العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ

«الوسط» وعام من الصحافة المسئولة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تطفئ «الوسط» غدا الأحد 7 سبتمبر/ أيلول شمعتها الأولى، وبهذه المناسبة سيصدر «ملحق خاص» يوم غد بالإضافة إلى أقامة حفل استقبال يستذكر فيه منجزات عام حافل في حياة الصحافة البحرينية.

لقد دشنت «الوسط» مرحلة جديدة لأن «الصحافي» أصبح «صحافيا» وشخصا مبدعا له قلمه الحر والمستقل والمسئول، وليس موظفا مأمورا. الصحافيون البحرينيون لهم مكانتهم المرموقة ومكنتهم المنافسة الشريفة بين الصحف اليومية من تحسين أوضاعهم بالإضافة إلى تنفسهم مزيدا من أجواء الحرية والانفتاح السياسي.

الصحافي البحريني يقود حرية التعبير عن الرأي، وهذه الحرية ليست عشوائية، وانما حرية مسئولة ومحتوى الطرح يركز على جودة العطاء. فمن دون الجودة لا يستطيع الصحافي أن ينافس غيره وخصوصا مع توافر البدائل التي توفر معلومات للقارئ من كل حدب وصوب.

والصحافي البحريني لديه مشكلة مع قانون الصحافة والنشر، بعد أن تسبب هذا القانون غير الملائم لأجواء الإصلاح السياسي في تعكير الأجواء وفي محاكمة بعض العاملين في الصحافة على أمور تعالج في البلدان الديمقراطية بوسائل أخرى تتناسب مع الطرح الديمقراطي.

على أن الأهم من كل ذلك هو أن لغة الصحافة أصبحت متنوعة. ففي الماضي كانت الأعمدة والتغطيات تتحرك في اتجاه واحد وكان الموقف الشخصي لهذا المسئول أو ذاك هو الذي يحدد الاتجاه. أما اليوم، وبفضل الحرية الصحافية، فان القارئ البحريني يحصل على الآراء المتنوعة ويستطيع أن يحدد رأيه بصورة عقلانية.

الجميع يتحدث عن الصالح العام، وهو أمر حميد، لأن المسئول الرسمي، والصحافي المؤيد له أو المخالف له، جميعهم يتحدثون عن الصالح العام أيضا. وما دام الهدف واحدا فلا بأس لو اختلفت طرقنا لخدمة ذلك الصالح العام.

حرية التعبير لا تعني أن ينشر كل شيء من دون ضوابط. فقانون الصحافة غير الديمقراطي سيتغير إن شاء الله، ولكن حتى في البلدان المتقدمة فإن حرية التعبير لها مساحة لا تتعدى إلى القذف أو الاضرار بالسلم الأهلي. ولكل بلد منفتح وسائله لتحقيق الغاية المرجوة في حماية الصالح العام.

«الوسط» اعتمدت على هذه المفاهيم الأساسية في عملها ورصدت بقدر ما استطاعت كل ما يتعلق بمخالفات وتجاوزات كان يقوم بها البعض في السابق من دون خشية من التغطيات الصحافية. وركزت «الوسط» على التنمية المستدامة، وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية، والبيئة وحماية الآثار والتراث، والدفاع عن العمال والمرأة، والعمل السياسي الحر، والصحة والخدمات العامة، ونشاطات الناس الاجتماعية، وقضايا الفكر والدين والفن والسينما والتاريخ، بالإضافة إلى تغطيات متخصصة شملت قطاعات لم تكن تحصل على اهتمام في السابق.

لقد اعتبرنا أن من واجبنا طرح القضايا بما يخدم جميع فئات المجتمع البحريني من دون تفريق، ونفخر لأننا حققنا توازنا باتجاه مزيد من التعاضد والتآزر الوطني. فالبحرين حجمها صغير ولكن شعبها كبير وعظيم، ويعتمد في قوته على التنوع والتداخل بين فئاته. هكذا كانت أحلامنا عندما شرع المستثمرون في تأسيس «الوسط»، وهكذا تحقق كثير من تلك الأهداف. ولكن المسيرة مستمرة والأهداف التي يجب علينا تحقيق المزيد منها ليست بعيدة المنال، فالنجاح يولد النجاح، ونحن نعتبر نجاح «الوسط» سببه كفاءة طاقمها من جانب واحترامنا لقرائنا وسعينا دائما لتلبية ما يأملونه منا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً