عكف الاتحاد البحريني لكرة القدم على إقامة العديد من الاجتماعات مع الأندية المحلية فيما يخص العديد من الأمور الهامة التي يقترحها ويريد أن يستأنس بآراء الأندية فيها، وصحيح ان القرار الأول والأخير يعود لمجلس إدارة الاتحاد إلا أننا نجده في العديد من الأمور يحرص على دعوة الأندية للاجتماعات التشاورية، ويستمع لآرائها وأحياناً تؤخذ بعض القرارات بالتصويت.

بعد هذه المُقدمة أكاد أجزم بأن البعض سيقول بأنني أصبحت محامياً للاتحاد لهدفٍ ما، لأن هذه الشكوك نعيشها في واقعنا تماماً، وعندما يقول أحدهم كلمة ما، نجد البعض يُفسر كلامه على أنه يهدف لأمور وأهداف شخصية يريد الوصول إليها!.

وبمناسبة الحديث عن هذه الاجتماعات فأنا حضرت العديد منها والتي أقامها الاتحاد منذ أكثر من 5 سنوات، ولكن للأسف نجد ان أغلب الأندية تبعث أشخاصاً لهذه الاجتماعات لا ناقة لهم ولا جمل، ولا يستطيعون إبداء وجهة نظرهم في أي أمر مُعين وبالذات الأمور الهامة، لأسباب عديدة وهي إما أنهم ليسوا أصحاب قرار وتبعثهم الأندية من أجل (تسجيل الحضور) ليس إلا، أو لأنهم لا يمتلكون القدرة على إبداء وجهة نظرهم في أي شيء بسبب إمكاناتهم المحدودة!، وأيضاً هنالك أندية دائماً ما تتخلف عن هذه الاجتماعات، حتى أننا في السنوات الأخيرة لم نشاهد أي اجتماع مُكتمل النِصاب، على رغم أن الجمعية العمومية للاتحاد لا تتعدى 19 نادياً

ولكن الغريب ان بعض هذه الأندية التي تلتزم الصمت في الاجتماعات التشاورية للاتحاد وكذلك الاجتماعات (المصيرية)، نراها تلجأ للصحف أحياناً من أجل مُعارضة بعض الأمور التي في الأساس تم طرحها في هذه الاجتماعات ووافقت عليها هذه الأندية نفسها، وأحياناً تتعدى ذلك وتصل لعقد اجتماعات فيما بينها من أجل التشاور في أمورٍ معينة هي في الأصل نوقشت في الاجتماعات مع الاتحاد وتم إقرارها وهذه الأندية وافقت عليها، لأن في الأساس حضور مندوبي هذه الأندية لتلك الاجتماعات كانت (شرفية) فقط، وعندما تتعرض إلى (قرصة) معينة تلجأ لهذه الأساليب وكأنها أمراً جديداً لم تتم مناقشته من قبل.

وبغض النظر عما تحمله هذه الاجتماعات التي تعقدها الأندية فيما بينها وهل ما إذا كانت وجهة نظرها صحيحة أم لا، فأنا هنا أوجه نداءً لهذه الأندية بأن يكون حضورها فعالاً في الاجتماعات التي تُقام مع الاتحاد والتحدث بشفافية تامة ومُعارضة أي أمر تراه في غير صالحها وهذا حق من حقوقها بالتأكيد، لا أن تنتظر حصول أي مشكلة معينة وحينها تُريد أن تُثبت موقعها في موقع (المظلوم)، وتُصبح حينها (صامتة) في المواقف التي تُريد أن تكون كذلك رغم أهمية (الحديث)، وتُكثر (الهرج) في المواقف التي يتطلب منها (الصمت).