العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ

المعتقلون وزيارات الأهالي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

للأهل دورٌ كبيرٌ في التخفيف على المرء حين يكون في معضلة، فهم الذين يقفون معه من غير مقابل، وهم الذين يكونون الملجأ والحضن حين يشعر المرء بالوحدة أو الألم، هم النور الإلهي الذي أنزله الله على الأرض رحمةً وإحساناً، وحين ينسل المرء من منظومة أهله رغماً عنه يشعر بالحنين والشوق الجارف لهم، والألم على فراقهم.

هنا رجلٌ لم يرَ خالته منذ عام ونصف لظروف سفرها، وحين شاء القدر لها أن تعود إلى أرض الوطن وتفرح بموعد الزيارة المرتقب، ذهبت بكل شوق لترى ابن أختها غير الشقيقة المعتقل منذ الربع الأول من 2011، ولأنها لم تأخذ معها الأوراق المطلوبة لإثبات صلة قرابتها به - وكيف تفعل وكبار السن لا يمتلكون شهادة ميلاد؟ - لم تستطع الدخول إلا بعد جهدٍ طويلٍ ومحاولاتٍ متعددةٍ واتصالاتٍ متواصلةٍ بالمسئولين، وحين سُمَح لها برؤيته لم تستطع إلا أن تلقي عليه التحية من وراء حاجزٍ وترحل من غير السماح لها بالجلوس معه وسماع أخباره، بخلاف بقية أفراد الأسرة ممن أمضوا ساعة الزيارة معه.

كانت هذه إحدى الحكايات التي دارت أحداثها في سجنٍ بحرينيّ، وقد يكون هذا الموقف قد تكرر كثيراً، وبرغم أننا نعرف أن الهدف من هذا هو حفظ النظام من خلال معرفة صلة القرابة بين المعتقل وزائريه، إلا أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما ذنب الأهالي والمعتقلين ليحول النظام حين يكون القانون غير مكتملٍ بينهم وبين رؤية من يحبون؟ فهذه الحالة على سبيل المثال لا حل لها؛ إذ لا يملك كبار السن في البحرين شهادات ميلادٍ تحتوي أسماء أمهاتهم ليطابق المسئول بين أسمائهم فيُسْمَح لهم بالزيارة، ثم إن من حق بقية أفراد العائلة من أبناء العمومة أو أزواج الأخوات رؤية معتقليهم أيضاً ومن حق المعتقل أن يطلب زيارة من يشاء من أصدقائه وأهله بشكل منظّم لا يتجاوز العدد المسموح به في كل زيارة، خصوصا أولئك الذين حكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة.

الملاحظة الثانية في مواعيد الزيارات هي الحاجز الذي يحول بين المعتقل وأهله، ففي الزيارة الأولى بعد الاعتقال بشكل خاص، يكون المرء مشتاقاً شغوفاً لرؤية أهله، وحين يحول بينه وبين أمه أو زوجته أو ابنه أو ابنته أو أخيه أو اخته ما يمنع العناق الذي قد يطفئ قليلا من الشوق، قد يصاب المعتقل بالإحباط وكذلك الأهل، لاسيما الأطفال الذين لم يروا آباءهم لاسابيع أو شهور.

نحن نعرف أن هنالك غرفاً خاصة لزيارات الأهل يمكن للمعتقل طلبها، ولكن الموافقة على الحصول عليها تحتاج إلى وقت طويل بحسب أهالي المعتقلين، ما يعني أن يكون المعتقل محروماً من التمتع بخصوصيته مع أهله لفترة طويلة.

نتمنى أن تتم إعادة النظر في ظروف الزيارات العائلية للمساجين والمعتقلين والموقوفين من أجل المحافظة على صحتهم النفسية خصوصاً وأنهم بعيدون عن أهاليهم وعن كل ما/ من يحبون.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3652 - الأربعاء 05 سبتمبر 2012م الموافق 18 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:08 م

      اختي الغاليه

      سلمت يمناك اختي ع مقالك الرائع والذي يتحدث عن معتقلينا تدرون اذا طفل يريد ان يجلس ع حضن ابوه يمنعونه الله ينتقم منهم ومعاملتهم السيئه لنا

    • زائر 13 | 5:20 ص

      ذكرتيني

      ذكرتيني بالذي مضى، نعم كنا نعاني لزيارة أبني حتى أفرج عنه بعد مضي 3 شهور وأربعة أيام .. الله يفرج عن جميع المعتقلين والمظلوميين

