجهل بتعاليم الأسلام .... ((( روح أقرا عن فضل إماطة الأذى عن الطريق )) وهذه نصيحة للكل مو بس ليك .
تشكر على مقالك الرائع
تشكر على مقالك الرائع جزاك الله الف خير