العدد 3678 - الإثنين 01 أكتوبر 2012م الموافق 15 ذي القعدة 1433هـ

مفارقات جنيف وما بعد جنيف!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إحدى مفارقات الوضع البحريني أن الوزارة التي أنشأتها الدولة للدفاع عن «حقوق الانسان»، أصبحت أكبر مدافع عن الحكومة، وشكّلت أكبر وفدٍ تشكله دولة للدفاع عما حدث من انتهاكات أمام مجلس حقوق الانسان العالمي.

هذه المفارقة أشار إليها المحامي محمد التاجر، في ندوة الوفد الأهلي العائد من جنيف، مشيراً إلى سياسة إنكار الحقائق وتجميل الواقع وزيادة الأنشطة في مجال العلاقات العامة.

المتحدّثة الأخرى في تلك الندوة المهمة، كانت عضو المرصد البحريني لحقوق الإنسان فريدة غلام، التي أشارت إلى أن «الدولة تفسر أي تعبير عن الرأي على أنه محاولات إرهابية». وقد عادت في العامين الأخيرين إلى ممارسة الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان، و «تم انتزاع الاعترافات من الكثير من المعتقلين ومن ضمنهم الرموز الوطنية تحت التعذيب»، ومن هنا جاءت المطالبة بتعيين مقرر خاص بالتعذيب في البحرين، وخصوصاً مع توافر التوثيق الذي قدمه تقرير بسيوني.

زميلتها في المرصد رولا الصفار، جاءت في منتصف الندوة، لحضورها تكريماً في إحدى المناطق، وكانت ترتدي فانيلةً سوداء تحمل رسماً كاريكاتورياً للناشط الحقوقي المعتقل نبيل رجب. هذه الشخصية الأكاديمية ترأست بهدوء جمعية التمريض البحرينية لسنوات، لكن الحراك السياسي الجديد الذي انطلق في فبراير/ شباط 2011 وما تلاه من رد فعل عنيف، دفعها للواجهة، من باب علاج الجرحى والمصابين، وانتهى ذلك بها إلى السجن عدة أشهر، في إحدى المفارقات التي تستعصي على التصديق. تقول الصفار: «الحكومة ترفض النظام الأساسي لروما، لأن هناك ممارسات ممنهجة تخالفه، فلو طبق هذا النظام لكانت البحرين بألف خير». وتضيف: «جنيف جعلتني أتحمس لقراءة نظام روما، إذ تدخل فيه جرائم الإبادة الجماعية والنقل القسري، وهو ما ينطبق على ما يحدث للأطباء والممرضات والمعلمين والمعلمات من نقلٍ قسري».

الصفار، ورغم طابع الأسى في حديثها ومرارة تجربتها، لم تفارقها روح الدعابة والتلقائية في الحديث، تقول: «خرجنا من مطار البحرين والحكومة كانت تعرف أننا سنذهب الى جنيف، وأكدت تصريحاتها أنه لن يضار أحد من الوفد الأهلي بسبب تعبيره عن رأيه، ولكن عندما عدنا فوجئنا بكمٍّ هائل من محاولات التشهير والتهديد، والإعلام الرسمي يوجّه سهامه لنا ويطالب بنزع الجنسيات. أنتم تشهّرون بنا (أوكي)! نرفع عليكم قضية لا!». كانت حملة التشهير والتخوين ضمت فريقاً يشمل نواباً وشوريين، وكتابَ موالاةٍ بالعشرات، لم يتورعوا عن اتهام الوفد الأهلي بالخيانة والمطالبة بمحاكمتهم... في أجمل صور الالتزام ببنود مواثيق الشرف، وحرية الرأي والقبول بالآخر في مجتمع تعددي!

من المفاجآت التي اكتشفناها في تلك الأمسية، أن إحدى الصحف التي نشرت صور الوفد الأهلي للتحريض على فصلهم من أعمالهم... ذكرت أشخاصاً ادعت ذهابهم إلى جنيف، مثل عائشة بوجيري والنائب السابق علي الأسود وعبدالرؤوف الشايب وفلاح ربيع، كما نشرت صوراً وكتبت تحتها أسماء أشخاص آخرين. كل هذه المخالفات والأغلاط المهنية الفظيعة، ولم تعنِّ نفسها بالاعتذار لقرائها على ما قامت به من سهو أو تضليل!

المفاجأة الأخيرة كانت في تكريم الصحافي أحمد رضي، الذي أفرج عنه قبل أسبوع ونقل صورةً خاطفةً من داخله، حيث التقى شباباً صغاراً ورجالاً تصل أعمارهم إلى الستين، وأحياناً الأب مع أولاده، أو الأخ مع أخيه. وأشار إلى وجود حالات صحية حرجة تحتاج إلى علاج.