    • زائر 12 | 4:30 ص

      الزائر رقم 4

      نعم دار تاهيل بحيث يتم الاعتداء عليهم ما بين كل فتره ناهيك عن التحرات التي تحدث هناك من قبل القائمين على السجن حيث هم مؤهلين بكل المقاييس للحط من كرامة الانسان

    • زائر 11 | 3:21 ص

      يمهل ولا يهمل

      الظلم لا يطول وان طال لا يدوم

    • زائر 9 | 2:51 ص

      روحوا شوفوا السجون في الدول الاخرى

      يامن تدعون انكم حضاريين روحوا شوفوا في الدول الاخرى شلون النظام ماشي معقوله سجين ما يستطيع تقبيل ابنه او ابنته ذو اشهر او سنه مالكم كيف تحكمون

    • زائر 8 | 2:45 ص

      حذاري من دعاء هؤلاء المظلومين فلا بد ان تدور الدوائر

      يهزء البعض من هذا الكلام ولكنه عند الله عظيم ونحن على ثقة من الله لن يترك دعاء هؤلاء الابرياء يذهب جفاء حاشى لله ان تمضي هذه الدموع والآهات هكذا بلا قيمة عند الله وهو الحكم العدل ولكن عند الله صبر وأناة يمهل البعض لكي يتوب ويرجع ويمهل الآخر لكي يزداد إثما وبعدها يقول للاسباب كن فتنقلب الموازين
      ومن يظن نفسه خارج عن معادلة الله وقوته وخططه الاستراتيجية فإنه واهم فلله خطط وأخذ اليم شديد
      ولا يأمن مكر الله الا من ضعب ايمانه به ولا يعرف حق معرفته

    • زائر 7 | 2:06 ص

      آآآآآه من هذا الأمر

      قراءتي للمقال أعادت لي ذكريات الزيارات التي كنا نقوم بها لأخي فترة اعتقاله في العام الماضي، الأمر الذي جعل عيناي تدمعان لتذكر تلك الأوقات البغيضة بآلامها وشوقها وفراقاتها وحسرتها ووو......
      فعلاً هناك قوانين لا معنى لها تقيد زيارة الأهل والأقارب لذويهم من المعتقلين وتتسبب في حرمانهم من رؤية من يخفف عنهم ضيق السجون والتعذيب فيها، إلا إذا كان القصد من هذه الإجراءات هو زيادة التنكيل بالمعتقل وأهله !!!!!

    • زائر 6 | 2:03 ص

      الا تكررت هذه الحادثة وتتكرر كل يوم واسألينا .

      ما عليك سوى الجلوس في قاعة الأنتظار وسترين الوجوم على الأهالي والأخذ والرد والترجي يطول ليسمح لهذا وذاك من الأنساب ، أما مأسات الحاجز حدثي ولا حرج ، حينما تقابل ابنك او اخيك من وراء الحاجز تتذكر ( دول ) لا نريد ذكر اسمها هنا ، وكأنك هناك ولست في البحرين .

    • زائر 5 | 2:02 ص

      المعتقل نسخة من الواقع

      المعتقلون في السجون يتعرضون للمضايقات ويتعرضون للضرب كلما قرروا المطالبة بحقوقهم فكل يوم نسمع عن اضراب في الحوض الجاف وكل يوم نسمع عن جرحى هناك بعد ضربهم وتعذيبهم حين يعبرون عن رأيهم ويطلبون حقهم مثلما يحدث لنا في الخارج المعتقل نسخة مصغرة عن الخارج

    • زائر 4 | 1:51 ص

      أتعاطف معكم

      و لكن الحمد لله إنه دار التأهيل و ليست سجناً مثل سجون أبو غريب في العراق و القائمين عليه مؤهلين للتعامل مع المقيمين فيه. و كلها فترة عقوبة يروحون لأهاليهم بعدها و يفرحون بهم. الله يفرج عن كل مسجون

    • زائر 3 | 1:20 ص

      شكرا لكم

      هذا مقال يتحدث عن واقعنا الذي نعيشه تماما عند زيارة المعتقلين ناهيك عن الانتظار لفترات طويلة في الشمس اضافة الى المعاملة السيئة التي نتلقاها عند الزيارة . شكرا استاذة وياليتك تتكلمين عن واقع المعتقلين هناك

    • زائر 1 | 12:02 ص

      الحاجز يمعنعي ان اغمر ابني واخذه بين ذراعي

      لارويه حنانا اتصدقين انني اشم ابني لتبقى رائحته في انفي لساعات لاابالغ ولكنها الحقيقه المره فابني معتقل صغير ومحكوم فحسبنا الله

اقرأ ايضاً