رضي اعتقل العام 1995 بتهمة مراسلة محطات خارجية - وكان حينها طالباً بالمدرسة - لأربعين يوماً، أصيب خلالها بأزمة قلبية، وصممٍ كاملٍ في أذنه اليمنى. ويقارن تلك الفترة باعتقاله الأخير لأربعة أشهر الذي لن ينساه أبداً كما قال، «فقد كان قانون المطبوعات القديم أرحم من القانون الجديد». وأضاف: «كان أول تقريرٍ بث لي عن زيارة المرحوم الشيخ الجمري للمرحوم عبدالرحمن النعيمي، وكانت مؤشراً قوياً على الوحدة الوطنية».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3678 - الإثنين 01 أكتوبر 2012م الموافق 15 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:56 م

      مسكيين بن ادم

      اكيد انت مو عايش في البحرين عشان جديه ماتدري كم شهيد سقط

    • زائر 11 | 1:38 م

      بدر

      والله انا ارتاح لما اسمع انسان يتكلم الحق في ضل الضلم ياالله كم انته عضيم يا سيد

    • زائر 7 | 6:06 ص

      ماذاتريد استاذنا

      استاذ ‏

    • زائر 6 | 4:35 ص

      اللعبة

      في آخر لقاء على البي بي سي وضم على الاسود وسميرة رجب كان الاسود يتحدث عن اعداد الضحايا فذكر في اول الحلقة انهم ثلاثون وفي آخر الحلقة ذكر انهم مئة فبابتسمت سميرة رجب دون ان تعلق وتبعها مقدم الحلقة في مفارقة تظهر كم الكذب المتراكم فكل من مات ميتة طبيعة كان يدرج ضمن الضحايا لرفع العدد. نحن في البحرين ونعرف ما جرى تماما اما اهل جنيف فربما تنطلي عليهم اللعبة. فالهدف هو التدخل الدولي في شئون البحرين باي ثمن واخرها المطالبة بفتح مكتب للمفوضية لمراقبة تنفيذ توصيات جنيف.

    • زائر 8 زائر 6 | 7:31 ص

      اقولك

      احنا بشر من لحم ودم اللي سويتوه مو قليل يعني تاخذ واحد 5 ايام وتعذبه عذاب المنتقم بعدين يموت وبعدين تقول سكلر هذا شنوا تسميه مو استخفاف بارواح الناس اذا عندك شي عليه سجنه بس مو تقتله وتقول مو قصد هذه ارواح ناس ناس خرجت تطالب بحقوق انته تجد انها ناس فاضيه او تسبب الخراب هذا شانك
      انت بتدافهع عن الحكومه هذا شانك بس لا تتعدى وتتمادى على حقوق الاخرين
      مو تعذب الشخص وتقول اعترف حتى ماقال بسيوني ضربتوا به عرض الاحائط فكنا بس الحين جاي تقول ععد الضحايا مو مهم العدد حتى لو 1 ااناس من حقها ان تحاسب

    • زائر 4 | 1:43 ص

      واحنا وين

      وين حقوقنا الخدامه ندفع عليها 1000 دينار ويومين تهرب ولا احد يعوضك وين الدوله التي تضمن حقوقنا احنا ما نقدر كل يوم ندفع الف دينار ولا احد يقول المعامله يومين وتهرب ما امدى الانسان يتكلم معاها او يتفاهم معاها وانتوا تدرون طيبه اهل البحرين في التعامل مع الخدم وكانهم جزء من العائله بس هناك عصابات جشعه تشجع الخدم على الهروب او هناك اتفاق من جانب بعض المكاتب مع الخدم للهروب ما ندري شنو السالفه

    • زائر 2 | 1:38 ص

      ياريت ما وافقوا

      على توصيات جنيف تدورون ليش لان كل توصيه راح ينفذون عكسها والله يستر على امة محمد

    • زائر 1 | 1:13 ص

      وزير حقوق بلا حق كيف يكون؟

      من خط خطا ولم يعرف الكتابة ولا القراءة لن تكون حياته سهلة. فالكثير من المسميات والأسماء والمفاهيم خطت لا كما تشتهي الأنفس لكن المعنى من المعني. فكون الفعل سبق القول فيها فقد رسمت وخطت لا خيط فيها الا أن لا عمل بها.
      وهذا قد يكون معقول أو لا معقول. فاذا كانت مالية الوزراء لها وزير فكيف حق الإنسان بلا وزير؟ فالوزارة لم يكن أصلها زيارة لا شطاره لكنها في الأصل وزر لا وزة فيها ولا عمارة. وعليه فان حق الوزير وواجبه له وعليه.
      فهل تحمل أو سيتحمل وزره ووزر من انتهك واعتداء وتعدي على ووزارته؟

اقرأ ايضاً